هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الاستهداف الإسرائيلي لمطار دمشق الدولي، والتسبب في تعطيله، تساؤلات
عديدة حول الأهداف الحقيقية للاحتلال من هذا التصعيد النوعي باتجاه سوريا، في
سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 2013.
ولم يقتصر تبادل الاتهامات عقب قصف مطار دمشق على تل أبيب وطهران، حيث
دخلت موسكو على الخط، وتم استدعاء السفير الإسرائيلي لديها أليكس بن تسفي إلى
اجتماع في وزارة الخارجية الروسية للمطالبة بمزيد من التفاصيل حول الهجوم الأخير
في سوريا.
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي على أن الكرملين يحارب
"الإرهاب" الإقليمي، ولن يسمح بأن تصبح سوريا ساحة معركة لدول أخرى.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير
ترجمته "عربي21"، أن "نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف
أعلن أن التفسيرات الإسرائيلية المقدمة حتى الآن حول استهداف مطار دمشق لا ترضي
الكرملين، ولذلك فإن الكرملين قلق للغاية من الهجوم، الذي تسبب في إلحاق أضرار
بالمدرج وأنظمة الملاحة والمباني، والحركة الجوية الدولية، وسبق لموسكو أن
أصدرت بالفعل إدانة شديدة للهجوم الإسرائيلي".
وأضاف أن "الموقف الروسي جاء هذه المرة عالي اللهجة، فقد اعتبر
الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا انتهاكاً للقانون الدولي، وغير مقبولة،
واصفا إياها بـ"الأعمال غير المسؤولة"، لأنها تشكل مخاطر جسيمة على
الحركة الجوية الدولية، وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي، ونطالب إسرائيل بوقف هذه
الممارسة الشريرة".
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية تكشف أسباب تصعيد الهجمات في سوريا
مع العلم أن التفسيرات الإسرائيلية المرسلة إلى موسكو لتبرير قصف مطار
دمشق تركزت على تقارير استخباراتية حصلت على صور بالأقمار الصناعية كشفت أن أحد
خطوط النقل يخدم الجزء المدني من المطار، بينما يخدم المسار الآخر الجزء العسكري
منه، وأظهرت الصور وجود مركبات ثقيلة قرب مدارج الطائرات.
واضح أن الموقف الروسي الحاد هذه المرة ليس حباً في النظام السوري، أو
حرصا على مطار دمشق، على اعتبار أن العدوان الإسرائيلي على سوريا مستمر منذ قرابة التسع سنوات، لكن اعتراضهم هذه المرة جاء متزامنا مع اصطفاف إسرائيلي مع المنظومة
الغربية في معارضتها للحرب الروسية على أوكرانيا، ما دفع موسكو إلى محاولة الإيضاح
لإسرائيل بأن هذا الموقف قد تدفع ثمنه في سوريا، بعدم تمكين طائراتها من التحليق
بحرية في الأجواء السورية.
في الوقت ذاته، يدرك الروس أن ما يقال عن انسحاب تدريجي لقواتها من
سوريا لنقلها إلى أوكرانيا سيجعل الأطراف المتحاربة على الأراضي السورية تزيد من
حدة ضرباتها المتبادلة، لاسيما إيران وإسرائيل، ما سيحول سوريا إلى ساحة مستباحة،
وميدانا جديدا لمواجهات عسكرية تم طي صفحتها منذ سنوات، وفي هذه الحالة سيكون من
الصعب على روسيا القتال على جبهتي أوكرانيا وسوريا، ما يدفعها لتحذير إسرائيل من
رفع معدل ضرباتها تجاه التواجد الإيراني في سوريا.