مقابلات

ناشط نمساوي: عملية "الأقصر" عبثية.. وأدعو للاحتجاج ضدها

6 (1)
6 (1)

قال الناشط السياسي النمساوي، والسكرتير الدولي لحزب التيار الشيوعي الثوري العالمي (RCIT)، ميشيل بروبستينغ، إن عملية "الأقصر" التي استهدفت عشرات الشخصيات المسلمة في النمسا، خلال الفترة الماضية، "كانت قاسية إلى أقصى الحدود، وكانت مُختلقة بالكامل، وتضمنت اتهامات غريبة وغير صحيحة بالمطلق".

ودعا بروبستينغ، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، إلى "تنظيم احتجاجات علانية ضد هذه الحملة الرجعية والعنصرية والكارهة للإسلام؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الاتهامات العبثية".

وكشف أن "هناك بعض القوى داخل الدولة النمساوية تحاول الحفاظ على هيبتها، عبر التأكيد على استمرار عملية الأقصر، لكن في المقابل هناك أيضا ضغوط من الناس لإيقاف هذه العملية".

اقرأ أيضا: أكاديمي: جهات خارجية تقف وراء الحملة ضد مسلمي النمسا

 


يشار إلى أنه في نيسان/ أبريل 2021، انفردت "عربي21" بنشر تفاصيل حول ضلوع جهات خارجية خلف حملة المداهمات والتوقيفات التي قامت بها السلطات النمساوية خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، والتي شملت نحو 30 شخصا.

اقرأ أيضا: خاص.. وثائق سويسرية تكشف براءة الإخوان من "غزو أوروبا"

وفي آب/ أغسطس 2021، حصلت "عربي21" على وثائق سويسرية، تُنشر لأول مرة، تكشف أن جماعة الإخوان المسلمين لا علاقة لها بالوثيقة التي سُميت إعلاميا بـ"خطة الإخوان لغزو أوروبا"، التي حاولت الشرطة النمساوية الاعتماد عليها لتبرير مداهماتها مقرات ومنازل بعض النشطاء والأكاديميين المسلمين هناك.

وتاليا نص المقابلة مع "ضيف عربي21":

خلال الشهر المقبل ستحل الذكرى السنوية لمجزرة رابعة.. فكيف ترى تلك المذبحة اليوم بعد مرور 9 سنوات عليها؟


مذبحة رابعة كانت واحدة من أسوأ الجرائم في التاريخ الحديث؛ ففي يوم واحد قُتل أكثر 2600 شخص على أيدي الجيش المصري بقيادة الجنرال السيسي. أعتقد أنه لم يكن مجرد حدث تاريخي؛ بل كان حدثا مضادّا للثورة، ليس فقط في مصر، بل في كل العالم العربي، وقد كان أول ضربة مُضادة لثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.

كيف ترى استقرار وقوة نظام السيسي اليوم؟ وما رؤيتك لعلاقة السيسي مع الغرب؟


إن ديكتاتورية السيسي العسكرية هي واحدة من أسوأ الديكتاتوريات في منطقة الشرق الأوسط؛ فهناك أكثر من 60 ألف شخص تم إلقاؤهم في غياهب السجون، وليس هناك شك بأن النظام مُحتقَر ومكروه من قِبل المصريين، ولكن بسبب آلة القمع الجبارة استطاع الجنرال السيسي النجاح حتى الآن في البقاء في السلطة.

وفي الحقيقة فإنه يحاول أن يكون صديقا جيدا لكل القوى الإمبريالية في الغرب وفي الشرق أيضا، ولكن في نهاية الأمر السيسي ونظامه ليس لديهم ما يقدموه للمصريين، خاصة مع وجود أزمة جديدة ضخمة الآن في الاقتصاد العالمي على وشك أن تبدأ. وعلى إثر تلك التطورات، ستتسارع التناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مصر على نطاق واسع، وهي مسألة وقت لا أكثر، وعاجلا أو آجلا ستكون هناك انفجارات وانتفاضات شعبية ضخمة للإطاحة بالسيسي.

هل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية دفعت أمريكا إلى الرضوخ لحكام عرب، وهو ما رآه البعض واضحا خلال "قمة جدة" التي حضرها جو بايدن؟


من الواضح أن غزو بوتين لأوكرانيا، وتسارع التنافس الإمبريالي بين القوى العظمى في الشرق والغرب أدى في النهاية إلى إضعاف جوهري للقوى الغربية. في الماضي كان الرئيس الأمريكي هو القائد في الشرق الأوسط، لكن لم يعد الأمر كذلك في الوقت الراهن.

لذلك، اُضطر بايدن للذهاب إلى القمة الخليجية، رغم أنه في الماضي ألمح إلى تورط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قتل خاشقجي. وهو اُضطر مؤخرا لمناشدة السعودية أن تنتج المزيد من النفط، وهذا يعكس التغير في موازين القوى. في الواقع قادة القوى الغربية، بما فيهم أمريكا، يتعاونون بشكل وثيق مع الديكتاتوريات في الوطن العربي؛ فهم لا يهتمون بالقتلى مثل الصحفي خاشقجي، ولا يهتمون بالفلسطينيين، بل يتحدون على قمع واضطهاد أهل المنطقة.

وماذا عن رؤيتكم لملف التطبيع بين دول عربية وإسرائيل؟


إنه من العار أن عددا متزايدا من الأنظمة العربية تقبل ما يسمى بالتطبيع مع دولة صهيونية، هذا غير مقبول؛ فإسرائيل مبنية على طرد واضطهاد الشعب الفلسطيني، ولا يجب أن يحدث هذا التطبيع، حيث أنه من الواجب على كل الديمقراطيين الشرفاء المناهضين للإمبريالية مقاطعة إسرائيل.

صحيح أن إسرائيل نجحت إلى حد ما في إقامة علاقات مع بعض الأنظمة في المنطقة مثل الإمارات والبحرين والمغرب، ولكن بالمقابل إذا نظرنا إلى التطور العالمي، فهناك دعما متزايدا لقضية الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تزايد دعم حملات المقاطعة ضد الدولة الصهيونية، والاحتجاج والمعارضة الشعبية ضد إسرائيل وجرائمها تتزايد أيضا.

هناك منظمة نمساوية رصدت وقوع 1061 اعتداء عنصريا على المسلمين عام 2021.. فكيف ترى استمرار الاعتداء على المسلمين في النمسا؟


في السنوات القليلة الماضية شهدنا في النمسا، وأيضا في دول أخرى في أوروبا مثل فرنسا على سبيل المثال، تسارعا شديدا في معدل الإسلاموفوبيا والاعتداء على المسلمين، ويمكن القول إن هذا تم تسهيله من قِبل الحكومات والإعلام، ونتيجة لذلك قام العديد من اليمينيين المتطرفين بمثل هذه الاعتداءات، ولكن من الواضح أن القوى المسؤولة عن هذا فعلا هي الحكومة والإعلام المرتبط بذلك، ونحن في منظمتنا نواجه هذا بقوة، ونقول إنه من المهم أن نظهر التضامن وندافع عن المهاجرين المسلمين ضد هذه الاعتداءات العنصرية الفجة.

هل عملية "الأقصر" الشهيرة انتهت تماما في النمسا؟ أم أن التحقيقات لا تزال جارية حتى الآن؟


كانت عملية الأقصر قاسية إلى أقصى الحدود، وكانت مُختلقة بالكامل وتضمنت اتهامات غريبة مثل أن منظمات إسلامية عادية مُتهمة بأنها تنظيمات إرهابية. هذه هي الطريقة ذاتها التي تستخدمها إسرائيل نفسها ضد الشعب الفلسطيني أو التي يستخدمها بوتين ضد المنظمات غير الحكومية المختلفة في روسيا.

والحكومة النمساوية الآن تقوم باستخدام نفس النوع من الاتهامات الغريبة من أجل التشهير بمنظمات المهاجرين المسلمين من أجل تبرير أعمال القمع، لكن يبدو أن عمليتهم تلك تتعرض لأزمة عميقة، لأنه أصبح أكثر وضوحا للجميع أن كل هذه الاتهامات المزعومة جرى اختلاقها، لكنني لن أقول إنها انتهت بالفعل، بل إنها لا تزال عملية مستمرة؛ فبالطبع هناك بعض القوى داخل الدولة تحاول الحفاظ على هيبتها من خلال التأكيد على استمرار تلك العملية، لكن في المقابل هناك أيضا ضغوط من الناس لإيقاف هذه العملية لأنها عبثية تماما.

برأيكم، ما الذي ستنتهي إليه عملية "الأقصر"؟


أتمنى أن يكون هناك احتجاج قوي من الناس، وأتمنى أن منظمات الحركة العمالية والنقابات ومنظمات المهاجرين في النمسا ستقف ضدها، وتحتج علانية ضد هذه الحملة الرجعية والعنصرية والكارهة للإسلام. هذا مهم للغاية، لأنه بخلاف ذلك ستستطيع الدولة الاستمرار في توجيه مثل هذه التهم العبثية، ومحاولة اعتقال ومصادرة أملاك المسلمين بهذه الطريقة العبثية، وإذا أمكنهم التصرف على هذا النحو فسوف يستمرون في ذلك في المستقبل، ولهذا يجب أن نوقف تلك الممارسات غير المقبولة.

هل لديك أي تعليق أخير؟


علينا أن ندافع عن المسلمين ضد الاعتداءات الرجعية والعنصرية، ويجب أن ندعم الأشخاص الذين ينتفضون من أجل الحرية والعدالة، وينتفضون ضد الديكتاتوريين مثل السيسي، ويجب أن ندعم الشعب الفلسطيني؛ فنحن معا في تضامن دولي، وهذا هو الطريق إلى الأمام، وذلك بغض النظر عن معتقداتنا الدينية وآرائنا السياسية.

 

التعليقات (0)