هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة واشنطن بوست إن خسارة القوات الروسية لسيطرتها على مدينة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا أثارت استياء واسعا في روسيا، وصلت إلى تبادل الاتهامات حول المسؤول عن هذه "الانتكاسة".
والأحد، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلدة ليمان الشرقية الرئيسية "خالية تماما" من القوات الروسية، وذلك بعد يوم من إعلان موسكو أن قواتها قررت الانسحاب من معقلها شمالي منطقة دونيتسك، الذي سيطرت عليه منذ أيار/ مايو الماضي.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، شنت شخصيتان قويتان، تقاتل قواتهما بجانب قوات موسكو في أوكرانيا، هجوما غير مسبوق ضد قادة وزارة الدفاع الروسية بعد خسارة "ليمان".
وانتقد الزعيم الشيشاني رمضان قديروف القادة العسكريين الروس، وقال في رسالة على تلغرام: "في رأيي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر حزما، وصولا إلى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية، واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة".
وهاجم قديروف الجنرال الروسي المكلف بالعمليات حول مدينة ليمان، الكسندر لابين، قائلا: "لم يؤمّن الاتصالات والتفاعل والإمداد الضروري على صعيد الذخائر" للجنود الذين كانوا يدافعون عن المدينة.
وفي تصريحات علنية نادرة، هاجم رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين ومؤسس مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، قادة الجيش الروسي.
وقال بريغوجين، في إشارة واضحة إلى كبار القادة العسكريين الروس: "أعتقد أننا يجب أن نرسل كل هؤلاء الأوغاد حفاة الأقدام إلى الجبهة بالبنادق الآلية".
وبحسب "واشنطن بوست"، وصفت إيلينا بانينا، عضوة مجلس "الدوما الروسي" السابقة ومديرة مؤسسة "Russtrat" البحثية الموالية للكرملين، الهجمات العلنية على شخصيات عسكرية روسية بارزة بأنها "غير مسبوقة"، معتبرة أن استعادة أوكرانيا للسيطرة على ليمان "عمل عدواني مباشر ضد روسيا".
اقرأ أيضا: أوكرانيا تستعيد مدينة بدونيتسك بعد انسحاب تكتيكي روسي
وفي دعوة لإقالة كبار المسؤولين العسكريين الروس، دعت إلى "تغييرات نوعية في الأفراد ذات طبيعة تنظيمية وتشغيلية"، مضيفة أن الفوز في الحرب يتطلب "جهدا خارقا".
الكرملين يبرر
ومن جانبه، سعى الكرملين لتبرير خسارة القوات الروسية لـ"ليمان"، مستخدما قنواته الدعائية للزعم بأن موسكو في حالة حرب مع "الغرب بأكمله"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وفي البرنامج السياسي الروسي الأكثر شهرة على شاشة القناة الأولى الرسمية، تم بث مقابلة مع بعض الجنود، الذين قالوا إنهم "أجبروا على التراجع لأنهم كانوا يقاتلون جنود الناتو وليس الأوكرانيين فقط".
ويهدف ذلك لـ"إقناع الروس الذين لديهم شكوك بشأن الحرب، أو يشعرون بالغضب من خطط استدعاء ما يصل إلى 300 ألف مدني"، بأنهم يجب أن يتحملوا "المشاق" لمواجهة الغرب الذي يريد تدمير روسيا بأي ثمن.
وتطرح سيطرة الجيش الأوكراني، الأحد، على مدينة ليمان، التي تشكل مركزا مهما للسكك الحديد في منطقة دونيتسك (شرقا) التي ضمتها موسكو، مشكلة كبيرة للقوات الروسية التي تجد نفسها في موقع دفاعي، ومضطرة إلى رسم خط جبهة جديد، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
في شرق منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، تلتقي خطوط السكك الحديد في محطة كوبيانسك فوزلوفي، لتتجه بعدها جنوبا نحو سفاتوفيه في منطقة لوغانسك التي ضمتها موسكو.
خلال الغزو الروسي الذي استمر ستة أشهر، كانت القطارات تنقل عبر السكك الحديد هذه إمدادات لقوات موسكو المنتشرة جنوبا، ما جعل من هذه المحطة مركزا لوجستيا حيويا للعمليات العسكرية الروسية.
إلا أن الوضع تغير في الأيام الأخيرة، فقد سمح الهجوم الأوكراني المضاد لكييف باستعادة أجزاء واسعة من أراضي المنطقة، مرغمة القوات الروسية على التراجع.
دبلوماسي أمريكي سابق يحذر
وفي السياق، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق، ألبيرتو ميغيل فيرنانديز، إن روسيا الضعيفة التي تخسر هي أكثر خطورة، وذلك في تعليق على تقرير حول اقتراب العالم من حرب نووية.
جاء ذلك بتغريدة لفيرنانديز على صفحته الرسمية بتويتر، حيث قال: "كان هذا الاحتمال واضحا منذ البداية. ربما كان ينبغي أن تركز الجهود على إنهاء الحرب بدلا من إطالة أمدها؟ إن روسيا الضعيفة التي تخسر هي أكثر خطورة؛ لأنها تمتلك أسلحة نووية تكتيكية (صغيرة) أكثر من أي دولة أخرى".
وتابع قائلا: "إذا كانت الهزيمة العسكرية تعني سقوط النظام، فإن استخدام الأسلحة النووية يبدو منطقيا من وجهة نظرهم. وبعد ذلك سيتدخل الأمريكيون مباشرة، وسترد روسيا، وسيتبع ذلك تصعيد خطير. بين بوتين اليائس وبايدن المسن كل شيء ممكن. جنون حقيقي!"
ويذكر أنه وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، ناقش ديمتري ميدفيديف، الذي شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2008 و2012، استخدام الأسلحة النووية على قناته تلغرام، قائلاً إنه مسموح به إذا كان وجود الدولة الروسية مهددا بهجوم حتى من قبل القوات التقليدية.