بعد ترقب وانتظار
19 عاما، توفيت الحاجة أمل أبو عابد "أمّ حبيب" صباح الأربعاء، والدة
الأسير
الفلسطيني المحكوم بالسجن المؤبد، حبيب فواز أبو عابد، من بلدة يعبد قضاء
جنين.
ووسط أجواء من
الحزن والألم، على فراق "أم حبيب" و6 شهداء من جنين قضوا برصاص جيش
الاحتلال، تحدثت عمة الأسير الحاجة نظمية أبو عابد عن الآمال التي كانت تراود "أم
حبيب"، حيث جلست تنتظر خروجه من الأسر أكثر من 19 عاما.
أمل لا ينقطع
وأوضحت في
حديثها لـ"عربي21"، أن "الحاجة "أمّ حبيب" مريضة منذ 5
أعوام، ولم تتمكن من زيارة ابنها الأسير في سجون الاحتلال"، متسائلة بحزن:
"كيف تتوقع أن تكون حالة أم الأسير في ظل هذه الظروف الصعبة؟".
وأضافت أبو
عابد: "حالة أم الأسير في الفترة الأخيرة كانت صعبة جدا، تعبت كثيرا، كان
حلمها أن تزوره قبل أن تتوفى"، منوهة بأنها "كانت تعيش على أمل أن
يخرج من السجن مع الأسرى في صفقات التبادل، وما زال هذا الأمل موجودا لدينا، ونحن
سنكمل مع هذا الأمل بعدها، وبإذن الله سيتحرر حبيب".
ونوهت إلى أنه
"أحست أم حبيب -وهو أكبر إخوانه- بالأمل عندما جرى الحديث عن قرب الإفراج عن
بعض الأسرى، وقامت بتحضير شنطة سفر خاصة به؛ خشية أن يقوم الاحتلال بإبعاده، لقد
كانت تحلم برؤيته حرا، وهذا حلم كل أم أسير، أن ترى ابنها محررا من القيد".
وعن رسالتها
كأم فلسطينية للاحتلال
الإسرائيلي في اليوم العالمي للمرأة، قالت: "نحن بإذن
الله صامدون في وطننا، والأسير سيخرج في النهاية، والشهيد منزلته عالية عند ربه،
ونحن سنعيش ونموت على أمل أن يتحرر وطنا ونطرد الاحتلال، ونحرر مسجدنا الأقصى وكل
أرضنا".
وتابعت الحاجة
نظمية بقولها لـ"عربي21": "مهما مارس الاحتلال الضغوط علينا، بإذن
الله النصر لنا، ونحن نعيش ونموت على أمل أن يتحرر كل الأسرى وكل فلسطين، ووعد
الله حق "، راجية "الرحمة لجميع الشهداء، والحرية لجميع الأسرى من سجون
الاحتلال".
ويصادف الثامن
من آذار/ مارس من كل عام يوم المرأة العالميّ، الذي يأتي هذا العام في ظل تصاعد
جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، خاصة ضد المرأة الفلسطينية، في الأراضي
المحتلة التي تعيش ظروفا غاية في الصعوبة.
اظهار أخبار متعلقة
واعتقل جيش
الاحتلال الأسير أبو عابد منذ 2004، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وسبق أن فقد الأسير
والده في 2017، وحرمه الاحتلال من وداعه، وهو اليوم وبالتزامن مع يوم المرأة
العالمي يفقد والدته، ولا إمكانية أمامه كي يودعها.
جدير بالذكر أن الأسرى يواصلون معركتهم النضالية وخطواتهم الاحتجاجية والعصيان داخل السجون
الإسرائيلية منذ 23 يوما، رفضا لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف
إيتمار بن غفير التي تستهدف زيادة معاناتهم داخل السجون الإسرائيلية.
ويبلغ عدد
الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 4780، من بينهم 160 طفلا، و29 أسيرة،
و914 معتقلا إداريا، كما بلغ عدد الشهداء من الأسرى داخل السجون 235 شهيدا.