صحافة إسرائيلية

تبادل الاتهامات بين تل أبيب وكييف بشأن التزوّد بالسلاح

ترفض تل أبيب تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي- جيتي
ترفض تل أبيب تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي- جيتي

مع تصاعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا، زادت الأخيرة من مطالبها من دولة الاحتلال للتزود بمنظومات عسكرية لمواجهة الضربات الجوية التي تشنها موسكو في الآونة الأخيرة، حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة من تبادل الاتهامات بين كييف وتل أبيب حول هذه المسألة، ففي حين عبر المسؤولون الأوكرانيون وعلى رأسهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن خيبة الأمل من السلوك الإسرائيلي، فقد واصل المسؤولون الإسرائيليون تمسكهم بموقفهم خشية إغضاب روسيا في سوريا.

آخر الاتهامات الأوكرانية جاءت على لسان زيلينسكي شخصيا على التلفزيون الإسرائيلي، زاعما أنه "لا يفهم كيف يمكن لإسرائيل أن تقف على الهامش، وتراقب من الخارج، وهي ترى نشوء الموجة التالية من النازية، لقد قلت هذا لرئيس الحكومة يائير لابيد، وتحدثت مع ثلاثة رؤساء وزراء إسرائيليين، وطلبت عدة مرات منهم مساعدتنا، ليس فقط بالمال والسلاح، بل اختيار الجانب الصحيح، لا أعرف كم مرة طلبت فيها التزود بالقبة الحديدية، رغم علمي بالعديد من التعقيدات".

وأضاف في مقابلة مع  "القناة 12"، نشرتها صحيفة "معاريف"، وترجمتها "عربي21" أن "الموقف الإسرائيلي اليوم بالوقوف على الهامش أمام الهجوم الروسي، مشابه لطريقة رد فعل القادة الأوروبيين أثناء صعود الفاشية والنازية، لا يمكن لإسرائيل أن تكون وسيطة في هذه الحرب، مع العلم أن لدينا أنظمة اتصالات من إسرائيل في الوقت الحالي، وأفهم اعتباراتها التي تتركز في أمنها القومي، وربما تكون خائفة من بوتين، هناك 4 دول قوية للغاية تقوم بتصدير أنظمة الدفاع الجوي، وفي الأيام الأخيرة بدأ تغيير في الموقف الإسرائيلي".

من جهته، أعلن يفغين كورنيتشوك سفير أوكرانيا في تل أبيب أن بلاده "طلبت من الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتزويدها بالسلاح، خلال لقائه نظيره الأمريكي في تل أبيب توم نيدس، بالتزامن مع استمرار شحنات الأسلحة من إيران للجيش الروسي، ما يستدعي من إسرائيل التخلي عن حجب المساعدات العسكرية لكييف، لأن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تستمع إليها إسرائيل، مع العلم أن العلاقات معها تطورت في الأسابيع الأخيرة في العديد من القضايا الفنية المتعلقة بالدفاع، بما فيها أنظمة الإنذار المتقدمة التي تساعد في التحذير من الهجمات الصاروخية".

وأضاف في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف"، وترجمتها "عربي21": "إننا نحتاج لتغيير الموقف الإسرائيلي بحيث يكون هناك المزيد من التعاون التقني والعسكري، ومعدات دفاع مضاد للصواريخ وأنظمة دفاع جوي، بالتزامن مع أحاديث عن تزويد إسرائيل لأوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لمهاجمة الطائرات بدون طيار الإيرانية التي ترسلها روسيا إلى أراضيها، دون تفاصيل".

 

في الوقت ذاته، فإنه حصل أول لقاء منذ بداية الحرب بين ناتان شارانسكي الرئيس السابق للوكالة اليهودية، ورئيس مركز ذكرى الهولوكوست، وهو أعلى شخصية إسرائيلية تلتقي برئيس أوكرانيا في كييف، وقد احتج أمامه على عدم حصوله على المساعدات العسكرية الإسرائيلية.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن شيرانسكي أنه "شعر بالخجل لأنه أول شخصية إسرائيلية تلتقي زيلينسكي، بعد أن التقاه القادة من جميع أنحاء العالم، باستثناء إسرائيل، هذا عار حقًا، في الاجتماعات هناك خيبة أمل كبيرة من إسرائيل، لقد سمعنا خطابًا قاسيًا من الرئيس حول استغرابه لأن إسرائيل تحاول الحفاظ على الحياد في مثل هذه اللحظة المصيرية".

 

في المقابل، أكد الجنرال يعكوب ناغال، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، أنه "لا يمكن لإسرائيل أن ترسل قبة حديدية لأوكرانيا، ولا ينبغي توقعها منها، وكل من يتهمنا بالتقاعس، يجب أن ينظر في المرآة، ويسأل لماذا لا يطلبون نفس الشيء من الولايات المتحدة، صحيح أنه يجب على إسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا إنسانياً، دون إرسال قبة حديدية أو أنظمة أسلحة، ولا ينبغي توقع منها أن تفعل ذلك".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أنه "لا يمكن لإسرائيل إرسال القبة الحديدية أو أنظمة أسلحة أخرى لأوكرانيا، لأربعة أسباب؛ أولها أنها ستقع في النهاية بأيدي روسيا، وسيتم نقلها بالكامل لإيران التي ستستخدمها لتطوير قدراتها وتقليل فعالية القبة الحديدية، وزيادة القدرة المحتملة لحزب الله وحماس على إلحاق الأذى بإسرائيل في المواجهات المستقبلية، ومن المستحيل مطالبة إسرائيل بالتخلي عن الأسرار المركزية المطلوبة لحمايتها، وتعريضها للخطر".

وأشار إلى أن "السبب الثاني هو الوقت اللازم لزيادة الطاقة الإنتاجية بشكل كبير، لأنه من أجل تنفيذ العمل في أوكرانيا، ستكون هناك حاجة للعديد من الأنظمة، نظرًا لحجمها وجغرافيتها. والسبب الثالث أنه حتى إذا تم اتخاذ قرار بإرسال أنظمة، فسوف يستغرق الأمر وقتا طويلا، على الأقل أشهرا، وربما سنوات، لتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها بفعالية. والسبب الرابع هو التأثير المحتمل على علاقات إسرائيل وروسيا، في ما يتعلق بمواجهة الوجود الإيراني في سوريا".

 
التعليقات (0)