ملتقى
الحوار
الوطني
الفلسطيني الذي عقدناه في
المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في العاصمة
اللبنانية بيروت خلال شهر أيار/ مايو الماضي، والذي شاركت فيه شخصيات وطنية
فلسطينية مهمة ذات تاريخ نضالي من خارج فلسطين وضيوف من داخل الوطن، وكذلك ممثلون
عن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والهيئات العاملة لفلسطين في الخارج، وممثلون
عن فصائل المقاومة الفلسطينية.. شكل هذا الملتقى فرصة وطنية مهمة على صعيد العمل
الوطني المشترك في الخارج لتنسيق الجهود الوطنية والخروج من المأزق الذي تعيشه
القضية الفلسطينية، سواء داخليا من خلال أزمة القيادة والتمثيل السياسي والتنسيق
الأمني مع الاحتلال وتبعات اتفاق أوسلو الكارثية، وكذلك الانقسام الفلسطيني
وانسداد الأفق أمام تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وكذلك الاستفادة
من التحولات والمتغيرات سواء في البعد الفلسطيني والمحلي والإقليمي والدولي،
واستثمار هذه المتغيرات لصالح القضية الفلسطينية والعمل لأجل فلسطين ومواجهة
الاحتلال في المحافل كافة.
عنوان الحوار
الوطني مهم في سياق الحاجة الوطنية الفلسطينية الملحّة إلى حوار فلسطيني- فلسطيني
للنهوض بالقضية الفلسطينية، والخروج من الأزمة السياسية الراهنة والاستفادة من
التحولات الجارية فلسطينيا ودوليا.
الحوار حاجة
وطنية في ظل تعاظم العمل الفلسطيني المقاوم في الداخل ضد الاحتلال، وفي ظل حكومة
إسرائيلية يمينية متطرفة تحمل لواء العدوان ضد شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة
وأراضي 48، وكذلك مواصلة الحصار الظالم ضد أهلنا في قطاع غزة.
كذلك الحوار
الوطني مهم في إطار تعزيز حضور شعبنا الفلسطيني في الخارج في المشروع الوطني
الفلسطيني، مع تطور قدرات وطاقات شعبنا في الخارج في مختلف المستويات السياسية
والشعبية والقانونية والإعلامية، وغيرها من القدرات التي لا بد أن تستثمر لصالح
القضية الفلسطينية، على الرغم من
سياسة تهميش الفلسطينيين في الخارج عن المشاركة في المشروع الوطني الفلسطيني،
والتحرك لأخذ زمام المبادرة في طرح مشاريع ومبادرات تعزز دور
فلسطينيي الخارج
المهم في القضية الفلسطينية، والتي تعبر عن رفض التهميش.
التنوع السياسي
في ملتقى الحوار الوطني في بيروت كان له أثر مهم في إثراء الحوار والنقاش بين
المشاركين، هذا الحوار الذي كان مباشرا وشفافا.
مواضيع وطنية
مختلفة طُرحت في سياق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، والذي كان من أهم مخرجاته أن
نتوافق جميعنا على الرؤية الاستراتيجية الوطنية للمرحلة المقبلة، والتي ستصدر من
خلالها مجموعة من خطط العمل الوطني الفلسطيني للمرحلة القادمة في ظل الظروف
والمستجدات التي تحدثنا عنها.
رؤية وطنية قائمة
على المقاومة ودعم شعبنا في الداخل ورفض أوسلو والتنسيق الأمني مع الاحتلال، وهي
رؤية تشكل محل إجماع وطني للمشاركين في الملتقى سواء على الصعيد الشخصي أو
المؤسساتي أو التمثيل الفصائلي، كما أن هذه الرؤية تتوافق مع تطلعات شعبنا
الفلسطيني في الداخل والخارج.
ولعل من أهم ما
تمت مناقشته في إطار ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني؛ هي الجبهة الوطنية الموحدة
للفصائل الفلسطينية، وتشديد المتحدثين على ضرورة الإسراع في بناء الجبهة الوطنية
الموحدة على أساس المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي.
وأكرر في هذا
المقال دعوتنا في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أهمية تحقيق الاصطفاف
الوطني، وإن كانت هناك محاولات وطنية لتحقيق هذا الاصطفاف قد تعثرت، لكن هذا يجب
ألا يثنينا عن مواصلة العمل لتحقيق ذلك بمشاركة كل من يتمسك بحقوق شعبنا الفلسطيني
كاملة غير منقوصة.
الحوار لا بد أن
يكون متواصلا لأهميته في تطوير العمل الوطني الفلسطيني المشترك بين الشخصيات
الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني وفصائل المقاومة، والحوار والتعاون من أدوات
النضال الوطني الفلسطيني الذي لا بد أن تتطور بحسب المتغيرات والحاجة الوطنية
الملحة.
بادرنا في
المؤتمر الشعبي في عقد هذا الملتقى لإدراكنا لأهمية التواصل بين المكونات
الفلسطينية المختلفة في الخارج والداخل، لتعزيز القضية الفلسطينية ودعم صمود شعبنا
ومواجهة العدوان الإسرائيلي.
الحوار سيتواصل
لأهميته والحاجة الضرورية لاستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة قائمة على التمسك
بحقوق شعبنا وبمقاومته، ورفض المشاريع التصفوية لحقوقنا الفلسطينية ولقضيتنا
العادلة.