ملفات وتقارير

مخاوف من تكرار تجربة العبادي.. هل يشهد العراق صداما سياسيا جديدا؟

ظهرت الخلافات جلية بين الجانبين عندما أبدى المالكي خلال مقابلة تلفزيونية اعتراضه على التعديل الوزاري المرتقب في حكومة السوداني- حساب مجلس الوزراء
ظهرت الخلافات جلية بين الجانبين عندما أبدى المالكي خلال مقابلة تلفزيونية اعتراضه على التعديل الوزاري المرتقب في حكومة السوداني- حساب مجلس الوزراء
يشهد الإطار التنسيقي الشيعي في العراق، خلافات متصاعدة بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، بخصوص التعديلات الوزارية المرتقبة التي يعتزم الأخير إجراءها في حكومته بعد 6 أشهر من تشكيلها.

وظهرت الخلافات جلية بين الجانبين، عندما أبدى المالكي خلال مقابلة تلفزيونية، الأسبوع الماضي، اعتراضه على التعديل الوزاري المرتقب في حكومة السوداني، مؤكدا عدم معرفته بنية رئيس الوزراء إجراء استبدال أي من أعضاء الحكومة بعد عطلة عيد الفطر.

وردا على ذلك، قال السوداني خلال مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن "التعديل الوزاري حق دستوري لرئيس الحكومة وليس بمزاج القيادي أو الزعيم السياسي هذا أو ذاك"، مؤكدا أنه مصر على التغيير وسيطرح أسماء الوزراء على البرلمان في الوقت المناسب.

اظهار أخبار متعلقة


خلافات حقيقية


وبخصوص مدى انعكاس الخلافات على وحدة البيت الشيعي، قال العضو السابق في الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، إنه "لا يوجد هناك دخان من دون نار، فالحديث كثر عن خلافات بين السوداني والمالكي، لأن خطوات رئيس الوزراء قد ابتعد فيها بعض الشيء عن مركزية القرار داخل الإطار".

وأوضح الهلالي لـ"عربي21" أن "السوداني اتخذ بعض القرارات مؤخرا لتصحيح مسار العملية السياسية (لم يذكرها)، وهذه ربما لا ترق لبعض قادة الإطار التنسيقي، لأنه ليس كل الخطوات من الممكن أن تكون ملائمة مع أمزجة وتوجهات جميع توجهات الإطار".

وأشار إلى أن "الإطار التنسيقي يضم أطيافا عديدة جدا منهم الراديكاليون والليبراليون والحرس القديم من السياسيين (الشيعة)، وبالتالي من الصعوبة بمكان أن يكون القرار الذي يتخذه السوداني مرضيا لهؤلاء جميعا".

من جهته، قال المحلل السياسي العراقي، غانم العابد، لـ"عربي21" إن "التغيير الوزاري له أسباب عدة، منها خارجية تتعلق برفض الولايات المتحدة عددا من وزراء حكومة السوداني كونهم مرتبطين بمليشيات، ولا سيما وزيري التعليم العالي نعيم العبودي، والعمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي".

الأمر الآخر، يضيف العابد قائلا: "هو فشل بعض الوزراء الذين لم يقدموا شيئا خلال مدة 6 أشهر من عمر الحكومة، وبالتالي يلجأ السوداني إلى التغيير، وبالتأكيد فإن الأخير لن يأت بوزراء تكنوقراط ومستقلين، وإنما يختار أسماء من الكتل السياسية ذاتها التي سترشح بدلاء عن الوزير المقال".

ورأى العابد أن "الحكومة العراقية الحالية تشكلت بشكل هش، خصوصا بعد استقالة نواب التيار الصدري في البرلمان، وصعود بدلاء عنهم من قوى الإطار التنسيقي".

وتقاسم الإطار التنسيقي الشيعي مع القوى السنية والكردية والمسيحية كامل الحقائب الوزارية (23 وزارة) في حكومة محمد شياع السوداني، إذ حصل ائتلاف المالكي على وزارتي النفط، والشباب والرياضة.

اظهار أخبار متعلقة


تجربة العبادي
وبخصوص تخوف شخصيات من الإطار التنسيقي من تكرار تجربة خلاف المالكي مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي الذي تسبب في انشطار البيت الشيعي إلى فريقين، رأى الهلالي أن "المزاج والمناخ السياسي كان مختلفا في عهد العبادي، لأن اليوم الكل يسعى إلى إنجاح حكومة السوداني".

ولفت الهلالي إلى أن "نجاح السوداني سيحسب لجميع أطراف الإطار التنسيقي التي عانت من فقدان الثقة مع جماهيرها، والشارع العراقي بشكل عام خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في عام 2021".

وأشار إلى أنه "إذا كانت هناك أي نقطة تحول لصالح العملية السياسية فمن الممكن أنها تخدم الجميع وليس حكومة محمد شياع السوداني، وأن الأخير حذر سابقا الوزراء من البقاء على ارتباط مع كتلهم السياسية، وأن أي شخص غير قادر على إنجاح مشروع فإنه سيستبدله".

وبيّن الهلالي أن "القرار اليوم من مسؤولية السوداني، وأن الكتل السياسية ستخلي مسؤوليتها وتلقي بكرتها في ملعب رئيس الوزراء، لذلك فإن أي نجاح يحسب للجميع، وأما الفشل فسيتحمله الأخير وحده".

اظهار أخبار متعلقة


من جانبه، قال غانم العابد إن "هناك رغبة لحزب الدعوة بقيادة نوري المالكي لإعادة تموضع نفسه بعد الخسارات التي مني بها منذ نهاية ولاية الأخير الثانية عام 2014، وحتى إذا كانت هناك مشاكل فستتم معالجتها، وبذلك لن يصلوا إلى مرحلة الصدام السياسي".

ورأى العابد أن "تخوف شخصيات من الإطار التنسيقي وتحذيراتهم من احتمالية تكرار تجربة العبادي ماهي إلا بالونات إعلامية لا تعبر عن وجود خلافات عميقة وحقيقية بين السوداني والمالكي".

وأكد الخبير العراقي أن "حزب الدعوة بحاجة إلى لملمة وضعه قبل انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، ولا سيما بعد الخسارات التي لحقت به في السنوات الماضية، لذلك لا أعتقد أنه توجد خلافات حقيقية بين السوداني والمالكي".

وكان المحلل السياسي المنتمي للإطار التنسيقي، مازن الزيدي، قد كتب الجمعة، تغريدة على "تويتر" قال فيها إنه "كما حصل مع العبادي وغيره، فإن أطرافا داخلية مأزومة وخارجية مأجورة تريد وضع رئيس الوزراء في مواجهة مع الزعيم المالكي لأهداف معروفة".

وأردف: "أعتقد أن الرجلين على مستوى عال من الحكمة والإدراك للمشهد وتعقيداته بما لا يترك مجالا للمتصيّدين. السوداني يكرّر دوما أنه: رئيس حكومة الإطار التنسيقي".

وفي المقابل، قال هشام الركابي المستشار الإعلامي للسوداني (المدير السابق للمكتب الإعلامي للمالكي) إن "الإصلاح الذي تحدث عنه رئيس الوزراء يحظى بتأييد قادة الإطار".

وأضاف الركابي في تغريدة نشرها على "تويتر"، الجمعة، أن الإصلاح "يندرج ضمن الرؤية التي يتبناها السوداني في تصحيح المسار الحكومي في حال وجود إخفاق أو تعثر في تقديم الخدمة للمواطن، وكل ما يشاع عن وجود معارضة عار عن الصحة ولا أصل له".
التعليقات (4)
احمد
الأحد، 30-04-2023 05:13 م
للاخ مصري حقيقه و ليس مزاحا السوداني أصله هندي !!
كاظم صابر
الأحد، 30-04-2023 01:59 م
إذا كان حميدتي في السودان تاجر إبل "تحوَل إلى ناهب ذهب شعب السودان" فإن إيران هي أكبر تاجر حمير في العالم "و إحدى أكبر ناهبي ثروة العراق" . براعتها كتاجر حمير أنها أفلحت في تكوين مليشيات مسلَحة متعددة الحنسيات عابرة للحدود تخدم إيران و سيَدة إيران و لا تخدم شعوبها ، و من ضمن هذه المليشيات جيش الحشد الشعبي "المُسمَى اختصاراً ج ح ش" و هذا ال ج ح ش أفرز ما يُسمَى الإطار التنسيقي الذي يتبع له كلاً من المالكي و السوداني . لا يقدح أي منهما بأفكار من رأسه و إنما هما عبيد أوامر و ينتظران أوامر إيران ، و إيران بدورها تنتظر أوامر الاستعمار الفرعوني المُسيطِر على الشرق الأوسط المُوسَع بما فيه قمعستان "تسمية الشاعر الراحل نزار قباني لذلك الوطن الممتد من الخليج النائم إلى المحيط الهائم" . من طبيعة هذا الاستعمار إبراز أن العبيد عندهم تصرفات ذاتية مع التنصل من المسؤولية عن تصرفاتهم مع أنه يتحكم بتفاصيل التفاصيل . كثير من الأمور يمكن أن يحسمها الاستعمار بمكالمة هاتفية مع أي طرطور لعدة دقائق مثلما فعل لإخراج جيش عربي من بلد عربي آخر خلال 48 ساعة مع أن الجيش مكث في الآخر قرابة 30 سنة و لقد جرى تنفيذ الأمر بسرعة فائقة !!
مصري
الأحد، 30-04-2023 12:48 م
رجاء للسوداني يرجع بلده و يترك العراق في حالها كوميديا سوداء و لكن الطبع يحكم عذرا
احمد
الأحد، 30-04-2023 07:22 ص
الخلاف تحصيل حاصل سواء كان حقيقه ام مفتعل اي تمثيليه .. في الشهر الثالث قدم اوستن لبغداد و اجتمع بالسوداني مطولا و سلمه خارطه الطريق الامريكيه للوضع القادم في العراق و تتلخص بحل الميليشيات و الحشد الشيعي و تقليم اضافر الشيعه و خلق توازن جديد يعطي السنه مساحه أكبر بالاضافه لسحب جميع الميليشيات و الحشد من المناطق السنيه و اطلاق سراح سجنائهم ووقف تهريب العمله لايران و قال له (( غير و نحن سنساعدك حتى ولواستلزم الامر تدخل عسكريا )) كل هذه النقاط لم يتحقق منها شئ لان السوداني جبان ولا يستطيع ان يغير جلده الشيعي و بما ان الفتره المحدده له قاربت على النفاذ و اصبح التدخل الامريكي قريب افتعلت حقيقه ام كذبا الازمه مع المالكي ليظهر بمظهر انه يحاول التغيير بطبيعه الحال هذا لا يخدع به الامريكان خاصه و ان اهم شئ كانوا يريدونه ان يحصل وهو تهريب العمله الذي قلل لاسبوعين اوثلاث لكن عاد الى سالف عهده .. الفتره بين زياره اوستن و للآن قامت القوات الامريكيه بمسح جوي بالدرونز لكامل العراق مع التركيز على مناطق تواجد الميليشيات و الحشد و نقلت اسراب من طائرات متخصصه بقصف الاهداف الارضيه مثل A10 اي ان هناك دلالات على شئ ما سيحصل .. اما محللي الغفله الذين نقل عنهم في المقال فهم لا يتمتعون الحياديه لأنهم يحاولون تقديم وجهه نظر شيعيه من باب طبل طبل حتى يصدقك الناس !! للاسف خلال العشرين سنه الماضيه كانت وكالات الانباء عندما تتناول الاوضاع في العراق تلجأ لهم عن قصد او جهل لانهم في الواجهه و هؤلاء تم تلميعهم و تقديمهم من قبل السلطه لنشر ما تريد .لذلك غالب ما ينشر عن العراق هو جمله أكاذيب بعيده كل البعد عن الحقيقه .... كان على وكالات الانباء التي تحترم نفسها ان تبتعد عن هؤلاء لانهم حولوها الى ناطق رسمي باسم حكومه الحراميه في بغداد ومن خلفها ايران