احتجاجات في تونس رفضا لعزل قضاة والتشهير بقاضيات (شاهد)

تظاهر عدد من المحامين والحقوقيين، الأربعاء، داخل حرم قصر العدالة في العاصمة التونسية من خلال وقفة احتجاجية رمزية، تضامنا مع القضاة وخاصة القاضيات بعد تعرضهن لحملات تشويه.

وأقدمت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية للرئيس التونسي قيس سعيد على نشر محاضر بحث ونشر فيديوهات لا أخلاقية، يزعم أنها تتعلق بقاضيات، بحسب المتظاهرين.

ورفع المحتجون شعارات من قبيل "يسقط يسقط الانقلاب" و"ارفع يدك عن القضاء والنساء".

وانتقد العميد السابق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني بشدة الحملة الشرسة التي تتعرض لها السلطة القضائية.

وقال الكيلاني، في تصريح خاص لـ "عربي21"، إن "طريقة عزل القضاة فضيحة كبرى، لم يتم احترام حتى مبدأ الدفاع عن النفس والمحاكمة العادلة هي عملية لوضع اليد على السلطة القضائية".

وأكد عميد المحامين السابق أن "رئيس سلطة الانقلاب وبعد سيطرته على كل السلطات يريد أخذ مفاتيح السجن لأنه تقريبا قام بعزل كل رؤساء النيابة".

اقرأ أيضا: قضاة تونس يواصلون "شل" المحاكم رفضا لقرارات سعيّد

بدوره، اعتبر الحقوقي جوهر بن مبارك في تصريح خاص لـ "عربي21" أنها "ردة فعل ممتازة من القضاة للدفاع عن سلطتهم، هي نقلة نوعية في مواجهة الانقلاب لأنه لأول مرة يخرج الصراع من سلطة ومعارضة إلى صراع بين الرئيس وجسم هام من الدولة له بعد سيادي".

وفي تعليقه عما تم تسريبه من محاضر تتعلق بقاضيات والتشهير بهن، قال ابن مبارك: "واضح جدا أن هناك فئات خارج القانون تتعامل مع مؤسسات أمنية، نصبوا أنفسهم للتشهير والخوض في مسائل خاصة للقضاة، هؤلاء سبق وشهروا بمعارضين وبثوا الشائعات وهو أمر خطير".

وقالت عضو جمعية القضاة التونسيين عائشة بلحسن، في تصريح خاص لـ"عربي٢١" إن "منظمات المجتمع المدني نظمت اليوم تحركا رمزيا ضد ما يحصل في القضاء وضد وصم المرأة القاضية والعنف المسلط عليها يأتي كونها امرأة فيتم سحلها إلكترونيا والتشهير بها لتكون وقود المعركة لإخضاع السلطة القضائية".

من جهتها، قالت المحامية والقيادية في حركة النهضة، فريدة العبيدي، إنها "ترفض أن تكون المرأة التونسية سلاحا يستعمله أي طرف لتمرير أجنداته".

وشددت المحامية في تصريحها لـ "عربي21" على أن "الخوض في شرف القاضيات غير مقبول بالمرة".

ولفتت إلى أن "ما يحصل مرفوض أخلاقيا وقانونيا وسياسيا ولم يسبق تناول ملفات بهذا الشكل وهذا مرفوض في كل الحالات سواء تعلق الأمر بتسريبات تمس الحياة الشخصية للرئيس حيث سبق وأن تم استهجان المس من المعطيات الخاصة له أو لمعارضيه (في إشارة لتسريب بصوت نادية عكاشة يتحدث عن حياة الرئيس)".

وأكدت العبيدي أن "المحاماة شريكة في الدفاع عن الحريات والمحاكمات العادلة وحق الدفاع فعزل 57 قاضيا بصفة جماعية مرفوض ويمس من ضمانات المحاكمة العادلة".

اقرأ أيضا: سعيّد يقتطع من أجور قضاة تونس بسبب إضرابهم عن العمل

والأسبوع الماضي، عزل الرئيس التونسي قيس سعيّد، 57 قاضيا اتهمهم بالفساد والتواطؤ والتستر على متهمين في قضايا إرهاب.

وفي وقت سابق الأربعاء الماضي، اتهم سعيّد القضاة بـ"تغيير مسار القضايا"، و"تعطيل تحقيقات في ملف إرهاب"، و"ارتكاب فساد مالي وأخلاقي".

وفي 12 شباط/ فبراير الماضي، وقّع سعيد مرسوما بإنشاء "المجلس الأعلى المؤقت للقضاء" محل المجلس الأعلى للقضاء (هيئة دستورية مستقلة)، الذي اتهمه بعدم الاستقلالية، وإطالة فترة التقاضي في قضايا، ما أثار احتجاجات ضد سعيد ورفضا من هيئات قضائية وقوى سياسية.