صحافة إسرائيلية

قرية "العراقيب" أصبحت رمزا للإصرار بعد هدمها 204 مرات

لم يحبط مرور اثني عشر عاما على قرارات الهدم والتدمير غير الشرعية سكان العراقيب بل زادهم إصرارا- جيتي
لم يحبط مرور اثني عشر عاما على قرارات الهدم والتدمير غير الشرعية سكان العراقيب بل زادهم إصرارا- جيتي

يواصل الاحتلال استهداف قرية العراقيب البدوية في صحراء النقب بصورة دؤوبة، ودون توقف، حتى إنها تعرضت للتدمير 204 مرات منذ عام 2010، إذ يداهم المئات من أفراد شرطة الاحتلال هذه القرية الفلسطينية، ويطردون سكانها قسراً، وهم الذين عاشوا فيها قبل عام 1948، أي قبل إقامة دولة الاحتلال.

ولم يحبط مرور اثني عشر عاما على قرارات الهدم والتدمير غير الشرعية؛ سكان العراقيب، بل زادهم إصرارا على مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي يشمل بجانب هدم المنازل، نقل المعدات، واقتلاع المحاصيل الزراعية، ومصادرة صهاريج المياه، حتى بات الأمر يظهر وكأنها طقوس ينفذها الاحتلال كل بضعة أسابيع، حيث تقوم الشرطة ومفتشو سلطة الأراضي بتدمير المباني، فيما يعيد السكان الفلسطينيون بناءها.

أورن زيف الكاتب الحقوقي الإسرائيلي ذكر في مقال بموقع "محادثة محلية" ترجمته "عربي21" أنه "في بعض المناسبات، فرضت شرطة الاحتلال حصارًا حقيقيًا على القرية، وبدأت بتدميرها وهدمها، يومًا بعد يوم، وفي الوقت نفسه، بدأ الصندوق الوطني لإسرائيل "كاكال" بزرع غابة في الموقع كجزء من تكتيك معروف لمنع السكان من استخدام أراضيهم، حتى إنها في عام 2014 داهمت الشرطة المقبرة الأثرية في القرية، ودمرت بعض المباني في منطقتها، والسياج المحيط بها، ومنذ ذلك الحين اضطر السكان للعيش داخل المبنى الوحيد على يسار المقبرة".


اقرأ أيضا: النقب.. التمييز العنصري ومساعي التهويد فجرت الاحتجاجات

وأضاف أنه "رغم استمرار دخول الشرطة كل شهر، فقد بدأت سلطات الاحتلال بإجراءات التخريب من خلال إجراءات قانونية وجنائية بحق سكان العراقيب، تمهيدا لإقامة نقاط استيطانية، وإقامة مبانٍ غير قانونية، ورغم ذلك فقد تحولت قرية العراقيب إلى رمز للنضال والعزيمة في النقب، وفي السنوات الـ12 الماضية زاد الوعي بالصلة بين كفاح البدو ونضال التجمعات الفلسطينية كي تبقى على أرضها، وبات أي عمل من قبل الحكومة يقابل بالمقاومة".

صحيح أن سلطات الاحتلال سعت خلال السنوات الماضية لإبقاء إجراءاتها العدوانية ضد سكان العراقيب في أجواء من السرية والتكتم، لكن احتجاجات سكانها دفعت وسائل الإعلام العالمية لتغطية هذا الحدث بين حين وآخر، حتى لو بدا أمرا روتينيا، لكن ما يشمله من مظاهرات واسعة النطاق، وعشرات الاعتقالات، ونشر حواجز الطرق، دفع سكان العراقيب لتطوير طرق مبتكرة لمحاربة هدم القرية، والمحافظة على تاريخها.

ولذلك دأب سكان القرية الفلسطينية على إنشاء "متحف العراقيب"، حيث يتم عرض أعمال من نوع مختلف في كل مرة لتطريزات تحكي قصة القرية، والأمل بمستقبل أفضل؛ ونموذج مصغر للقرية التي دمرتها سلطات الاحتلال؛ ووضع الأعلام السوداء في الأماكن التي كانت فيها المنازل قبل عام 2010؛ ويقيم سكان القرية مع نشطاء وقفة احتجاجية كل أسبوع عند بعض التقاطعات القريبة للمطالبة بالاعتراف بقريتهم.. صحيح أن ظروفهم المعيشية صعبة بفعل قمع الاحتلال، لكنهم متفائلون، ويعتقدون أنهم سينتصرون في معركتهم أخيرًا.

التعليقات (0)