لا يزال طلب أوكرانيا بشأن الانضمام
للاتحاد الأوروبي معلقا، مع تواصل الغزو الروسي، في حين يتمسك قادة الاتحاد بدعم
سلطات كييف في صد هجمات موسكو.
وزار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل
ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، العاصمة كييف، لإجراء مناقشات مع
الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن فرض المزيد من العقوبات على
روسيا وآفاق انضمام
بلاده للتكتل الأوروبي، وذلك مع اقتراب الذكرى الأولى لانطلاق الغزو الروسي في 24 شباط/
فبراير.
وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى الاتحاد
بعد أيام من غزو روسيا لها العام الماضي. وقد رحب
الاتحاد الأوروبي بالطلب لكنه
رفض دعوات أوكرانيا لإخضاعه لمسار سريع بينما تخوض البلاد حربا.
ويضع مسؤولو الاتحاد الأوروبي قائمة
واسعة من الاشتراطات للموافقة على الانضمام من الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى
اعتماد قوانين الاتحاد الأوروبي المختلفة. وتستغرق العملية سنوات على الأرجح.
وقال ميشيل وزيلينسكي وفون دير لاين في
بيان اطلعت رويترز على مسودته، إن "الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا والشعب
الأوكراني في مواجهة حرب روسيا العدوانية المستمرة مهما تطلب الأمر".
وأفاد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي بأن
الموضوعات التي تمت مناقشتها بين مسؤولي الاتحاد وزيلينسكي تضمنت تقديم المزيد من
الأسلحة والأموال والطاقة دعما لأوكرانيا إلى جانب تحسين وصول منتجاتها لسوق
الاتحاد الأوروبي وتشديد العقوبات على موسكو وجهود محاكمة المتورطين في جرائم حرب
روسية.
ويطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ المزيد
من التدابير لمكافحة الفساد في أوكرانيا في ظل اعتقاد سائد بتفشي الكسب غير
المشروع في إدارة البلاد ويشدد التكتل على أن أوكرانيا يجب أن تبني سجلا يتسم
بالمصداقية.
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن عن إقالات
وتحقيقات مع بعض المسؤولين خلال الأسبوعين الماضيين وقال بوضوح إن وزارة الدفاع
بحاجة إلى تطهير.
وذكر مسؤولون لرويترز أن السلطات تحقق
مع مسؤولين عسكريين كبار في واقعتي اشتباه بالفساد. فيما قبض مكتب التحقيقات على
مجموعة إجرامية بشبهة اختلاس أموال الدولة عن طريق القيام ببيع بيض ومواد غذائية
أخرى لمسؤولين عسكريين بأسعار مبالغ فيها.
وداهمت السلطات هذا الأسبوع منزلي أحد
أبرز مليارديرات أوكرانيا ووزير داخلية سابق وأعلنت فتح تحقيق في ما قالت إنه فساد
بقيمة مليار دولار في أكبر شركة ومصفاة نفط.
سلام زائف
نفى الكرملين اليوم الجمعة تقارير تفيد
بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز عرض على موسكو اقتراح
سلام سري يتضمن تنازل أوكرانيا عن خمس أراضيها لروسيا ووصفها بأنها
"زائفة".
كما نفت واشنطن التقرير الذي نشرته
صحيفة نويه تسوريشر تسايتونج السويسرية وجاء فيه أن بيرنز سافر سرا إلى موسكو
الشهر الماضي لطرح الخطة.
وردا على سؤال عما إذا كان بيرنز قد
سافر إلى موسكو أو طرح خطة تتضمن تنازل أوكرانيا عن 20 بالمئة من أراضيها، قال
المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف للصحفيين: "هذا التقرير زائف برمته".
تواصل الدعم والمعارك
سمحت ألمانيا الجمعة للمصنّعين لديها
بإرسال دبابات "ليوبارد 1" قتالية لأوكرانيا في الوقت الذي تسعى فيه
كييف إلى الحصول على أسلحة أكثر تقدمًا للتصدّي للقوات الروسية.
وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية
ستيفن هيبيشترايت، إن بلاده ستزود أوكرانيا بـ14 دبابة "ليوبارد 2" من
مخزون جيشها، لكن بعض المصنّعين يريدون هم أيضًا إرسال دبابات من مخزونهم.
ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي عن دبابات "ليوبارد
1"، قال هيبيشترايت: "يمكنني أن أؤكد (...) أنه تمّ إصدار رخصة
تصدير"، رافضًا تقديم المزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجبهة
الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيريفاتي لراديو إن.في الأوكراني، إن موسكو ترسل
آلاف الجنود والمرتزقة ليلقوا حتفهم في هجمات بموجات بشرية لا تحقق سوى مكاسب
محدودة، فقط لإرضاء السادة السياسيين.
وينصب التركيز الأساسي لروسيا على
مدينة باخموت في دونيتسك حيث قالت قواتها إنها حققت مكاسب متزايدة على مدى الأسبوع
الماضي، بينما تتركز أهداف موسكو في تأمين باقي منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع
مناطق ضمتها بشكل أحادي الجانب في أيلول/ سبتمبر.