هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اخترقت مجموعة إيرانية، تطلق على نفسها "عدالت علي"، التلفزيون الإيراني خلال بث نشرة الأخبار المسائية، السبت، كلمة للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، ونشرت بدلا منها صوره له محاطا بألسنة اللهب، وصورا لنساء إيرانيات قتلن خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وأمكن سماع الهتاف الرئيسي للمحتجين "مرأة.. حياة.. حرية" في الخلفية، مع نشر مجموعة "عدالت علي" للقرصنة عناوين مواقعها على الإنترنت.
وكانت المجموعة نفسها قد اخترقت العام الماضي أنظمة كاميرات المراقبة لأجهزة أمنية، وكشفت عن سوء معاملة سجناء في سجن أغلب نزلائه من السجناء السياسيين.
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) October 8, 2022
على جانب آخر، قال ناشطون إن طالبات في طهران رددن "اغرب عن وجهنا" خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحرم جامعتهن، السبت، وإدانته لاحتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة شابة في أثناء احتجازها لدى الشرطة.
ومع دخول المظاهرات الحاشدة في أنحاء البلاد أسبوعها الرابع، خاطب رئيسي الأساتذة والطلاب في جامعة الزهراء في طهران، حيث ألقى قصيدة وصف فيها "مثيري الشغب" بالذباب.
ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيسي قوله: "يتصورون أنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الشريرة في الجامعات... إنهم لا يدركون أن طلابنا وأساتذتنا يقظون ولن يسمحوا للعدو بتحقيق أهدافه الشريرة".
ونشر حساب (تصوير 1500) على تويتر مقطعا مصورا، قال إنه لطالبات يهتفن: "اغرب عن وجهنا يا رئيسي" بينما كان الرئيس يزور حرم جامعتهن. وأظهر مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي الطالبات وهن يهتفن: "لا نريد زائرا فاسدا"، في إشارة إلى رئيسي.
اقرأ أيضا: WP: علامات نهاية النظام الإيراني بدأت تلوح في الأفق
وبعد دعوة لمظاهرات حاشدة السبت، أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين، واستخدمت الغاز المسيل للدموع في مدينتي سنندج وسقز الكرديتين، بحسب منظمة هنجاو الإيرانية لحقوق الإنسان.
وفي سنندج عاصمة إقليم كردستان في شمال غرب إيران، لقي رجل حتفه في سيارته بينما صرخت امرأة قائلة: "وقحون"، بحسب هنجاو التي قالت إن قوات الأمن أطلقت النار عليه بسبب إطلاقه بوق سيارته، في إشارة إلى احتجاجه.
لكن مسؤولا كبيرا في الشرطة أكد ما ذكرته قوات الأمن بأنها لم تستخدم الرصاص الحي، وأن الرجل قُتل على أيدي "معادين للثورة" الإسلامية، أو معارضين مسلحين، حسبما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء.
وقللت وكالات الأنباء الإيرانية شبه الرسمية من أهمية الاحتجاجات في أنحاء العاصمة طهران. وأفادت وكالة الطلبة للأنباء بوقوع مظاهرات "محدودة" في نحو عشر مناطق بالمدينة، وقالت إن العديد من تجار سوق البازار أغلقوا متاجرهم خوفا من الأضرار التي قد تسببها الاضطرابات، ونفت أن يكون إغلاقها جزءا من إضراب.
لكن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت ما بدا أنها أكبر احتجاجات تشهدها العديد من أحياء طهران في الأسابيع الثلاثة الماضية، بما في ذلك حشود ملأت شوارع حي نازي آباد الفقير في جنوب المدينة.
وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي شابة فاقدة للوعي ملقاة على الأرض، بعد إطلاق النار عليها على ما يبدو، في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد، وذلك قبل أن يتجمع المتظاهرون حولها لتقديم المساعدة.
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج، على موقعها على الإنترنت، إن 185 شخصا على الأقل قتلوا في الاحتجاجات، من بينهم 19 طفلا. وأضافت أن أكبر عدد من القتلى سقط في إقليم سيستان وبلوخستان المضطرب، حيث جرى تسجيل نصف عدد الضحايا.
دعوة للوحدة
بعد اجتماع أسبوعي، دعا رئيسي ورئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان الإيراني إلى الوحدة.
وقالوا في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية، إن المجتمع الإيراني بحاجة حاليا إلى التماسك والوحدة بين جميع مكوناته، بغض النظر عن اللغة والدين والعرق، ونبذ الفرقة التي يثيرها أعداء إيران.
وأذاعت المنظمة الحقوقية هنجاو أيضا مقطعا مصورا أظهر مسعفين يحاولون إنعاش شخص، وقالت إن أحد المتظاهرين توفي بعد إطلاق النار عليه في بطنه من قبل قوات الأمن في سنندج. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقطع.
وأفادت هنجاو بأن إحدى المدارس في ساحة مدينة سقز امتلأت بتلميذات يهتفن: "المرأة، حياة، حرية".
كما أفاد حساب (تصوير 1500)، الذي يتابعه عشرات الآلاف على تويتر، بإطلاق النار على المتظاهرين في المدينتين الكرديتين شمال غرب البلاد.
وقال طالب جامعي كان في طريقه للانضمام إلى الاحتجاجات في طهران، إنه لا يخشى اعتقاله أو حتى قتله.
وأضاف الطالب، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لرويترز: "يمكنهم قتلنا واعتقالنا، لكننا لن نبقى صامتين بعد الآن. زملاؤنا في السجن، كيف يمكننا التزام الصمت".
وقال مرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاعات الإنترنت إن خدمات الإنترنت انقطعت في سنندج مرة أخرى في خضم الاحتجاجات في المناطق الكردية.