هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات اللواء الليبي، خليفة حفتر حول قوات "البنيان المرصوص" التابعة للغرب الليبي ومدينة مصراتة مزيدا من التساؤلات حول أهدافه من هذه المغازلة وإن كانت تعني عدم وجود حروب أخرى ضد غرب البلاد.
وترحم حفتر على من سقطوا من قوات "البنيان المرصوص" خلال معاركهم ضد مقاتلي "داعش" في مدينة سرت، ووصف قتلاهم بـ"الشهداء" وأنهم متساوون مع "شهداء" معركته العسكرية "الكرامة"، مؤكدا أن "قوات البنيان افتدوا سرت بأرواحهم ودمائهم".
"دعوة للتمرد"
وأكد حفتر، خلال كلمة له في مدينة سرت (وسط البلاد) أن "الجيش لن يخضع لأي قيادة عليا إلا التي ينتخبها الشعب مباشرة، وأن الجيوش في كل مكان تقهر شعوبها إلا في ليبيا فهي تناصر شعبها"، وفق كلمته.
ورأى مراقبون أن "تأكيد حفتر بأنه لن يخضع لأي سلطة في البلاد يحمل دعوة ضمنية لأفراد المؤسسة العسكرية بالتمرد ضد الحكومات وربما يلمح لمحاولة تأليب قوات البنيان وغيرها ضد حكومة الدبيبة خاصة"، وفق تقديراتهم.
وكان المتحدث باسم حفتر قد أكد أن "مدينة مصراتة وبدعم من بعض الدول هم أصل الإرهاب في ليبيا وأن قواتهم تسعى لطرد قوات البنيان المرصوص من مدينة سرت، وهو ما يتناقض تماما مع تصريحات حفتر في هذه الأيام".
لذا فالسؤال: ما أهداف حفتر من مغازلة قوات مصراتة المتمثلة في البنيان المرصوص؟.. وهل يسعى لتأليبها ضد الدبيبة؟
"السيطرة على طرابلس"
من جهته، قال الضابط من الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي إن "هذه التصريحات في هذا التوقيت تحمل مغازلة صريحة للقوات العسكرية في مصراتة خاصة وفي غرب البلاد عامة خاصة القوات الرافضة لحكومة الدبيبة ومنهم قوات الزنتان بقيادة أسامة جويلي".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هدف حفتر من هذه التصريحات والمغازلة كسب هؤلاء العسكريين في الغرب وضمان ولائهم من أجل استكمال استعداداته لعملية عسكرية جديدة على طرابلس للسيطرة عليها عبر تشكيله لقوة من الغرب الليبي تقوم هي بالهجوم على العاصمة من مناطق الشويرف إلى الزنتان، لأن حفتر ليس له خيار إلا الحرب"، وفق رأيه.
"عزلة وخلط أوراق"
في حين قال عضو مجلس الدولة الليبي، مصطفى التريكي إن "تصريحات حفتر الآن محاولة يائسة منه لتحسين صورته أمام عوائل ضحاياه لأنه لم يستطع تبنيه لحرب البنيان المرصوص لوضوحها ودقتها ولأنه لم يستطع إقناع أهالي ضحايا حربه العشوائية الذين زج بهم لمحاربة الإرهاب كما يقول بصدق شعاراته".
وأضاف لـ"عربي21": "داعش التي انسحبت من درنة لسرت ومن أحد محاور بنغازي في حربه الظالمة خير دليل، أما حرب أخرى فلن يستطيع حفتر القيام بها وأهدافه الآن خلط الأوراق فقط لأنه يشعر بأن أيامه باتت معدودة وسط العزلة التي تضيق عليه كل يوم"، بحسب تقديره.
"معركة سياسية"
الصحفي الليبي من بنغازي، عاطف الأطرش رأى أن "المزاج العام المحلي والدولي لم يعد يسمح بنشوب حرب جديدة في ليبيا وبالتالي يتحول الجهد نحو العمل السياسي، وحفتر له مؤيدون في غرب البلاد وبالذات في طرابلس ومصراتة وتصريحاته الأخيرة كأنه يوجه رسالة لهم بالتسويق له كحليف في المعركة السياسية".
وأشار خلال تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "حفتر يبحث عمن يعوض شعبيته التي تآكلت في شرق البلاد بشكل كبير خصوصا بعد الهزات الأمنية الأخيرة التي حدثت في بنغازي، لكني أستبعد أن يكون الهدف هو الدبيبة كون هناك خطوط اتصال بين حفتر والدبيبة كما مع باشاغا لكسب أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية مهما كانت ضئيلة"، حسب قوله.
"رسائل طمأنة"
وأشار المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف إلى أن "حفتر بحكم نفوذه وسيطرته على شرق وجنوب البلاد ومن خلال ترشحه في الانتخابات المؤجلة سابقاً فمن الواضح أنه يخوض غمار حملة انتخابات منظمة ومن خلال الحملة يعمل على إرسال رسائل طمأنة لأطراف مناوئة له في غرب البلاد".
وتابع: "الهدف هو إعادة تحسين صورته التي رسمها في مخيلة جمهور كبير في مدن مهمة مثل مصراتة وطرابلس والزاوية وهي صورة العسكري الذي يسعى للسلطة بالقوة وهذه المحاولات بدأ بها حفتر منذ بداية لقائه واتفاقه مع المترشحين الرئاسيين ومن ضمنهم باشاغا ومعيتيق"، كما قال لـ"عربي21".