لقي شخصان حتفهما الأحد في تظاهرات معارضة للرئيسة الجديدة للبلاد دينا بولوارتي في مدينة أنداهوايلاس الجنوبية على بُعد 750 كلم من العاصمة ليما، فيما كشف
الرئيس السابق بيدرو كاستيلو في رسالة من داخل سجنه عن تفاصيل الإطاحة به.
واتّسع نطاق الاحتجاجات الأحد في
البيرو مع خروج تظاهرت تطالب بالإفراج عن الرئيس السابق كاستيلو وإجراء انتخابات جديدة، وسط دعوة إلى إضراب عام مفتوح ضدّ بولوارتي.
وقال وزير الداخلية لإذاعة "آر بي بي"، "نأسف لسقوط قتيلين وعدد من الجرحى في الاشتباكات. أحضّ الناس على التزام الهدوء". وكانت الشرطة تحدّثت في حصيلة سابقة عن مقتل مراهقة وجرح خمسة أشخاص.
وتُطالب هذه التحركات التي تُنظّم في مدن عدّة في شمال البلاد وجنوبها لليوم الرابع تواليًا، باستقالة بولوارتي وإجراء انتخابات، فيما نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع كاخاماركا واريكيوبا وتاكنا وأنداهوايلاس وكوسكو وبونو، على ما أظهرت مشاهد بثتها محطات التلفزة المحلية.
ودعت نقابات زراعية ومنظمات اجتماعية المزارعين والسكان الأصليين الأحد إلى "إضراب مفتوح" اعتبارا من الثلاثاء؛ رافضين البرلمان ومطالبين بانتخابات مبكرة وبدستور جديد، على ما جاء في بيان للجبهة الزراعية والريفية في البيرو.
ورأت الجبهة التي تطالب أيضا بـ"الإفراج الفوري" عن كاستيّو، أن هذا الأخير لم "ينفذ انقلابا" عندما حاول حل البرلمان، وفرض حال الطوارئ في البلاد.
في ليما، دعا حزب "بيرو ليبري" اليساري الأحد إلى تظاهرة في ساحة سان مارتن، مركز التظاهرات السياسية في البيرو.
ولم تدعم أوساط ليما السياسية منذ البداية كاستيّو وهو مدرس سابق في الأرياف ورئيس نقابة بعيدة عن النخب، فيما كان يلقى دعما في مناطق جبال الأنديز منذ انتخابه في 2021.
وأعلن البرلمان الذي يسيطر عليه اليمين أنه سيجتمع عصر الأحد بالتوقيت المحلي لتحليل الوضع.
وأوقف كاستيّو من جانب أحد حراسه، عندما كان متوجها إلى سفارة المكسيك لطلب اللجوء السياسي وهو متهم الآن بـ"التمرد"، بعد أن قام البرلمان بالتصويت على تنحيته من منصبه.
وتترافق المطالبة بانتخابات جديدة مع رفض تام للبرلمان الحالي، إذ أظهرت استطلاعات الرأي في تشرين الثاني/نوفمبر أن 86 % من البيروفيين لا تؤيد تشكيلة البرلمان الحالي.
وقالت بولوارتي، المحامية البالغة 60 عاما؛ إنها ستُكمل ولاية كاستيّو حتى تموز/يوليو 2026، لكنها لم تستبعد الجمعة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
توازيًا، تنتشر فرضية طرحها رئيس مكتب كاستيّو سابقا ومحاميه راهنا، ومفادها أن الرئيس السابق تعرض للتخدير خلال محاولة الانقلاب.
ففي رسالة يقال إن كاستيّو كتبها في السجن، أكد الرئيس السابق أن طبيبا وممرضات "متخفيين" ومدعيا عاما "ملثما"، حاولوا "إرغامه" على الخضوع لفحوص دم من دون موافقته الجمعة والسبت.
وقال كاستيّو؛ إنه رفض التعاون لأنه كان يخشى على سلامته، وإن فحص السموم كان جزءا من "خطة ماكيافيلية" من الرئاسة والمدعي العام والبرلمان.
إظهار أخبار متعلقة
وأكد رئيس معهد الطب الشرعي فرانسيسكو بريسويلا، أن الرئيس السابق "رفض الخضوع لفحص دم وبول، لذا تعذّر إجراء الفحص (الهادف إلى التحقّق ممّا إذا كان قد خُدّر أم لا)". مضيفا أنّ كاستيّو رفض الخضوع "لفحص نفسي" أيضا.