ملفات وتقارير

قذيفة إسرائيلية قتلت الفنانة "دنيانا" وحطمت حلم عائلتها (صور)

والد دنيانا: ما حدث يعجز اللسان عن وصفه- عربي21
والد دنيانا: ما حدث يعجز اللسان عن وصفه- عربي21

في مكان زراعي ينعم معظم الوقت بهدوء وسكينة إلا من رصاص وقذائف جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي وقت يجتمع فيه أفراد العائلة على مائدة واحدة، قلبت قذيفة إسرائيلية حال عائلة فلسطينية رأسا على عقب، وتبدلت السكينة إلى خوف وألم، والهدوء إلى ضجيج وصخب.

وبدأ عدوان الاحتلال الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاما، قبيل عصر الجمعة الماضي، واستمر نحو 57 ساعة من القصف على المواطنين الفلسطينيين.

قذيفة دبابة اغتالت الحلم

وعن تفاصيل ما جرى قبيل عصر يوم الجمعة الماضي مع عائلة العمور الفلسطينية التي تقيم على بعد أكثر بقليل من كيلومتر واحد من السلك الفاصل شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع، أوضح عدنان عطية العمور والد الشهيدة "دنيانا" (22 عاما)، أنه كان يتمشى على بعد مسافة قصيرة خارج البيت قبيل صلاة العصر حيث "يسود الهدوء والأمان، وفجأة سمعت صوت ضربة قوية، وإذ بي أشاهد دخانا كثيفا يتصاعد من بيتي".

 



وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "حاولت مسرعا أن أصل إلى البيت والدخان يتصاعد، مع إطلاق قوات الاحتلال المتمركزة على السلك النار علينا بكثافة، ولم يكن هناك أي غارات أو قصف، وكانت هذه ربما الضربة الأولى في العدوان الإسرائيلي الجديد على غزة".

وبحسب متابعة "عربي21" لتسلسل أحداث العدوان الإسرائيلي 2022، فقد تزامن استهداف منزل عائلة العمور بقذيفة دبابة مع استهداف طائرات الاحتلال في غارة عنيفة لشقة سكنية في برج فلسطين وسط مدنية غزة، أدت إلى استشهاد قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، القيادي البارز تيسير الجعبري.

وذكر العمور، أن أهل الاختصاص في وزارة الداخلية الذين وصلوا إلى المنزل للتأكد من عدم وجود قذائف أخرى لم تنفجر، أكدوا أن القذيفة التي أطلقت على المنزل أثناء تواجد أفراد العائلة بداخله، كانت "قذيفة موجهة"، موضحا أن القذيفة سقطت على المنزل أثناء قيام زوجته بتجهيز الخبز وحولها أطفالها وبينهم "دنيانا" التي أصابتها القذيفة "بشكل مباشر، وتسببت في إصابات في رأسها ومختلف أنحاء جسدها".

 



وتفاقمت معاناة هذه العائلة المستهدفة من قبل الاحتلال "بلا ذنب"، مع مواصلة جيش الاحتلال إطلاق النار على المواطنين وسيارة الإسعاف التي حضرت إلى المكان، بحسب العمور، الذي أكد أن طواقم الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى المنزل وانتشال جثمان الشهيدة وإجلاء الجرحى إلا بعد ما يقرب من 40 دقيقة، بسبب إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال.

وأضاف: "عندما تمكنا من الدخول للبيت، لم أعرف بناتي من بعضهن جراء القصف، حيث اخترقت القذيفة كل البيت، وأصابت جميع أفراد العائلة بجروح مختلفة".

وأفاد الأب الحزين الذي لم يفق بعد من هول الجريمة الإسرائيلية بحق عائلته، أن ابنته الشهيدة، كانت طالبة في كلية الفنون بجامعة الأقصى بغزة، ولم يبق على تخرجها إلا فصل دراسي واحد، و"كانت تحلم باليوم الذي تتخرج فيه من الجامعة، لكنها الآن عند ربها أحسن لها، ربنا يرحمها".

ومما يثير حزن الأب الفلسطيني ويفاقم وجع الفراق، أن الشهيدة "دنيانا" كانت دائما تذكره وتوقظه لأداء الصلاة، منوها إلى أنها "كانت كفنانة تهتم بالتراث الفلسطيني، وكإنسانة ترعى إخوتها الصغار".

وبألم.. واصل حديثه مع "عربي21": "ما حدث يعجز اللسان عن وصفه، الأمر صعب للغاية، البيت مدمر والأطفال جرحى، ولا مبرر لما حدث، وربنا هو الحافظ، ولولا أني كنت خارج المنزل لربما حدث أمر آخر لي"، متسائلا: "بيتي يظهر جليا لهم، لماذا قاموا بقصفه؟ ولماذا يطلقون النار علينا بلا ذنب؟".

إحصائية العدوان على غزة

وبدأ العدوان الإسرائيلي الجديد على القطاع قبيل عصر الجمعة، بشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع، حيث استهدف العديد من المنازل في غزة ورفح وخان يونس، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية.

وبحسب إحصائية وصلت "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد أدى العدوان الإسرائيلي إلى ارتقاء 44 شهيدا؛ بينهم 15 طفلا و4 سيدات، إضافة إلى إصابة 360 آخرين بجروح مختلفة.

 



وأدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف المواطنين الفلسطينيين بارتكاب العديد من المجازر في جباليا شمال القطاع والتي أدت إلى استشهاد 6 مواطنين معظمهم أطفال، وفي رفح أدى القصف إلى استشهاد 8 مواطنين بينهم أطفال وقائد لواء الجنوب في "سرايا القدس"، خالد منصور، وفي البريج وسط القطاع، تسبب صاروخ في استشهاد أب وأطفاله الثلاثة.

وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف، في تدمير 9 عمارات سكنية، وأضرار لحقت بقرابة 1675 وحدة سكنية منها 18 وحدة تدمرت كليا، و1657 وحدة تضررت جزئيا، ما بين ضرر بليغ ومتوسط، إضافة إلى أضرار أصابت عشرات الدونمات الزراعية ومنشآت صحية وتعليمية وإعلامية ودينية وبنية تحتية"، بحسب إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

جدير بالذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة لضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني العامل في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة أثناء سير العدوان على غزة.

وتضاعفت معاناة سكان القطاع المحاصر، جراء توقف محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع عن العمل نظرا لعدم توفر الوقود، جراء إغلاق الاحتلال للمعابر مع القطاع منذ عدة أيام.

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية، من التداعيات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، خاصة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستهلكات الطبية مع تعمد الاحتلال استهداف المناطق السكنية المكتظة، إضافة لتأثير تفاقم مشكلة الكهرباء المستمرة حتى ما بعد العدوان، والتي قد تؤدي إلى وقف الخدمات الطبية خلال الأيام القليلة القادمة.

التعليقات (0)