ملفات وتقارير

الصدر يتحدث عن عودة العراق للصف العربي.. هل تراجع نفوذ طهران؟

ملصق في مدينة البصرة للترحيب بالمشاركين في بطولة كأس الخليج العربي- تويتر
ملصق في مدينة البصرة للترحيب بالمشاركين في بطولة كأس الخليج العربي- تويتر
أثارت تغريدة لزعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، بشأن إعادة بطولة كأس الخليج، العراق إلى الصف العربي، تفاعلا واسعا بين المغردين.

وقال الصدر في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "نهنئ شعبنا ومنتخبنا العراقي بفوزه الكبير في المباراة النهائية في كأس الخليج العربي في نسخته الخامسة والعشرين التي أقيمت في عراقنا الحبيب.. كما نشكر كل المنتخبات العربية التي شاركتنا في هذه الدورة التي أرجعت العراق إلى الصف العربي بثوب جديد ملؤه الحب والسلام.. فأهلا بكم يا دول الخليج العربي في عراق العروبة والإباء".

وكرر الصدر عبارة الخليج العربي، والصف العربي في تغريدته، والتي كانت أثارت جدلا، واحتجاجا من طرف طهران، على اعتبار أنه تطلق على الخليج لفظ "الخليج الفارسي".

وقال مغردون:
وتطرح تغريدة الصدر، التي تحمل رسالة واضحة، في عبارة "الصف العربي"، تساؤلات بشأن حجم الرفض في العراق لنفوذ إيران، مقابل ملامح الاستقبال والترحيب، من جانب المواطنين العراقيين، بالزوار الخليجيين والعرب للمشاركة في كأس الخليج.

وعلى مدار أيام البطولة، التي اختتمت بنيل العراق للقب كأس الخليج، تفاعل العراقيون مع الزوار العرب، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة، لحجم الترحاب، الذي شارك فيه مسؤولون وشيوخ عشائر وقبائل عراقية، عبر إقامة ولائم للمشاركين، ورفض تقاضي أموال مقابل الخدمات المقدمة فضلا عن استقبال العديد من العراقيين للضيوف في منازلهم.

وعلى مدار السنوات الماضية، استعرضت العديد من التقارير، مظاهر الهيمنة الإيرانية على العراق، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. وأشار تقرير قبل أعوام لصحيفة نيويورك تايمز، إلى أرفف الأسواق في العراق، مليئة بكافة البضائع الإيرانية، وحتى في القنوات الإعلامية، التي تبث بصورة متواصلة برامج مؤيدة لإيران، وتصويرها على أنها حامية للعراق.

اظهار أخبار متعلقة


كما أشارت إلى أن أفراد فصائل شيعية عراقية، يرسلون إلى إيران للتدريب العسكري، كما تمتاز حركة البضائع على الحدود بين البلدين، بتسهيلات كبيرة، إضافة إلى شركات إيرانية بالكامل تعمل في العراق.

وقال إحسان الشمري المحلل السياسي العراقي، رئيس مركز التفكير السياسي: "إن المشاهد التي رأيناها في بطولة كأس الخليج، وما يجري اليوم، لا يرتبط فقط بتلميحات السيد مقتدى الصدر، وطبيعة الاحتفاء العراقي، كشعب وحتى بعض القيادات السياسية، بالمنتخبات، والمشجعين بصورة أكبر، يكشف مدى المشاعر العربية بصورة لا تقبل الشك".

وأوضح الشمري لـ"عربي21": "الرسالة الواضحة بعيدا عن كرة القدم، أن العراق والعراقيين انتماؤهم عربي، ووجدوا من خلال بطولة كأس الخليج العربي، بعد هذه السنوات الصعبة، أفضل وسيلة للتعبير عن هذا الشعور".

وأضاف: "الشخصية العراقية احتفائية بطبيعتها، تجاه أي زائر، فكيف إذا كان الضيف هو الشقيق، وكانت هناك سياسات لإبعاد هذا الشقيق عن العراق، والسياسات التي مورست، وسعت لها أجندات مرتبطة بإيران، من أجل الزحف الطائفي، على مدار 20 عاما، انهارت، أمام لحظة الاحتفاء العراقي بدول الخليج ومنتخباتهم ومشجعيهم".

وشدد بالقول: "نحن الآن أمام رسالة واضحة، رسالة شعب، ولا أتحدث عن رسائل دبلوماسية، لكن الشعب هو من يملك القرار بالنهاية، في طبيعة انتمائه، ولهذا أتصور، أنه يتحدث بصوت عال لرفض تلك السياسات التي مورست لإبعاد الشعب العراقي عن انتمائه ومحيطه العربي".

وتابع: "هذه السياسة ستواجه برفض، ونحن أمام تحول مجتمعي، أكثر مما هو تحول سياسي، نحو المنظومة العربية".

ولفت الشمري، إلى أن "تعامل الشعب العراقي، مع المشجعين العرب، كان بدافع الهوية، ولم يترك مجالا لصعود أي هويات ثانوية أو طائفية على حساب الانتماء، ولم نلاحظ حتى طائفية سياسية في المشهد رغم أنها مورست سابقا، وتم العمل عليها بشكل ممنهج".

وشدد على أن "الهويات غير الهوية العربية، بفعل ما جرى في البطولة، ونحن أمام مرحلة جديدة بكل المقاييس ولا مكان للهويات الطائفية على حساب هوية العراق العربية منذ القدم".

تراجع الهلال الشيعي

وفي تقرير للكاتب أنطون بصبوص، بصحيفة لوموند الفرنسية، قال إن مشروع "الهلال الشيعي"، الذي امتد من لبنان وصولا إلى العراق، يمر بمرحلة حرجة قد تعني نهايته بسبب المشاكل الهيكلية التي تواجهها الدول على كافة الأصعدة.

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" ومع دخول سنة 2023، يبدو "محور المقاومة الشيعي" مهددًا أكثر من أي وقت مضى بسبب الانهيار المرتبط بشح احتياطي الدولار أكثر من الهجمات العسكرية من الخصوم.

وقال: "تخضع كل من إيران وسوريا لعقوبات أمريكية ودولية شديدة تشمل المجال السياسي والاقتصادي. وبالنسبة للعراق، الدولة النفطية، فهو لا يملك احتياطيا مباشرا من الدولارات لأن حسابه بالعملة الأجنبية يحتفظ به الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك".

وبسبب العقوبات المفروضة على إيران، تراقب واشنطن عن كثب وجهة العملات المتاحة للحكومة في بغداد لتضييق الخناق على النظام الإيراني، لدرجة أن بغداد اضطرت لدفع مشترياتها من طهران بالعملة المحلية.

وذكر الكاتب أن السلطات الأمريكية جمّدت في صيف 2015 حساب البنك المركزي العراقي في الاحتياطي الفيدرالي لمنع وصول هذه الموارد إلى تنظيم الدولة. أما بالنسبة للبنان، فقد شاركت الطبقة السياسية التي تحكم البلاد ولا سيما المافيا في نهب ممنهج للثروات تحت أنظار حزب الله الذي استطاع، بدعم من بعض الأطراف، أن يتقاسم نصيبه من الغنائم مع حاميه مع ضمان تمويل مليشياته وحليفه نظام الأسد.

وأكد الكاتب أن هذه البلدان الأربعة مفلسة بحكم الأمر الواقع: لبنان مشلول مؤسسيًا ومتعثر ماليا منذ سنة 2020، وانهار اجتماعيًا رغم التحويلات المالية من الشتات إلى العائلات في الوطن. أما بالنسبة لسوريا، التي تعيش في حرب أهلية وقع تدويلها منذ سنة 2011، فقد تم تجزئتها واحتلالها من قبل العديد من الجيوش الأجنبية، مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة وإيران وأخيرا إسرائيل للسيطرة على مجالها الجوي.

اظهار أخبار متعلقة



وأشار إلى أن المشاغل الداخلية للراعي الإيراني، المتنازع عليها على نطاق واسع في الشوارع منذ أيلول/ سبتمبر 2022، فضلا عن مأزق العدوان الروسي في أوكرانيا، يصرف انتباه إيران وروسيا عن سوريا التي جُرّدت بالفعل من مصالحها الاستراتيجية (البنية التحتية، الودائع، الكهرباء، إلى غير ذلك..)، حيث لا يتجاوز راتب ملازم في الجيش الآن 15 دولارا في الشهر، وطُلب من موظفي الخدمة المدنية عدم الذهاب إلى العمل لمدة عشرة أيام وفي كانون الأول/ديسمبر بسبب نقص الوقود.

وبعد أن أضعفه هذا الصراع الطويل لم يعد بإمكان الأسد رفض أي شيء لرعاته الذين يعتمد بقاؤه عليهم. وهكذا أجبره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بدء تقارب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وبعد اجتماع وزراء الدفاع الثلاثة ورؤساء أجهزة المخابرات، من المقرر أن يجتمع وزراء الشؤون الخارجية قريبا في روسيا، في ما ينبغي أن يكون تمهيدًا لقمة ثلاثية لرؤساء الدول.

وأكد الكاتب أن إيران لم تفِ حتى بوعدها بتسليم شحنات النفط إلى سوريا. لضمان صمودهم، اضطر الأسد وحزب الله إلى زيادة إنتاج العقاقير الاصطناعية وتصديرها بابتكار استراتيجية تسويق عدوانية باستخدام وسائل عسكرية ثقيلة، في بعض الأحيان، لا سيما عبر الأردن إلى دول الخليج. لمواجهة هذا الوضع، غيرت عمان قواعد الاشتباك لجيشها على الحدود مع سوريا.

وأشار إلى أن "محور المقاومة" اهتز منذ إعدام مهندسه ومنسقه الإيراني الجنرال الإيراني قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020 بطائرة مسيرة أمريكية. وبالنسبة للعراق، الذي كان الرئة الاقتصادية الرئيسية لإيران، فهو يخضع للرقابة المشددة من وزارة الخزانة الأمريكية. وسوريا، التي استنزفت موارد لبنان ومنتجاته المدعومة، لم تعد قادرة على العيش على حساب هذا البلد المنكوب الآن، مع تلاشي الدعم المالي والهيدروكربوني الإيراني إلى حد يهدد بقاء نظام الأسد.

وتساءل: "لكن، هل يعني هذا أن هذه التطورات المدبرة، بسبب العقوبات وشح الدولار، ستؤدي إلى إضعاف هذه الأنظمة وسقوطها في نهاية المطاف؟ لا يستبعد الكاتب هذه الفرضية. يشهد النظام الإيراني، وهو حجر الزاوية في الكل، أطول وأعمق صراع وجودي لم يستطع إيقافه رغم سياسة القمع. وحتى حججه الواهية لشيطنة المعارضين وعمليات الإعدام بإطلاق النار والشنق فشلت حتى الآن في كسر وتيرة الاحتجاجات".
التعليقات (1)
احمد
السبت، 21-01-2023 08:30 ص
العراق محكوم من ايران و عصاباتها و الصدر اول من باع العراق لايران منذ ايام جيش المهدي حين قام بطرد سنه بغداد خلال 2006/2007 عن طريق القتل فكانت تجمع يوميا اكثر من مئه جثه من السنه من شوارع بغداد و هذا كان يتم بمباركه ايرانيه امريكيه فايران تريد تحويل بغداد لعاصمه شيعيه و الامريكان يريدون معاقبه السنه على محاربتهم المحتل . و بعدها بسنوات تحول الصدر الى مقاوم و اتباعه هم من طرد الامريكان من العراق !! مخطئ من يعتقد ان الصدر عروبي فالشيعي يقدم المذهب على الوطن و القوميه و الصدر ليس استثتاء