أعرب رئيس الحكومة المغربي الأسبق الأمين العام لحزب العدالة
والتنمية عبد الإله بن كيران عن بالغ تأثره وحزبه بنتائج
الزلزال الكبير الذي هز
تركيا وسوريا وخلف عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح ومشرد، ودعا المسلمين
والعالم جميعا إلى إسناد الشعبين التركي والسوري لتجاوز هذه المحنة.
وأبلغ ابن كيران
"عربي21"، أنه يتأثر كثيرا عند مشاهدة
الأخبار على القنوات التلفزية لهول المشاهد المعروضة لضحايا الزلزال، وقال:
"الإنسان يكاد يفقد القدرة على الكلام، من هول ما يرى مع عدم القدرة على
مساندتهم كما يلزم".
وأكد ابن كيران، أن حزب العدالة والتنمية وجه رسالة تعزية إلى
السفيرالتركي، (السفير السوري غير موجود بالمغرب) وأن وفدا من الحزب ذهب لتقديم
واجب العزاء.
وقال: "الوضع في تركيا وسوريا يتجاوز مرحلة
التضامن العاطفي
وتقديم العزاء إلى واجب الإسناد المادي واللوجستي المباشر للشعبين من أجل إنقاذ ما
يمكن إنقاذه وإسناد المصابين والمشردين.. وهذه مسؤولية ليس المسلمين وحدهم، وإنما
العالم أجمع، ولا سيما منه العالم المتقدم الذي تقع عليه مهمة الإسناد اللوجستي
والقيام بواجبه في الحد من معاناة الجرحى والمشردين".
وأضاف: "أما مسؤولية المسلمين تجاه إخوانهم المصابين في البلدين،
فهي تتجاوز الواجب إلى الفرض، بما يملكون نجدة لإخوانهم"، وفق تعبيره.
وفجر الإثنين الماضي، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال
سوريا بلغت قوته 7.7
درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما
خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
والثلاثاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة 3
أشهر في 10 ولايات متضررة وهي، أضنة، وآدي يمان، وديار بكر، وغازي عنتاب، وهطاي،
وقهرمان مرعش، وكيليس، وملاطية، وعثمانية، وشانلي أورفة.
وأعربت معظم دول العالم عن تعازيها للشعبين التركي والسوري، وبدأت في
تقديم المساعدات المادية والطبية والإغاثية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد ناشد المجتمع
الدولي إلى تعزيز دعمه لسوريا وتركيا بعد الزلزال المدمر. وقال في
تصريحات صحفية:
إن أول قافلة مساعدات أممية، بعد الزلزال، قد عبرت الحدود عبر معبر باب الهوى إلى
شمال سوريا، وضمت 6 شاحنات محملة بمواد الإيواء والمساعدات الأخرى التي تمس إليها
الحاجة.
وأضاف الأمين العام أن مزيدا من المساعدات في طريقها إلى سوريا،
ولكنه شدد على ضرورة فعل المزيد. وأعلن أنه طلب من وكيله للشؤون الإنسانية مارتن
غريفيثس السفر إلى المنطقة المتضررة من الزلزال نهاية الأسبوع الحالي. وسيزور
غريفيثس، خلال الجولة، غازي عنتاب وحلب ودمشق لتقييم الاحتياجات وتعزيز الدعم.
وأشار غوتيريش إلى أن الزلزال يعد أحد أكبر الكوارث الطبيعية في
العصر الحالي، وتحدث عن الصور التي تفطر القلب والجهود البطولية لعمال الإغاثة
الذين يصارعون الظروف والوقت لإنقاذ الأرواح. وأعرب عن حزنه لوقوع خسارة كبيرة في
الأرواح، فيما يتواصل ارتفاع عدد الوفيات.
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة سارعت للاستجابة للكارثة فور وقوع
الزلزال، وقال إنها تنشر خبراء تقييم الكوارث وتنسق عمل فرق البحث والإنقاذ وتقدم
الإغاثة الطارئة من غذاء وإمدادات طبية ومواد منقذة للحياة. وشدد على أن مزيدا من
الدعم في طريقه إلى المنطقة.
وفي إطار حديثه عن تكليفه لوكيله للشؤون الإنسانية بالتوجه إلى تركيا
وسوريا لتوسيع نطاق الاستجابة، شدد غوتيريش على نقطتين مهمتين لتوفير الإغاثة هما:
القدرة على الوصول إلى الأماكن المتضررة، وتوفير الموارد.