"رحلة العذاب".. ماذا تعرفون عن معاناة الفلسطينيين في رحلة زيارة أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال؟
"17 ساعة ونحن نُجَرْجَر من مكان إلى مكان، ومن باص إلى باص، ومن تفتيش إلى تفتيش، أصعد وأهبط وأصعد وأهبط، والله لو أنّني من حديد لانهدّ حيلي"، هذا ما قالته والدة الأسير خالد شبانة.
مع آذان الفجر، تنطلق رحلة أقل ما يقال في وصفها بأنها "رحلة عذاب" في ظل إجراءات الاحتلال المشددة والمعقدة، والذرائع الأمنية التي تعكر صفو عائلات الأسرى خلال زياراتهم لفلذات أكبادهم داخل سجون الاحتلال.
تنكيل متعمد
وفق نادي الأسير الفلسطيني، فإن إجراء زيارة أهالي الأسرى لأبنائهم يعني المرور برحلة شاقة
تبدأ بالتوجه للصليب الأحمر للحصول على تصاريح الزيارة، ومن ثم خط الرحلة، حيث يتم نقلهم إلى الباصات، ومن ثم إلى الحواجز، ونزولهم أكثر من مرة للتفتيش، وبعض الحواجز تستغرق عملية
عبور الباصات منها ساعات، حتى الوصول إلى الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة، حيث يكون اللقاء غير المكتمل، "لقاء دون عناق" من خلف لوح زجاجي وعبر سماعة هاتف.
وعند المغادرة، تشترط مصلحة السجون الإسرائيلية على من ينتهي من الزيارة أن ينتظر لـساعات طويلة
مع باقي العائلات من أجل المغادرة دفعة واحدة، لتصل في بعض الأحيان مدة الزيارة لـ 16 ساعة
في أجواء شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، وسط معاملة فظة ووقحة من قبل سلطات الاحتلال.
الرحلة بشهادة عائلات الأسرى
قيود لا حصر لها تفرضها سلطات الاحتلال على زيارات ذوي الأسرى لأبنائهم خلف القضبان، السيدة منال البرغوثي تقول مع اقتراب موعد زيارة زوجها وابنها الأسيرين داخل سجون الاحتلال، إنها تعمل على التحضير للزيارة قبل موعدها بوقت طويل، ووفي اليوم الموعود تتجمع عائلات الأسرى في مدينة رام الله مع الفجر، ومن ثم ينطلقون في الباصات التي توفرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وعند السابعة صباحا، يقفون عند حاجز "نعلين"، حيث يحتاج العبور منه لعدة مراحل وإجراءات تفتيش دقيقة، وأكبر لحظات المعاناة عند "أم عبيدة" الانتظار خلف بوابة السجن لوقت طويل، إذ يتم إدخال عائلات الأسرى للزيارة على دفعات، بعد إجراءات مرهقة وتفتيش دقيق على مرحلتين بالأجهزة ومن ثم يدويا.