هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت الثلاثاء، عمليات التصويت المباشر في الانتخابات النصفية الأمريكية، حيث اتجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، عقب حملات انتخابية حامية الوطيس، وسط مخاوف من تداعيات النتائج.
ويتنافس كل من الحزب الديمقراطي وغريمه الجمهوري على 435 مقعدًا في مجلس النواب و35 مقعدا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، فيما يتنافس العشرات حول مناصب حكام الولايات ووزراء الولايات والمدعين العامين.
المرأة.. حضور لافت
وتشهد الانتخابات النصفية الحالية ترشح 309 نساء لعضوية مجلس النواب أو مجلس الشيوخ أو حكام الولايات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وترشحت عن 263 امرأة عن الديمقراطيين والجمهوريين لعضوية مجلس النواب منهن 106 شاغلات للمناصب و45 يترشحن في مقاعد مفتوحة و112 يتحدين نوابا مرشحين.
وأما في مجلس الشيوخ، فقد ترشحت 21 امرأة لمقعد ديمقراطي أو جمهوري.
وعلى مستوى حكام الولايات، فقد ترشحت 25 امرأة لمنصب الحاكم.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن فوز امرأة في بعض الولايات مثل أركنساس وجورجيا وأيوا، سيكون تاريخيا، حيث لم تشغل المرأة منصب حاكم مطلقًا.
التصويت المبكر
وسجل معدل التصويت المبكر عن طريق البريد ارتفاعا مقارنة بانتخابات العام 2018 في جميع أنحاء البلاد وفي أربع من الولايات الست الرئيسية التي يجب مراقبتها في منتصف المدة لعام 2022، وفقا لما أوردته شبكة سي إن إن.
وصوت أكثر من 41 مليون ناخب في 47 ولاية عن طريق البريد، وفقًا لبيانات منظمتي "إديسون ريسيرتش وكاتاليست".
وأدلى الناخبون في أريزونا وجورجيا وميتشيغان وبنسلفانيا بأكثر من مليون صوت لكل منهم، فيما خير أكثر من 2 مليون التصويت المبكر في جورجيا، بزيادة 21٪ مقارنة بهذه النقطة في 2018.
الاقتصاد يشعل المقارنات
وفي السياق، أشار تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" إلى عدم الرضا التام للناخبين الأمريكيين عن اقتصاد البلاد لمستويات تشابه انتخابات التجديد النصفي في العام 2010.
وأظهر الاستطلاع أن 81 بالمئة من المستجوبين كانوا إما غير راضين إلى حد ما أو غير راضين تمامًا عن حالة الاقتصاد، في حين أعرب 19 بالمئة فقط عن رضاهم.
ولفتت "إن بي سي نيوز" إلى تأثير التوقعات الاقتصادية السلبية على نتائج الانتخابات بالنسبة للحزب الديمقراطي الحاكم.
والمرة الأخيرة التي كان فيها الأمريكيون غير راضين عن الاقتصاد قبل الانتخابات عام 2010، عندما أخبر 84٪ من الناخبين المشاركين في استطلاعات الرأي أنهم غير راضين عن الاقتصاد الأمريكي.
وفي ذلك العام، حصل الجمهوريون على 63 مقعدًا في مجلس النواب، وهو أكبر تغير لحزب واحد منذ أواخر الأربعينيات.
وفي هذا الصدد، صنف تقرير كوك السياسي غير الحزبي 36 مقعدًا في مجلس النواب على أنها "مهملة"، فيحتفظ الحزب الديمقراطي بـ26 منها، فيما يحافظ الحزب الجمهوري على 10 مقاعد فقط.
كما صنف التقرير 15 مقعدًا آخر يشغلها الديمقراطيون في مجلس النواب على أنها تنافسية، لكنها تميل إلى الحزب الديموقراطي.
— Cook Political Report (@CookPolitical) November 7, 2022
اقرأ أيضا: ترامب يتحدث عن "إعلان هام جدا" منتصف الشهر.. ويهاجم بيلوسي
اهتمامات الناخبين
ويتصدر الوضع الاقتصادي ومعدل الجريمة والإجهاض والتهديدات التي تواجهها الديمقراطية الأمريكية اهتمامات الناخبين بحسب ما ذكرته شبكة فوكس نيوز.
1. التضخم
ويعتبر التضخم مصدر قلق كبير للناخبين في منتصف المدة لعام 2022، حيث يحتل المرتبة الأولى باستمرار في قائمة أولويات الناخبين طوال الدورة الانتخابية، بحسب الشبكة.
ويؤثر التضخم على كل ناخب، فمنذ أن وصل لأعلى معدلاته في 40 عامًا في حزيران/ يونيو الماضي، ظل التضخم في صعود، ما نتج عنه ارتفاع الأسعار بنسبة 8.2٪ سنويًا في أيلول/سبتمبر، وفقًا لآخر تقرير صادر عن وزارة العمل.
2. الجريمة
شهدت المدن الكبرى في الولايات المتحدة تصاعدًا في جرائم العنف منذ جائحة كورونا، حيث وصلت جرائم القتل إلى مستويات تاريخية في عامي 2020 و2021.
وفقًا للأرقام الصادرة عن مجلس العدالة الجنائية، لا تزال جرائم القتل في عام 2022 أعلى بنسبة 39٪ مما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2019، حيث شهدت جرائم الممتلكات وجرائم العنف وجرائم المخدرات ارتفاعا هذا العام.
ومن جانبهم ركز الجمهوريون على الجريمة كملف رئيسي في حملتهم بالانتخابات النصفية.
3.الإجهاض
أدى قرار المحكمة العليا في حزيران/ يونيو الماضي بإلغاء قضية "رو ضد ويد" إلى وضع الإجهاض في مقدمة الصراع الانتخابي منذ ذلك الوقت.
ويركز العديد من المرشحين الديمقراطيين في حملاتهم الانتخابية على مسألة الإجهاض وحقوق الإجهاض.
4. الهجرة وأمن الحدود
شهدت الولايات المتحدة أعلى عدد مسجل من المعابر الحدودية غير القانونية في التاريخ الأمريكي هذا العام، حيث تم تسجيل أكثر من مليوني مواجهة في هذه السنة المالية وحدها، وفقا لشبكة فوكس نيوز.
ظلت القضية موضوعًا رئيسيًا طوال فترة الانتخابات النصفية، حيث احتلت باستمرار مرتبة عالية في قائمة اهتمامات الناخبين وفقًا لاستطلاعات الرأي، بحسب فوكس نيوز.
5. التهديدات للديمقراطية
تصدرت "التهديدات للديمقراطية" مراكز الاهتمام في الانتخابات النصفية، حيث تفوقت على التضخم والإجهاض في العديد من استطلاعات الرأي الوطنية.
وقد لفت الرئيس جو بايدن الانتباه إلى هذه القضية في خطابات حملته الأخيرة، فيما شجب "الجمهوريين المتطرفين" والتهديد الذي يشكلونه على الديمقراطية.
كما أشار بعض المرشحين الديمقراطيين إلى رفض خصومهم الجمهوريين قبول نتائج انتخابات 2020 كنقطة شائكة رئيسية في رسائلهم الانتخابية.
في الأسابيع الأخيرة من الانتخابات النصفية، صعد الديمقراطيون من خطاب "التهديدات للديمقراطية" مع زعيم الأغلبية في مجلس النواب إلى حد القول إن الولايات المتحدة "في طريقها لتكرار" سيناريو ألمانيا في الثلاثينيات، وفقا للشبكة الأمريكية.
مخاوف الناخبين
وشهد المناخ السياسي استقطابا مفرطا حتى أن عملية التصويت نفسها تتعرض لوابل مستمر من الهجمات والمعلومات المضللة، بحسب تقرير لشبكة سي إن إن.
وأظهر التصويت المبكر عينة من القضايا والأزمات المحتملة التي يمكن أن تنشأ في يوم الانتخابات، من مراقبي صناديق الاقتراع المسلحين في ولاية أريزونا المتهمين بالتآمر لترهيب الناخبين إلى معركة قانونية حول أخطاء فنية تبطل بطاقات الاقتراع بالبريد في ولاية بنسلفانيا.
معارك قانونية
ورفعت حوالي 120 قضية قانونية تتعلق بالتصويت اعتبارًا من 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، مقارنة بـ 68 قبل يوم الانتخابات في عام 2020.
وفي ولاية بنسلفانيا، تحث بعض المقاطعات الناخبين على تصحيح بطاقات الاقتراع الغيابية ذات التواريخ المفقودة أو غير الصحيحة التي أمرت المحكمة العليا بالولاية بإلغائها، بينما لا يزال الطعن القانوني الفيدرالي واردا.
وفي ولاية ميشيغان، رفض قاض، الإثنين، دعوى قضائية من مرشح بالحزب الجمهوري يسعى لإلغاء الاقتراع الغيابي في ديترويت التي يكثر فيها الحزب الديمقراطي.
وفي مقاطعة كوب في جورجيا، تم تمديد الموعد النهائي لتسليم ما يقرب من 1000 بطاقة اقتراع غيابي حتى 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد أن لم يتم إرسال بطاقات الاقتراع بالبريد إلا قبل أيام قليلة من يوم الانتخابات بسبب أخطاء إجرائية في مكتب الانتخابات.
تهديدات
وفي أريزونا، أرسلت سلطات الولاية 18 إحالة إلى سلطات إنفاذ القانون تتعلق بالترهيب في صندوق البريد، بما في ذلك رسالة تهديد لموظف حكومي والعديد من الناخبين الذين أبلغوا عن تصويرهم في مواقع صندوق الاقتراع في مقاطعة ماريكوبا في الأسبوع الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرض قاض فيدرالي قيودًا جديدة على جماعة يمينية في الولاية بعد شكاوى من الدوريات العدوانية لصناديق الاقتراع في الولاية، بما في ذلك منع الأعضاء من حمل السلاح علانية أو ارتداء الدروع الواقية للبدن.