سياسة عربية

"تسلل كاللص".. لماذا تعمّد المتطرف بن غفير اقتحام المسجد الأقصى؟

الوزير المتطرف بن غفير اقتحم المسجد الأقصى- جيتي
الوزير المتطرف بن غفير اقتحم المسجد الأقصى- جيتي
عمت حالة من الغضب الكبير والرفض الواسع لقيام من يسمى "وزير الأمن القومي" الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، باقتحام المسجد الأقصى المبارك صباح الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشددة. 

ومارس بن غفير عملية خداع بشأن خططه اقتحام المسجد الأقصى، حيث إنه جند فيها وسائل الإعلام العبرية، التي روجت رواية كاذبة عن تأجيل الوزير المذكور نيته اقتحام الأقصى، لكنه وبشكل اتضح أنه مدروس ومنسق جيدا مع مختلف أجهزة أمن الاحتلال، قام صباح أمس الثلاثاء باقتحام المسجد الأقصى وتجول في ساحاته ما تسبب في حالة غضب عربي وإسلامي وموجة انتقادات ورفض غربي وأمريكي.

وسبق لـ"بن غفير" أن اقتحم المسجد الأقصى مرارا بصفته الشخصية وكنائب بالكنيست، لكنها المرة الأولى التي يقتحمه فيها كوزير ضمن حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو نالت ثقة الكنيست في 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي وتوصف بأنها "الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ إسرائيل".

بدوره، أكد رئيس وزراء الاحتلال السابق، يائير لابيد، في تغريدة له في صفحته على "توتير"، أن "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى مدة 13 دقيقة، أوقع تل أبيب في خلاف مع نصف دول العالم"، معتبرا أن ما قام به المتطرف بن غفير هو "عدم مسؤولية سياسية وضعف لا يصدق لنتنياهو أمام وزرائه". 

اظهار أخبار متعلقة


وانتقد الصحفي الإسرائيلي أوري مسغاف الوزير "الإرهابي" بن غفير، وقال في تغريدة له على "تويتر": "هذا إرهابي، تسلل مثل اللص في الصباح لمدة 13 دقيقة، لم يقم بأداء الصلاء بالطبع، لكنه قام بجولة ليتم تصويره مثل الجبان قرب البوابة". 

أما النائب في الكنيست عوفر كسيف، فأوضح في تغريدة له أن "اقتحام المسجد الأقصى من قبل وزير في حكومة الاحتلال، كلص جبان في الليل برفقة مسلحين، هو عمل حربي وإعلان حرب إجرامية على الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي، وتعبير عن التفوق اليهودي في النظام القمعي الإسرائيلي"، وقال: "سندفع جميعا ثمن اشتعال المنطقة، وكل ذلك بسبب حكومة مثيري الشغب". 

من جانبه، هاجم عضو الكنيست جلعاد كاريف، الوزير اليميني بن غفير، وأكد أن من مصلحة رئيس حزب "قوة يهودية" بن غفير "إشعال المنطقة"، مضيفا أن "هؤلاء حفنة من الأعداء، ونتنياهو استسلم لهم"، وفق ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ترجمة فعلية لمشروع بن غفير-سموتريتش


وفي قراءة فلسطينية للسبب الحقيقي الذي يقف خلف اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، كوزير "الأمن القومي"، أوضح رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد رفيق عوض، أن "هذا الاقتحام هو ترجمة فعلية لمشروع بن غفير-بتسلئيل سموتريتش (وزير إسرائيلي وزعيم حزب "الصهيونية الدينية")؛ والذي يهدف إلى تحويل المسجد الأقصى إلى معبد على طريقة الحرم الإبراهيمي الشريف، من خلال برنامج تم وضعه". 

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "اقتحام بن غفير، هو أول عمل يقوم به وزير الأمن القومي، من أجل القول لناخبيه ولجمهور المتدينين في إسرائيل وللعالم أيضا، أنه مستمر في هذه الخطة التهويدية، علما بأن هذه الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو تدعمه في ذلك". 

ونبه عوض، إلى أن "الهدف الحقيقي هو معرفة ردود فعل العرب والفلسطينيين، وتثبيت شعاراتهم  الانتخابية، وتحقيق أوهامهم الأيديولوجية والدينية، وصولا إلى تحويل المسجد الأقصى إلى معبد يهودي، أو تقسيمه على طريقة الحرم الإبراهيمي، بمعنى أن من حق اليهودي الإسرائيلي أداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد الأقصى متي يريد، وإدخال القرابين النباتية والحيوانية في أي وقت والاعتراف بالوجود اليهودي في الأقصى كما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف". 

ولفت إلى أن "بن غفير يقوم بعملية تخدير للوعي، وأن فكرة الاقتحام عادية جدا  (بالنسبة له)، وقد شاهد ردات الفعل الأولى، وهي عادية ولم ترق إلى مستوى الخطر الذي يتهدد الأقصى، وبالتالي فإن من المرجح أن يكرر اقتحامه للمسجد الأقصى"، مستهجنا ردة الفعل العربية والإسلامية التي "تدين وتعبر عن القلق". 

اظهار أخبار متعلقة


وفي حال كرر المتطرف بن غفير اقتحامه للمسجد الأقصى، فقد رجح رئيس مركز القدس للدراسات، أنه "سيكون هناك رد ميداني فلسطيني، وتصعيد واشتعال للمنطقة على مختلف الجبهات، في القدس المحتلة، والداخل المحتل، والضفة الغربية وقطاع غزة، لأن تكرر مثل هذه الاقتحامات يذهب بالمسجد الأقصى نحو التقسيم المكاني مثلما حصل مع المسجد الإبراهيمي بالخليل".

وأضاف: "الشعب الفلسطيني لا يعبر عن قلقه وإنما ستكون الأمور أكثر تعقيدا مما يعتقد بن غفير". 

الاقتحام سيتكرر


من جانبه، أوضح المختص والمتابع للشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن "الوزير بن غفير من خلال اقتحامه للأقصى، هو يستهتر بالشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاومته، وأيضا بالانتماء الفلسطيني والعربي للأقصى". 

وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "الوزير بن غفير أراد من خلال اقتحامه للمسجد الأقصى، أن يقول إن الاحتلال الإسرائيلي هو صاحب السيادة على كامل المسجد الأقصى المبارك". 

ورجح جعارة، أن يكرر اليميني بن غفير اقتحامه للمسجد الأقصى، مع التذكير بأن هناك بندا في الاتفاق الائتلافي يؤكد عدم جواز طرد أي نائب في الكنيست على خلفية عنصرية؛ وهذا يعني أن بن غفير ضمن أن لا يطرد من الكنيست بسبب تصرفاته "الجنونية والعنصرية".
التعليقات (3)
محمد غازى
الأربعاء، 04-01-2023 02:55 م
سؤال بسيط جدا، لماذا تعمد ألمتطرف بن غفير، إقتحام ألمسجد ألأقصى؟! ألجواب أبسط، وهو أن بن غفير يحتقر كل ألعرب والمسلمون، وفى مقدمتهم زعماء ألعرب والمسلمين، وأنه يعرف أنهم ظاهرة صوتية فقط، ولا يستطيعون ولا ييجرؤون على مناقشته فيما فعل، لأنه يعتبر نفسه سيدهم وتاج رؤوسهم!!! هل وصلت ألرسالة للملك ألهاشمى ألذى يعتبر نفسه، ألوصى على ألمقدسات ـألمسيحية وألإسلامية فى ألقدس؟ وهل وصلت ألرسالة لمغتصب ألسلطة فيما تبقى من ألضفة، ألبهائى ألقذر مخمود رضا عباس ميرزا ومن حوله من ألمنافقين ألأفاقين ألذين نسوا فلسطين وكل ما يقومون به هو ألتسبيح بحمد عباس ألذى يمن عليهم ببعض ألشياكل أو ألدنانير ويدوس على رؤوسهم، صباح مساء!!! على كل بن غفير، بما قام به،تحدى كل ألعرب والمسلمين فى مشارق ألأرض ومغاربها، وقال لهم، إنكم لا تستطيعون حماية مقدساتكم، وعليه غضب ألله عليكم ولعنكم إلى يوم ألدين..............
عبد الله احمد
الأربعاء، 04-01-2023 02:23 م
الاحتلال لم يعد يخاف بعد ان اطلق خنازيره في مصر على الرئيس مرسي رحمة الله عليه و هو اول رئيس اجبر الاحتلال على وقف الحرب على غزة
ابوعمر
الأربعاء، 04-01-2023 08:24 ص
بل تسلل كالعاهرة المومس التي .....................................اعزكم الله