هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ترصد المحافل الإسرائيلية التطورات الجارية في الأراضي المحتلة، لاسيما تبعات الانتخابات الأخيرة، ودورها في إذكاء مواجهة عسكرية جديدة، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو قطاع غزة، مرورا بالمدن والبلدات الفلسطينية في الداخل المحتل.
وبحسب الرصد الإسرائيلي، فإن وصول اليمين المتطرف إلى الحكم وتهديداتهم للمزيد من اقتحامات للمسجد الأقصى تمهد الطريق لاشتعال انتفاضة ثالثة في الأراض الفلسطينية.
مع أن التحديات العسكرية والتهديدات الأمنية العديدة التي سيتعين على حكومة بنيامين نتنياهو التعامل معها، لا يبدو أن الساحة الفلسطينية ستختفي من بينها، إن لم تكن في صدارتها، باعتبارها التهديد الأكثر واقعية، لأن الوضع الراهن حيال لبنان وحزب الله قد لا يتغير قريبا بعد تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ورغم تصريحات نتنياهو النارية، فمن المشكوك فيه أن يكون هناك أي تغيير في الجبهة الإيرانية، أما في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وفلسطين48، فإن التهديد بالتصعيد فوري وملموس.
آفي يسسخاروف خبير الشئون الفلسطينية رصد ما قال أنها "أسباب اشتعال الجبهة الفلسطينية فور تولي حكومة نتنياهو لمهامها الرسمية، أولها المسجد الأقصى والمحاولات المتواصلة لإيتمار بن غفير ورفاقه الذين سيواصلون السماح للمستوطنين اليهود بالصلاة في المسجد، باعتبار ذلك أبرز نشاطاته السياسية، فضلا عما سيشهده حي الشيخ جراح والبلدة القديمة، لأنه لم يتردد في إثارة المنطقة في السنوات التي لم يكن فيها في الحكومة، ومن المتوقع أنه سيحاول السعي الآن لتحقيق إنجاز سياسي بإخلاء الفلسطينيين من البيوت المتنازع عليها في حي الشيخ جراح. أو الاقتحام للصلاة في الأقصى بإذن وبدون إذن".
اقرأ أيضا: ما أبرز التحديات الأمنية التي تواجه حكومة نتنياهو الجديدة؟
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "السبب الثاني يتمثل في احتمالية عالية للغاية أن تسعى حماس لإطلاق نار فوري على أهداف إسرائيلية، رغم الهدوء النسبي الذي يسود على حدود غزة، لكن الحركة خلقت معادلة إشكالية أمام إسرائيل خلال حرب أيار/ مايو 2021 في نهاية حكومة نتنياهو السابقة، وبموجبها أي إجراء إسرائيلي في القدس قد يؤدي لتصعيد كبير، لاسيما إن تعلق الأمر بتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "السبب الثالث يتمثل في إصرار اليمين الإسرائيلي على هذه المطالب رغم المخاطرة التي تعنيها، لأن تراجعه عن ذلك يعني أنه سيدفع ثمناً باهظاً في الانتخابات المقبلة، وفي حالة إطلاق الصواريخ من غزة سينشأ احتمال معقول بأن العديد من الوزراء ستدفع للعمل البري على الأرض ضد غزة، ولن يقلدوا بيني غانتس أو يائير لابيد اللذان فضلا القصف الجوي، من خلال إعطاء ناخبيهم إجابة للضغط على حماس عبر عملية برية، رغم أنها ستجلب خسائر وانتقادات شديدة".
وأكد أن "السبب الرابع يتمثل باستعادة نتنياهو لسيناريو ضم أجزاء من الضفة الغربية، بعد تراجعه عنها أمام الضغط الأمريكي مقابل اتفاقيات التطبيع، أما السبب الخامس فيرتبط بنشوب مواجهات داخلية مع فلسطينيي48 لأنهم يعتبرون نتائج الانتخابات الحالية تحدياً وجوديا لهم، مما يذكرنا بصورة أريئيل شارون حين اقتحم الأقصى عشية اندلاع الانتفاضة في سبتمبر 2000، التي شكلت الشرارة التي أشعلت حريقًا يغلي لسنوات طويلة".
تشير هذه الرواية الإسرائيلية إلى تقدير موقف إسرائيلي مفاده أن نتنياهو منذ أن ترك مكتب رئيس الوزراء قبل عام ونصف، والضفة الغربية تعيش حالة حساسة ومتفجرة على غرار الوضع في أيلول/ سبتمبر 2000، رغم محاولة جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية معالجة الظواهر المسلحة، لكن عدد الهجمات في ازدياد مستمر، وكذلك كميات الأسلحة، والمسلحون ينضمون للتنظيمات العسكرية، وفي نفس الوقت تتواصل عملية تقويض مكانة السلطة الفلسطينية، مما يعني أن أي انتهاك للوضع الراهن في المسجد الأقصى سيأخذ المنطقة كلها الى الحريق.