استبعد يعقوب الدموكي مسؤول الإعلام والناطق باسم تحالف سودان
العدالة (تسع)، إمكانية نجاح أي وساطة داخلية أو خارجية لإنهاء القتال الدائر في
العاصمة
السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدا أن طرفي النزاع قد
احتكما في النهاية إلى منطق الحرب.
وأوضح الدموكي في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، أن السبب
الرئيس لاندلاع القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، هو الاتفاق الإطاري وفشل
الطرفين في التوافق على مصير دمج قوات الدعم السريع ضمن القوات المسلحة.
وأضاف: "الخلاف الأساسي كان حول الدور المنوط بقوات الدعم
السريع في المرحلة الانتقالية، فقد اقترح الجيش أن يتم دمج هذه القوات ضمن القوات
المسلحة خلال الفترة الانتقالية ومدتها سنتان، وهو ما رفضته قوات الدعم السريع
مدعومة ببعض أحزاب الحرية والتغيير المركزي".
وأشار الدموكي إلى أن الهدف من تمديد دمج قوات الدعم السريع في
القوات المسلحة لعشر سنوات هدفه إيجاد قوتين متوازيتين، قوة الدعم السريع كقوة
مدنية، والقوات المسلحة، وهو ما رفضه الجيش، وطالب بتوحيد القوات المسلحة..
وأضاف: "أما وقد خرجت الخلافات إلى منطق الحرب، فلا يمكن أن
تنتهي إلا وفق منطق الحرب، أي أن يكون هنالك منتصر ومهزوم.. أي أنه بعد نهاية
الحرب يمكن وقتها الحديث عن تفاهمات جديدة".
واعتبر الدموكي أن الحديث عن دور للإسلاميين وأنصار النظام القديم في
الحرب الدائرة لا أساس له من الصحة في شيء، وقال: "الواقع السوداني تجاوز
هؤلاء تماما، والخلافات الدائرة لا علاقة لها بهم لا من قريب ولا من بعيد.. الأمر
يتعلق بتقاسم السلطة، وسببه كما أشرت إلى ذلك الاتفاق الإطاري".
وجوابا على سؤال لـ"عربي21"، عن مآلات الحرب الدائرة الآن،
قال الدموكي: "بالتأكيد أن الجيش السوداني يمتلك من القدرات العسكرية ما يمكنه
من حسم المعركة لصالحه، حتى وإن أخذ ذلك بعض الوقت"، وفق تعبيره.
واتهم الجيش السوداني، قوات "الدعم السريع" بالهجوم على
قواته بجوار المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، واصفا إياها
بـ"المتمردة".
وقال الجيش السوداني في بيان له اليوم: "في مواصلة لمسيرتها في
الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع
أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة".
وأضاف الجيش في بيان لاحق: "الاشتباكات الآن تدور بين قواتكم
المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة في المواقع الاستراتيجية".
وأردف: "قوات الدعم السريع المتمردة تنشر الأكاذيب باعتداء
قواتنا عليها لتغطي على سلوكها المتمرد".
من جانبها، قالت "الدعم السريع" في بيان، إنه
"امتدادا للهجوم الذي تعرضت له قوات الدعم السريع المتمركزة في مقرها بأرض
المعسكرات سوبا جنوبي الخرطوم فإن القوات المسلحة هاجمت في وقت متزامن مواقع
ومقرات قواتنا في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جار حصارها".
واستطرد: "قامت قوات الدعم السريع بالدفاع عن نفسها والرد على
القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة وتمكنت من السيطرة على مطار وقاعدة مروي،
وطرد المعتدين على مقر القوات بأرض المعسكرات سوبا والسيطرة على مطار الخرطوم".
و"الدعم السريع" قوة مقاتلة، تأسست في عام 2013 لمحاربة
متمردي إقليم دارفور (غربا)، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقا، وهي تابعة لجهاز
الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تعد عشرات الآلاف، وفق
مراسل الأناضول.
من جانبها، ناشدت "لجنة أطباء السودان"، في بيان، الأطباء للتوجه إلى أقرب مستشفى من مكان سكنهم جنوبي الخرطوم وبمدينة بحري شماليها.
وذكرت اللجنة أن أصوات الرصاص تسببت في هلع وخوف وترقب من المواطنين
نتيجة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
وزادت: "حدثت هذه الأحداث وسط الأحياء السكنية ما أدى إلى
إصابات متفاوتة وحالات خطيرة بين المواطنين وما زالت الإصابات تتوافد إلى طوارئ المستشفيات المختلفة".
وناشدت القوات من الطرفين بضرورة التحلي بأقصى درجات الحكمة وضبط
النفس للحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي
للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/ نيسان الجاري، قبل إرجائه
"إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين
على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة
العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"،
بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021،
حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة
والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
إقرأ أيضا: إلى أين يتجه التوتر العسكري الجديد في السودان بين حميدتي والبرهان؟