هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تظاهر أنصار التيار الصدري، السبت، أمام المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد رفضا لترشيح تكتل "الإطار التنسيقي" محمد شياع السوداني، لرئاسة الحكومة.
وقال مراسل "عربي21"، إن المتظاهرين تمكنوا من اقتحام المنطقة الخضراء ووصلوا إلى البرلمان للمرة الثانية خلال أسبوع.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية عن إصابة 60 إصابة مختلفة في صفوف المتظاهرين من أنصار التيار الصدري في بغداد.
وتمكن المحتجون من أنصار التيار الصدري من التوجه ناحية مبنى المحكمة الاتحادية بالمنطقة الخضراء، فيما دعا الإطار التنسيقي في البلاد بدعوة العراقيين للتظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها.
— ALMawsleya TV (@ALMawsleyaTV) July 30, 2022
وذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع"، أن المظاهرات تجددت أمام بوابة المنطقة الخضراء قرب جسر الجمهورية للمطالبة بالإصلاح.
وتوافد أنصار التيار الصدري إلى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها قرب بوابة المنطقة الخضراء وسط إجراءات أمنية مشددة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المتظاهرين تمكنوا من اختراق الكتل الخرسانية المحيطة بالمنطقة الخضراء التي تضمّ مؤسسات حكومية وسفارات أجنبية.
ولاحقا، قرر رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي تعليق عقد الجلسات البرلمانية حتى إشعار آخر، موجها دعوة لقادة القوى السياسية والكتل لبدء حوار وطني.
من جهته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، السبت، إلى الحوار والتزام التهدئة، بعد ساعات من اقتحام أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع.
وقال صالح في بيان لمكتبه نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية: "لتدارك الأزمة الراهنة والحؤول دون أي تصعيد، نؤكد الحاجة المُلحة لعقد حوار وطني صادق وحريص على مصلحة الوطن والمواطنين".
وأضاف: "الحوار المطلوب بين الفرقاء السياسيين يجب أن يبحث في جذور الأزمة التي شهدتها البلاد، وإيجاد الحلول المطلوبة لتجاوزها والوصول بالبلد إلى بر الأمان".
وأردف صالح: "الظرف الدقيق الذي يمر ببلدنا اليوم يستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة العقل والحوار".
وتابع: "الأوضاع العامة في البلد ومطالب شعبنا الصابر تضعنا جميعا على المحك، وتستدعي عملاً جادا نحو تصحيح المسارات ورفع الحيف والظلم ومحاربة الفساد".
وبلغت الأزمة السياسية العراقية ذروتها، لتسجل أطول فترة فراغ سياسي منذ سقوط نظام صدام حسين قبل نحو 30 عاما، في حين تستمر البلاد في صراعها المتكرر ضد أزمات عدة.
وفشل نواب البرلمان العراقي في اختيار رئيس ورئيس وزراء جديدين للبلاد، ليسجل العراق مدة قياسية تبلغ أكثر من 290 يوما منذ إجراء انتخابات في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
وحتى الآن، تواصل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي المنتهية ولايتها تصريف الأعمال.
— ALMawsleya TV (@ALMawsleyaTV) July 30, 2022
وفي حال لم تتفق الأحزاب على حكومة جديدة، فقد تستمر حكومة الكاظمي كحكومة انتقالية لحين إجراء انتخابات جديدة.
اقرأ أيضا: الصدر يحشد لمظاهرة ثانية بعد اقتحام البرلمان.. ما هدفه؟
والأربعاء الماضي، اقتحم آلاف من أنصار الصدر مبنى البرلمان العراقي وهم يرددون هتافات مناهضة لمنافسيه السياسيين الشيعة، عقب تلميحهم إلى اتفاق بشأن رئيس وزراء محتمل.
وترك هذا الشلل السياسي البلاد دون موازنة عامة لعام 2022، حيث توقف الإنفاق على مشروعات للبنية الأساسية مطلوبة بشدة وتعطلت الإصلاحات الاقتصادية.
وقال المحلل السياسي العراقي أثير الشرع، لـ"عربي21"، إنه "من خلال تصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأتباعه من القيادات الصدرية، فإنه يبدو أن هناك نية لإعادة الانتخابات البرلمانية في غضون مدة أدناها ستة أشهر وأقصاها عام واحد".
وأضاف الشرع أن "الصدر لم يحبذ اختيار أي شخصية كانت ضمن حزب الدعوة أو تبوأت مناصب حكومية سابقا، لذلك رفض ترشيح محمد شياع السوداني، رغم نزاهته وقدرته على الإدارة وترميم الصدع الحاصل في النظام السياسي".
وأشار إلى أن "الصدر كان لديه مشروع الأغلبية بعد الانتخابات البرلمانية، وذلك بحصر الحكومة في كتل سياسية محددة، لذلك يريد الأخير ألا تعود العملية السياسية كالسابق بوجود شراكة ومحاصصة وفشل سياسي، رغم أنه لا يمكن لأحد التنصل من الفشل؛ لأن الجميع شارك بالحكومات السابقة".
وأوضح الشرع أن "الصدر عازم اليوم على تغيير الواقع السياسي، لكن لا أحد يعلم كيف سيتغير الواقع، فهل يوجد مشروع وطني لأن الجميع كانوا مشاركين في العملية السياسية السابقة، ويبدو أن هناك نية لإجراء انتخابات جديدة؟".
ورأى الشرع أنه "من الممكن أن نشهد انقساما داخل الإطار التنسيقي بين المتشددين والمعتدلين، فمن المتوقع أن تنسحب بعض الأطراف من الإطار، وبالتالي يصبح خيار الذهاب إلى الانتخابات أمرا حتميا".
ووصف الخبير الوضع في العراق بأنه "حرج جدا، ولا يمكن لأحد التكهن بما يمكن أن يجري خلال أسبوعين، لكن بعد اقتحام الخضراء والتحشيد لمظاهرة السبت، فإن الأمور ذاهبة لانتخابات برلمانية جديدة"، لافتا إلى "تدخل أطراف خارجية، لا سيما إيران، لإنهاء الأزمة".
— قلم مريم (@maramkalaam) July 30, 2022
— عمر الجنابي (@omartvsd) July 30, 2022
— Mustafa AL Dulaimi (@Mustafa2h8y4e2d) July 30, 2022
— Ultra Iraq | ألترا عراق (@UltraIRQ) July 30, 2022
— Ultra Iraq | ألترا عراق (@UltraIRQ) July 30, 2022