القوى العظمى وحروب الوكالة

حروب الوكالة هي تلكَ الحروب التي تستخدم فيها الدول أطرافا أخرى للقتالِ بالنيابةِ عنها من دونِ الانجرار إلى حربٍ شاملة أو مباشرةٍ بين طرفي النزاع

تستعد كوريا الشمالية لإرسال مئة ألف مقاتل إلى أوكرانيا مقابل الحصول على الطاقة والحبوب، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية لكن مجلة "نيوزويك" استبعدت ذلك.

 

وتعقيبا على أنباء عن عرض تقدمت بهِ كوريا الشمالية يتضمن استعداد بيونغ يانغ لتزويد الروسِ بقوة قتاليةٍ، وفقا لوكالة "ريجنوم" الروسية للأنباءِ إضافةً إلى توفيرِ اليد العاملةِ لإصلاحِ أضرار الحرب في أوكرانيا، قال خبير الدفاع الروسي العقيد إيغور كوروتشينكو: "لا ينبغي أن نخجل من قبول اليد التي يمدها إلينا كيم جونغ أون".

 

وحروب الوكالة هي تلكَ الحروب التي تستخدم فيها الدول أطرافا أخرى للقتالِ بالنيابةِ عنها من دونِ الانجرار إلى حربٍ شاملة أو مباشرةٍ بين طرفي النزاع.

 

ولا يشترط في القوى الوكيلة أن تتوافق أهدافها ومصالحها مع الدولِ التي تعمل لصالحها، فغالبا ما يموت الهدفُ للحصول على الدعمِ العسكري أو الاقتصادي أو اللوجستي.

 

وشهد العالم حروبا بالوكالة في أفغانستان وأنغولا وكوريا وفيتنام والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية، وكانت الحرب الأهلية اليونانية (1946- 1949) أقرب لحرب بالوكالة بين الحكومة اليونانية المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا وبين الجناح العسكري للحزب الشيوعي اليوناني المدعوم من حلفاء موسكو.

 

كما كانت الحرب الأهلية الإسبانية (1936- 1939) حربا بالوكالة ما بين الفاشيةِ القوميةِ العنصريةِ، والشيوعيةِ الاشتراكيةِ الأممية، فقد وقفت ألمانيا وإيطاليا إلى جانبِ الفاشيين فيما دعمَ السوفيتُ الشيوعيين.

 

كذلك الحرب الأفغانيةُ (1979- 1989)، والحرب الفيتنامية الكمبودية (1977- 1991) وغيرهما توضع في خانة حروب بالوكالة بين القوى العظمى للتقليل من خسائرها من جهة وللحيولة من دخولهما في حرب شاملة أو مباشرة من جهة أخرى.

 

"الانقلابات العسكرية معدية" هكذا تزعم الموسوعات السياسية والأكاديميات العسكرية، فكل انقلاب ناجح في دولة ما يشجع على حدوثِ انقلاب مماثل في جاراتها.

 

وجل الانقلاباتِ العسكرية التي شهدتها أفريقيا بين الأعوامِ 2000 - 1960، فضلا عن موجةِ انقلابات الأعوام الأخيرة في مالي وتشاد وغينيا والسودان هي انقلابات بالوكالة بغياب سياسة مناهضة للانقلابات دوليا وإقليميا في أفريقيا، وكلها حسابات للفوائد، مقابل التكاليف بين الدولِ الكبرى في صراعها على موارد أفريقيا ومواقعها الاستراتيجية وفقا لموقع مركز أفريقيا.

 

ولا يختلف الحالُ كثيرا مع انقلاباتِ أمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية، لا سيما في جمهورية الدومينيكان (1961- 1965) وفي جزر غريناد (1979 - 1983)، وفي تشيلي عام 1973، وفي غواتيمالا عام 1954، وهايتي عام 1915، والمكسيك (1913- 1914)، ونيكاراغوا في الأعوام 1912 و1933 و1981 وبنما (1988- 1989) وكولومبيا عام 1903، وكوبا (1909 - 1917)، وبوليفيا عام 2019، وكلها انقلاباتٌ عسكرية يقابلها معارضاتٌ ثوريةٌ بالوكالة.

التعليقات (0)