هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تطرقت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لمراسلها، فينسنت موندي، إلى الدور الذي لعبه نهر إيربين في إنقاذ العاصمة الأوكرانية كييف.
وأشار كاتب التقرير إلى أن كييف تمكنت من صد القوات الروسية عبر فتح سد يعود إلى الحقبة السوفييتية على نهر إيربين، في حين يأمل علماء البيئة في أن تتمكن أحدث الأراضي الرطبة في أوكرانيا من الاستمرار أو حتى الازدهار بعد انتهاء الحرب.
وأدى فتح سد إيربين في نهاية شباط/ فبراير إلى إيقاف تقدم الجنود والدبابات الروسية، وأعاد غمر 13 ألف هكتار من الأراضي الرطبة التي جففها السوفييت في الستينيات، وفق الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كان من المقرر أن تصبح السهول الفيضية أساسا لوحدات سكنية جديدة ضخمة، إلى حدود اندلاع الحرب.
ودعا العالم البيئي المحلي، فولوديمير بوريكو، إلى منح نهر إيربين لقب "النهر البطل".
وقال بوريكو للصحيفة: "أعتقد أن نهر إيربين يجب أن يُمنح لقب النهر البطل وأن يُمنح حماية بيئية قوية، لأن نهر إيربين هذا العام، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة الأوكرانية وقوات الدفاع الإقليمية، لعب أحد أهم الأدوار في الدفاع عن عاصمتنا على مدى الأعوام الألف الماضية".
وأشار إلى أن نهر إيربين حمى "كييف بشكل متكرر، الشمال والشمال الغربي، من الهجمات"، منذ ألف عام.
وأوضح، في تصريحات للغارديان، أنه "لو هاجم بوتين كييف في غضون عام أو عامين من الآن، فلم يكن نهر إيربين ليتمكن من الدفاع عن العاصمة" وذلك لأن السهول الفيضية كان من الممكن أن تكون قد أزيلت واختفى النهر نفسه ليحل مكانه مجمع سكني، "ولن تكون هناك أي عقبة على الإطلاق أمام دبابات العدو".
اقرأ أيضا: WSJ: الحرب في أوكرانيا تطلق العنان لحقبة نووية جديدة
وقال بوهدان بروتس، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي للغادريان، إنه "لا يمكن استعادة الأراضي الرطبة بهذه الطريقة".
وأوضخ أن "إعادة الغمر المفاجئ للأراضي الرطبة القديمة في كييف-إيربين والتي تم استخدامها أيضا كدفاع أول من قبل الأوكرانيين الذين دافعوا عن كييف ضد الألمان في عام 1941، من غير المرجح أن يكون لها نوع من الفوائد البيئية التي سينتجها مشروع إعادة البناء المُدار بعناية".
ورأى بروتس، بحسب ما نقلت الغارديان عنه، أن الحكومة المحلية ستتعرض لضغوط لإعادة بناء سد إيربين.
ومن جهته، قال عالم الأحياء ومؤسس ورئيس مجموعة الحفاظ على الطبيعة الأوكرانية، أليكسي فاسيليوك، للغارديان، إن "النظام البيئي المحلي لحوض نهر إيربين كان في حالة سيئة قبل انفجار السد".
وأضاف أن "الكثير من الدبابات والمعدات العسكرية الروسية غرقت في النهر"، مشيرا إلى ان "خلط الكيماويات والزيوت من خزانات الوقود بالتلوث من مجاري النفايات التي غمرتها المياه يشكل تهديدا كبيرا".
وعلى الرغم من المخاطر، قالت الصحيفة إن فاسيليوك لا يزال متفائلا بإمكانية العثور على حلول وأن تعود الأراضي الرطبة القديمة في كييف إلى الأبد.
وقال: "من المحتمل أن تكون هذه الأراضي الرطبة الأكثر قيمة وأهمية في أوكرانيا، ليس بسبب تنوعها البيولوجي الهش أو الفريد، ولكن لأنه بدون هذا الحاجز المستنقعي، لربما كانت لمعركة كييف نتيجة مختلفة تماما".