سياسة عربية

التخلي عن الأطفال ظاهرة تنتشر في جميع المناطق السورية.. كم بلغ عددهم؟

السلطات في مختلف المناطق السورية ترسل مجهولي النسب إلى دور الأيتام - جيتي
السلطات في مختلف المناطق السورية ترسل مجهولي النسب إلى دور الأيتام - جيتي
أعلن مركز سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، العثور على أكثر من مئة طفل حديث الولادة في 2021 و2022 بمناطق مختلفة في سوريا، مرجحا أن يكون الرقم أكبر ولا يعكس الواقع مقارنة مع حجم ظاهرة التخلي عن الأطفال.

وأشار المركز إلى أن حالات التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في سوريا قبل اندلاع النزاع كانت قليلة لكن الأرقام ارتفعت "بشكل هائل" بعد 2011، حيث شهدت البلاد مئات العمليات العسكرية ما تسبب بنزوح عشرات الآلاف إلى المخيمات.

وتشير التقديرات إلى أن الفقر وانعدام الأمن ونقص المأوى وغياب الاستقرار، والزواج المبكر، تندرج ضمن أبرز أسباب تخلي الوالدين عن أطفالهم، خصوصاً النازحون منهم.

اظهار أخبار متعلقة



وقالت إحدى العاملات في مجال حماية الطفل بمنطقة إدلب شمال غرب سوريا، لوكالة "فرانس برس"، إن عشرين في المئة من الحالات التي وثقتها ناتجة عن تعرّض "النساء لابتزاز جنسي أو علاقات غير شرعية".

وأفاد المسؤول في الشؤون المدنية في إدلب عبد الله عبد الله لـ"فرانس برس"، بأن مجهولي النسب يُرسلون إلى دور الأيتام، حيث يبقون فيها أو يتكفل بهم أحد الأشخاص بشروط، بينها أن يكون متزوجاً لضمان أن ينشأ الطفل ضمن أسرة، وأن يتمتع بقدرة مادية للإنفاق عليه، وأن يكون من أصحاب السمعة المشهود لها.

ومنذ إنشائه عام 2019، استقبل مركز "بيت الطفل" 26 طفلاً حديثي الولادة تُركوا في أماكن مختلفة، بينهم تسعة عام 2023 وحده، وفق ما يقول مدير البرامج فيصل الحمود لفرانس برس.

اظهار أخبار متعلقة



وفي مناطق سيطرة النظام السوري، أفاد المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو لفرانس برس عن تسجيل 53 طفلاً، 28 ذكراً و25 أنثى، جرى التخلي عنهم في الأشهر العشرة الأولى من 2022 في محافظات عدة.

وفي بداية 2023 أصدر رئيس النظام بشار الأسد مرسوماً لتنظيم شؤون الأطفال مجهولي النسب، تضمن تحديث هيئة سميت "بيوت لحن الحياة" مخولة قانوناً كل ما يتعلق بهؤلاء الأطفال.

ويُعد الطفل مجهول النسب، وفق المرسوم، "عربياً سورياً" ومسلماً، كما يعتبر مكان العثور عليه مكان ولادته.

ونشرت وزارة الداخلية السورية مراراً حالات عثور على أطفال بينهم طفلة عثر عليها في حديقة في حلب، وأخرى وُجدت "مرمية بين الأعشاب" في حقل قمح في حماة، وثالثة كانت ملقاة في "بئر" في حمص.
التعليقات (0)