صحافة دولية

أزمة شركات التكنولوجيا بأمريكا.. من "حرب المواهب" إلى الطرد

يعد "مارك زوكربيرغ" واحدا من كبار المديرين الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن الركود المقبل- جيتي
يعد "مارك زوكربيرغ" واحدا من كبار المديرين الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن الركود المقبل- جيتي

يشهد قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، أزمة كبرى هذه الأيام، حيث تقف كبريات الشركات أمام مفترق طرق، أجبرها على تسريح جماعي، عبر طرد الآلاف من الموظفين.

 

وحذفت شركة ميتا 11 ألف وظيفة هذا الأسبوع، فيما طردت تويتر نصف موظفيها البالغ عددهم 7500 موظف، فضلا عن توقف غوغل عن التوظيف.


ولفت تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن معظم الموظفين في القطاع التكنولوجي اعتادوا على مناصب برواتب كبيرة وحزم أسهم وتقديمات أخرى، أما الآن فهم يواجهون التسريح، إلى جانب تقلص صافي ثرواتهم مع انخفاض الأسهم خلال فترة حرجة لقطاع التكنولوجيا.


وأكد موظفو الموارد البشرية مثل شارلي بتزييغ أنهم يتلقون مراجعات كثيرة من موظفي التكنولوجيا المُسرَّحين.


وقال بتزييغ لـ"وول ستريت جورنال" إنه بات الآن يتلقى هذا السيل الكبير من المراجعات، بعد أن كان لسنوات الشخص الذي يحاول جذب موظفي التكنولوجيا إلى شركته.


وأوضح الرئيس التنفيذي لوكالة "فري"، شيرفين مشايكي، أن بعض العاملين في مجال التكنولوجيا يواجهون البطالة لأول مرة في حياتهم المهنية، في حين يسعى آخرون للحصول على الأمن الوظيفي في مجالات أخرى.


ولفت مشايكي الذي يدير شركة تقدم المشورة لموظفي التكنولوجيا وتساعدهم على إيجاد فرصة عمل مناسبة، إلى أن طلبات التوظيف التي تتلقاها شركته من العمال في شركات التكنولوجيا ذات رؤوس الأموال الكبيرة تضاعفت أربع مرات.


وعلى سبيل المثال، عمل براشاي ديو خلال السنوات القليلة الماضية في شركة "سوندر هولدينغز"، التي تشبه "أر بي أن بي"، ثم كمدير للتوسع والعمليات في "جيرني"، أما الآن فهو يبحث عن عمل.

 

وقال ديو، الذي عمل سابقا أيضا لدى شركة "أبل"، إنه يعيد تقييم ما يريده من صاحب العمل التالي.


واعتبر أن "التكنولوجيا ستبدأ بطرح علامات استفهام أكثر من علامات التعجب"، في إشارة إلى المستقبل الغامض لشركات التكنولوجيا بعد أن أدهشت العالم بالتطور.

 

وبات سؤاله الأول خلال مقابلاته مع مديري الموارد البشرية هو عن كيفية تعاملهم مع موجة التسريح، وفقا للصحيفة.


من جهتها، قالت عاملة في شركة ناشئة للتجارة الإلكترونية، لـ"وول ستريت جورنال" إن تدفق الموظفين التقنيين المسرحين والباحثين عن وظيفة دفعها إلى العمل لساعات أكثر.

 

وأكدت أنها ليست خائفة من فقدان وظيفتها، لكنها تشعر بأنها باتت أكثر قابلية للاستبدال عما كانت عليه قبل أشهر قليلة، حسب الصحيفة.


وتقدر أن صافي ثروتها قد انخفض بنسبة 25 في المئة منذ بداية عام 2022، موضحة أنها تفكر ببيع سيارتها بعد انخفاض السهم الذي تملكه من صاحب عمل سابق في مجال التكنولوجيا، واحتمال انخفاض المكافأة هذا العام.


ولفت كبير مسؤولي الأبحاث في "كومبتيا"، وهي مجموعة تجارية لتكنولوجيا المعلومات، تيم هربرت إلى أن الوظائف في منصات مبيعات المنازل وشراء السيارات وغيرها من الشركات شديدة التأثر بمعدلات الفائدة تضررت بشدة، فقد سرحت شركة العقارات "ريدفن" 13 في المئة من موظفيها، الأربعاء.

 

لكن الكثير من شركات التكنولوجيا تنشر إعلانات وظائف، لا سيما تلك التي تعمل في برمجيات المؤسسات والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، وفق ما أفاد هربرت.


وحسب شركة "كومبتيا"، نمت فرص العمل في مجال التكنولوجيا بأكثر من 10 آلاف وظيفة إلى 317 ألفا في أكتوبر، ما عكس خمسة أشهر من التراجع، وكان التوظيف في جميع أنحاء الصناعة أعلى بنسبة 28 في المئة عن العام السابق.


وأشار هربرت إلى أن الطلب لا يزال قويا على مصممي UX ومهندسي تطوير العمليات ومطوري الويب ومطوري تطبيقات الأجهزة المحمولة.


وقالت مهندسة البرمجيات البالغة من العمر 25 عاما والتي سرّحت من "تويتر" الأسبوع الماضي جوستين دي كايرس إنها تلقت سلسلة من رسائل عبر "لينكد إن" من شركات التوظيف من أجل وظائف لصالح الشركات الناشئة.


ونصح مؤسس شركة "فيليسيس فنتشرز"، أيدين سينكوت، الشركات التي لديها أقل من عام من السيولة النقدية بعدم زيادة الرواتب أو زيادة عدد الموظفين.

 

وقال إن الآخرين الذين لديهم نمو أسرع ومزيد من الاحتياطيات قد يلتقطون بعض المواهب من الشركات الكبرى، لكن لا توجد شركات ناشئة كافية لاستيعاب جميع الخسائر في الوظائف، وفق ما ورد في وول ستريت جورنال.


وذكر أن ميتا بلاتفورمز المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي قررت، الأربعاء، الاستغناء عن 13 في المئة من قوتها العاملة، أو أكثر من 11 ألف موظف، في واحدة من أكبر عمليات التسريح هذا العام إذ تكافح الشركة للتعامل مع ارتفاع التكاليف وضعف سوق الإعلانات، حسب ما أوردت رويترز.


وجاءت عملية التسريح، وهي الأولى في تاريخ الشركة المالكة لموقع فيسبوك وتأسست قبل 18 عاما، في أعقاب إلغاء آلاف الوظائف في شركات تكنولوجيا كبيرة أخرى.

 

اقرأ أيضا:  الغارديان: بعد الازدهار.. فقاعة شركات التكنولوجيا تنفجر

 

وتحولت الطفرة التي نتجت عن جائحة كورونا، والتي عززت شركات التكنولوجيا وتقييماتها، إلى ركود هذا العام في مواجهة أعلى معدل تضخم منذ عقود وأسعار الفائدة التي يجري رفعها على نحو متسارع، وفق رويترز.


وقال الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ في رسالة إلى الموظفين: "لم يقتصر الأمر على عودة التجارة عبر الإنترنت إلى الاتجاهات السابقة، ولكن الانكماش الاقتصادي الكلي وزيادة المنافسة والمؤشر على خسارة الإعلانات تسببت في انخفاض عائداتنا كثيرا عما كنت أتوقعه".


وأضاف: "لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ، وأنا أتحمل مسؤولية ذلك".


وتخطط الشركة أيضا لخفض الإنفاق الاختياري وتمديد تجميد التوظيف خلال الربع الأول من العام المقبل، لكنها لم تكشف عن وفورات التكلفة المتوقعة من هذه القرارات.


وقالت الشركة إنها ستدفع 16 أسبوعا من الراتب الأساسي بالإضافة إلى أسبوعين إضافيين لكل سنة من الخدمة، بالإضافة إلى جميع الإجازات المدفوعة المتبقية، كجزء من حزمة إنهاء الخدمة.


وسيحصل الموظفون المتأثرون أيضا على أسهمهم التي كان من المقرر منحها في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر وتغطية الرعاية الصحية لمدة ستة أشهر، وفقا للشركة.


ويعد "مارك زوكربيرغ" من بين العديد من كبار المديرين التنفيذيين الأمريكيين الذين دقوا ناقوس الخطر هذا العام بشأن الركود المقبل.

 

وحسب تقرير رويترز، فإنه حتى نهاية أيلول/سبتمبر الماضي كان لدى ميتا 87314 موظفا.

 

التعليقات (0)