قال تلفزيون "الإخبارية" السعودي الرسمي، إن وزارة الخارجية بدأت العمل على استئناف
العلاقات مع
النظام السوري.
وذكر التلفزيون نقلا عن مصدر في الخارجية، قوله إن العمل سيجري خلال الفترة المقبلة على إعادة فتح قنصليتي البلدين بعد إغلاق زاد عن العشر سنوات، إثر القطيعة الطويلة بين الحكومتين.
وجاء خبر التلفزيون الرسمي السعودي، تأكيدا لما نشرته وكالة "رويترز" الأمريكية من أن الرياض ودمشق، اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد قطيعة أكثر من عقد بسبب الحرب الأهلية السورية.
وقال مصدر مقرب لدمشق لوكالة "رويترز"، إن الاتصالات بين الرياض ودمشق اكتسبت زخما بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين
السعودية وإيران، وهي الحليف الرئيسي لرئيس النظام السوري بشار
الأسد.
وستكون عودة العلاقات بين الرياض ودمشق بمثابة أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد، الذي قاطعته العديد من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
وقال مصدر ثان متحالف مع دمشق لرويترز، إن الحكومتين "تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر".
وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية ودبلوماسي في الخليج.
وقد يشير هذا التطور المفاجئ على ما يبدو إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة، إذ أدى التنافس بينهما إلى تأجيج الصراعات بما في ذلك الحرب في سوريا.
وعارضت الولايات المتحدة تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد، مشيرة إلى تعامل حكومته بوحشية خلال الصراع والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي.
عضوية معلقة بالجامعة العربية
وحملت الإمارات، وهي شريك استراتيجي آخر للولايات المتحدة، راية التطبيع مع الأسد، واستقبلته مؤخرا في أبو ظبي مع زوجته. لكن السعودية كانت تتحرك بحذر أكبر.
وقال الدبلوماسي الخليجي إن المسؤول السوري الرفيع "مكث أياما" في الرياض وجرى التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارات "قريبا جدا".
وعرف أحد المصادر الإقليمية المسؤول السوري على أنه حسام لوقا، الذي يرأس لجنة المخابرات السورية.
وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن، وتهريب حبوب الكبتاجون المخدرة إلى الخليج من سوريا.
اظهار أخبار متعلقة
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قال إن زيادة التواصل مع دمشق قد يمهد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه من المبكر الحديث عن مشاركة النظام السوري في القمة المقبلة.
وقال الوزير السعودي، إن الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي، وأن الحوار ضروري معها لمعالجة الوضع الإنساني هناك، وفقا لوكالة رويترز.
وتابع بأن الحوار مع دمشق، قد يؤدي في النهاية إلى عودة دمشق إلى الجامعة العربية، ولكن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر في الوقت الحالي.
وكانت الجامعة العربية جمدت عضوية سوريا منذ 2011 على خلفية قمع نظام بشار الأسد تظاهرات ضده، قبل أن يضرب زلزال فجر 6 شباط/ فبراير الماضي الجنوب التركي والشمال السوري مخلفا خسائر كبيرة، دفعت دولا عدة منها السعودية، للإسراع في إرسال مساعدات لمناطق سورية.