اتهم
مستشار سابق لرئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس، الأخير بأنه عمل على إضعاف كل المرشحين لخلافته.
وقال
غيث العمري المستشار السابق للرئيس محمود عباس، إن الرئيس ومقربيه عملوا على تشويه
صورة وسلطة أي قيادي يبرز في الساحة.
وأضاف
في مقابلة أجرتها معه "فرانس24" خلال وجوده في باريس، أن "الحياة السياسية
الفلسطينية لم تكن ديمقراطية على الإطلاق، لكنها كانت نشطة وحية.. هذا الأمر لم يعد
موجودا لأن ذلك الفضاء السياسي انطفأ".
وتابع بأنه "في ظل حكم ياسر عرفات، كان هناك دوما مرشحان أو ثلاثة من شأنهم خلافته ومن
بينهم محمود عباس. لكن اليوم، لم يعد هناك أي مشرح بارز لخلافة عباس لأن الرئيس عمل
على إضعاف كل المرشحين المحتملين".
ويفصل
العمري ذلك بقوله: "لقد تمت إزاحة كل من كانوا يختلفون معه في الرأي، من بينهم
مثلا محمد دحلان الذي استبعد عن اللجنة المركزية لحركة فتح قبل عشر سنوات،
وناصر القدوة الذي استبعد أيضا".
ويرى
العمري أنه "في الوقت الحالي، هناك عشر شخصيات على الأقل وضعت كرسي الرئاسة نصب
عينيها، لكن لا أحد منها يحظى بالنفوذ السياسي اللازم أو الشعبية الكافية لأجل فرض نفسه
على حساب الآخرين".
وحول
آثار ذلك على الأوضاع في الضفة قال العمري: "في غياب مرشحين أقوياء أو شرعيين،
هناك خطر أن تسير المنافسة بينهم في الاتجاه السيئ. فنحن نعلم أن هناك عددا هائلا
من الأسلحة الخارجة عن السيطرة بالضفة الغربية، وأن بعض المرشحين المحتملين لخلافة
عباس شرعوا في جلب داعمين لمعسكرهم، ما يرجح فكرة مسار طويل وعنيف في الوقت ذاته".
اظهار أخبار متعلقة
وغيث
العمري، محام متخصص في حقوق الإنسان وباحث بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى،
وهو ممثل معترف به في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، التي توقفت في العام
2014.
وحول
الأسباب التي أدت إلى تركه منصبه كمستشار لعباس في عام 2006، قال العمري: "كنا
نعتقد، أنا وكثيرون ممن التحقوا بأبي مازن في الماضي، أنه كان خلال توليه منصب رئيس
وزراء ياسر عرفات زعيما ملتزما بالإصلاحات والسلم والدبلوماسية".
وأضاف
أن عباس "ظل ملتزما بعد اعتلائه كرسي الرئاسة، في طريق الدبلوماسية والسلم، لكنه
لم يكن أبدا إصلاحيا ولا مؤيدا للإصلاحات".
واتهم
العمري عباس بـ"التغاضي عن الفساد الذي ينخر السلطة الفلسطينية من الداخل". كما أنه اتهمه بـ"عرقلة عمل سلام فياض، رئيس
الوزراء في ذلك الوقت"، الذي يراه العمري "إصلاحيا يتمتع بالكفاءة اللازمة
لتشكيل حكومة فلسطينية نظيفة وفعالة، وقادرا على التأسيس لاقتصاد حقيقي".
ويبلغ
عباس الثامنة والثمانين من عمره، وحتى اللحظة لم يعين نائبا له، ما قد يؤدي إلى
نشوب خلافات قد تؤدي إلى احتراب داخلي.