قضايا وآراء

هكذا خدعوا السفير الأردني في القدس!

حبيب أبو محفوظ
جيتي
جيتي
ليست المرة الأولى التي يزور فيها السفير الأردني لدى الاحتلال الإسرائيلي غسان المجالي المسجد الأقصى المبارك، لكنها المرة الأولى التي يزور فيه السفير المجالي المسجد الأقصى في ظل حالةٍ من التوتر والنزاع تشهدها العلاقة الأردنية-الإسرائيلية.

ليس صحيحاً أن الشرطي الإسرائيلي لم يتعرف على هوية السفير الأردني، وبالتالي قام بمنعه من دخول المسجد الأقصى، فمنذ ما يزيد على الثلاث سنوات، والسفير المجالي يزور المسجد الأقصى مرةً أو مرتين كل شهرين، وهذه الزيارات الدورية تتم بناءً على طبيعة عمله، ممثلاً رسمياً للأردن في القدس المحتلة، فضلاً عن أن مدير دائرة الأوقاف عزام الخطيب -المعروف جيداً لجهاز الشرطة- كان برفقة السفير.

لا يحتاج السفير الأردني، ولا أي مواطن فلسطيني، لإذنِ دخول أو التنسيق المسبق، في حال قرر زيارة المسجد الأقصى، وإلا ما قيمة الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى إذا كان ممثل الحكومة الأردنية يحتاج إلى موافقةٍ رسمية إسرائيلية قبيل دخوله الأقصى؟
آلية المنع، من حيث أن من قام بالجريمة شرطي إسرائيلي بمعنى أنه يمثل جهة أمنية رسمية، ثم إظهار ذلك عبر الإعلام، والدخول في مشادة كلامية مع الطاقم المرافق للسفير، وبأسلوبٍ مستفز رافقه العديد من عبارات التهديد والوعيد، ليس أقلها قول الشرطي للسفير الأردني: "لن تخرج من هنا على قدميك"! وهي بصيغة أو بأخرى رسالة تهديد واضحة.. كل ذلك يعطي مؤشراً جدياً على أن كرة النار بدأت تكبر مع مرور الوقت، وبأن طريق الدبلوماسية بات مغلقاً ما بين الجانبين الأردني، والإسرائيلي.

لا يحتاج السفير الأردني، ولا أي مواطن فلسطيني، لإذنِ دخول أو التنسيق المسبق، في حال قرر زيارة المسجد الأقصى، وإلا ما قيمة الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى إذا كان ممثل الحكومة الأردنية يحتاج إلى موافقةٍ رسمية إسرائيلية قبيل دخوله الأقصى؟ والحادثة التي نشرتها وسائل الإعلام للسفير الأردني المجالي والشرطي الإسرائيلي؛ جاءت بتوجيهات مباشرة من حكومة بنيامين نتنياهو لاستهداف السفير، وفق مراقبين إسرائيليين.

الحادثة التي نشرتها وسائل الإعلام للسفير الأردني المجالي والشرطي الإسرائيلي؛ جاءت بتوجيهات مباشرة من حكومة بنيامين نتنياهو لاستهداف السفير، وفق مراقبين إسرائيليين
الخديعة الكبرى، تكمن في التصريحات المتلاحقة لحكومة نتنياهو بأن لا تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وهو مطلوب أردني بالمناسبة، إلا أن الوقائع على الأرض دائماً ما تكون بعكس ذلك، فالتغيير الزماني والمكاني حصل، واقتحام المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى تم، وكلها تعبيرات سوداوية عن واقع مأزوم، وتغيرٍ خطير حصل في المسجد الأقصى، وصولاً إلى كتابة الأحرف الأخيرة من مذكرةٍ معروضةٍ أمام الكنيست بشطب الوصاية الأردنية على القدس، لتصبح الوصاية إسرائيلية خالصة.

ما حصل للسفير الأردني في المسجد الأقصى، يذكرنا بما حصل لحارس أمن السفارة الإسرائيلية في عمان، قاتل الأردنيين، الذي استقبله نتنياهو استقبال الأبطال لأجل غرضٍ (استعراضي) واحد، وهو إحراج الأردن، الأمر الذي أثار غضب الأردن الرسمي، وإلى الآن لم ينفذ الطلب الأردني بفتح تحقيق جدّي في الجريمة النكراء.
التعليقات (0)