صحافة إسرائيلية

بوادر مواجهة دبلوماسية بين الاحتلال وتركيا بسبب بناء نصب تذكاري للأرمن

في أغسطس اتفق أردوغان ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد على التطبيع الكامل للعلاقات- الأناضول
في أغسطس اتفق أردوغان ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد على التطبيع الكامل للعلاقات- الأناضول
مع التصاعد التدريجي في العلاقات التركية الإسرائيلية، أبدت أوساط الاحتلال مخاوفها من انتكاسة في هذه العلاقات عقب اتخاذ بلدية حيفا المحتلة قبل شهرين قرارًا بالاعتراف بالإبادة الجماعية، وإقامة نصب تذكاري للأرمن، لكن السفير التركي في تل أبيب طلب من حكومتها منع هذه المبادرة، فيما تجري وزارة الخارجية مشاورات حول كيفية الرد على الطلب التركي، سواء بالرفض أو التجاهل، خشية أن يقوّض أي قرار العلاقات الحساسة التي بدأت للتو في العودة إلى مسارها السابق.

إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "ما تشهده العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل من دفء بعد سنوات من القطيعة والتوتر، يواجه بالفعل بعد نحو عام أول اختبار مهم لها، ويأتي بسبب التوجه الإسرائيلي لإقامة نصب تذكاري لمن تسميهم إسرائيل ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن في حيفا، وتطالب تركيا حكومة الاحتلال بمنع البلدية من إقامة النصب، بينما تناقش إسرائيل كيفية الرد على الطلب التركي، والتخوف أن يؤدي رفض إسرائيل لمنع بناء النصب للإضرار بالعلاقات بينهما".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "السفير التركي لدى إسرائيل شاكر أوزكان تورونلر، بعث برسالة رسمية لوزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار يطلب فيها منع مبادرة بلدية حيفا، حيث أرسل الأخير بالرسالة لوزارة الخارجية التي تجري المشاورات حول هذه القضية، وأوصى المستوى المهني فيها بترك الطلب دون إجابة، وفي حالة إصرار الأتراك على تلقي إجابة، فإنه يجب إخبارهم بأن هذا قرار من مجلس المدينة، وليس للدولة أي إمكانية للتدخل".

وأكد "أننا أمام قضية حساسة للغاية بالنسبة لتركيا، وعلى ما يبدو فستطالب أنقرة تل أبيب بمطالبة بلدية حيفا بالامتناع عن إقامة النصب حفاظا على علاقاتهما، مع العلم أن القرار اتخذه مجلس مدينة حيفا منذ شهرين، حيث ستتم إقامة النصب التذكاري في شارع بن غوريون، لتصبح حيفا ثاني مدينة في إسرائيل تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن بعد بيتاح تكفا".

وأشار إلى أن "قضية الإبادة الجماعية للأرمن قد تضر بالعلاقات بينهما منذ محاولات التقارب، ففي نيسان/ أبريل 2022 أعلن عضو الكنيست السابق موسي راز من حزب ميرتس اليساري أنه سيطير لأرمينيا للمشاركة في مراسم ذكرى الإبادة الجماعية، باعتباره رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية الأرمنية، وزعم أن المذبحة التي راح ضحيتها أكثر من مليون أرمني تعتبر أحد أفظع مظاهر القسوة الإنسانية، وحان الوقت لإسرائيل لتذكر من سقطوا وتروي قصتهم".

وأوضح أن "رحلة راز تمت بالتنسيق والموافقة مع وزارة الخارجية، مع العلم أن إسرائيل لم تعترف قط بالإبادة الجماعية في أرمينيا، لكن أعضاء آخرين في الكنيست شاركوا سابقا في مراسم تذكارية في أرمينيا، ففي 2005 شارك يوسي سريد عضو الكنيست السابق من ميرتس في حفل إحياء الذكرى التسعين للأحداث ضد الأرمن، التي بدأت نهاية القرن التاسع عشر ردًا على المطالبة بالاستقلال عن تركيا، وفي السنوات الأخيرة تم تقديم عدد من مشاريع القوانين للكنيست للاعتراف الإسرائيلي بهذه الإبادة، لكن القوانين باءت بالفشل".

اظهار أخبار متعلقة


تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الإسرائيلية التركية شهدت صعودًا وهبوطًا على مر السنين، وبدأ تقاربهما منذ عام بزيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ لأنقرة، ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان، وهي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس إسرائيلي تركيا منذ 2007، وأمل الجانبان أن يكون اللقاء نقطة تحول في العلاقات، ثم جاءت هذه النقطة نهاية شهر أيار/ مايو 2022، حين زار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إسرائيل، وفي آب/ أغسطس اتفق أردوغان ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد على التطبيع الكامل لعلاقاتهما.

في إطار هذا الإعلان قررت تل أبيب وأنقرة إعادة السفراء والقناصل، بعد أربع سنوات على طرد سفير إسرائيل في تركيا إيتان ناع، وزعم الاحتلال أن تجديد العلاقات مع تركيا يمثل رصيدا مهما للاستقرار الإقليمي ومهما جدا اقتصاديا لمواطني إسرائيل، وبعد الانتخابات الإسرائيلية في تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلن أردوغان عن رغبته بالحفاظ على العلاقة مع تل أبيب على أساس التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، بغض النظر عن نتائج الانتخابات.
التعليقات (0)