تم الإعلان مطلع الأسبوع الجاري عن تأسيس
الائتلاف العالمي للأخلاق
والقيم الإنسانية تلبية "لنداء المكارم" الذي أطلقه المركز الدولي للقيم
الإنسانية والتعاون الحضاري بلندن بعد تمكنه من إنجاز دورتي ريان 2022 وفطرة 2023.
ووفق بلاغ صحفي أصدره المشرفون على "نداء مكارم
الأخلاق"،
أرسلوا نسخة منه إلى
"عربي21"، فقد استجابت أكثر من ثلاثين مؤسسة
أكاديمية وعلمية وتربوية ومدنية تمثل عشرين دولة إضافة لشخصيات بارزة مهتمة
بالأخلاق والقيم الإنسانية، لهذا النداء.
وأدار أشغال الجلسة التي تم الإعلان فيها عن تأسيس الائتلاف العالمي
للأخلاق والقيم الإنسانية، حمادي لخضر نائب رئيس المركز الدولي للقيم الإنسانية
والتعاون الحضاري، وعضو الائتلاف الذي أكد أن نداء المكارم نداء كوني قيمي إنساني
يستوعب الأفراد والأزمنة والأمكنة يروم إعادة فعالية النسق القيمي الأخلاقي بعدما
أرخت الأزمة الأخلاقية والانتكاسة القيمية بظلالها على كل مجالات الحياة.
وقدم كلمة ترحيبية بضيوف الشرف والجهات المنظمة والشريكة والإعلامية،
والمشاركين في دورة فطرة، كما أنه توجه بالشكر
الجزيل إلى من كان سببا في إطلاق وبلوة فكرة نداء المكارم منذ كان فكرة، إلى أن
صار مشروعا عالميا أثمر هذا الائتلاف العالمي للأخلاق والقيم الإنسانية، وخص
بالذكر محمد حمداوي رئيس المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري، الذي
تحدث بعد ذلك في كلمة جامعة عن كون هذا الائتلاف محطة تتويجية للبرامج التواصلية
للمركز، كما ذكر بعضا من دواعي وأبعاد هذا المشروع الأخلاقي والقيمي والإنساني
العالمي، مذكرا بالتكريم الإلهي للإنسان، وداعيا للثبات على الأخلاق والقيم
الإنسانية والدفاع عنها، مع إعادة الاعتبار للوازع الأخلاقي والقيمي، وتعزيز الفعل
التعاوني والتكافلي، والإسهام في تثمين الروابط الأخلاقية في الأسرة والمؤسسات
وصونها من الانحراف.
أعقب ذلك تلاوة البيان التأسيسي للائتلاف العالمي للأخلاق والقيم
الإنسانية من طرف لبيب فنجيرو من المركز الدولي للدراسات التربوية والعلمية بفرنسا
وعضو الائتلاف، ثم تلتها كلمة للدكتور عبد الحكيم حجوجي رئيس الائتلاف الذي عبر عن
امتنانه لأعضاء مجلس الأمناء وللجنة التحضيرية المساهمة في وضع اللبنة الأولى
لبناء صرح الائتلاف في بلورة أفكار نداء المكارم، وإعداد الوثيقة التأطيرية التي
تسيج هذا الائتلاف، كما ذكر بعض أجواء بدايات المشروع، وأكد على مبادئ ثلاثة ذات
أبعاد رحبة تحكم فلسفة هذا الائتلاف وهي قبعة الإنسانية ومبدأ العموم ثم مبدأ
الشمول، وختم بتعداد الآفاق المنتظرة من هذا الائتلاف العالمي، واقترح واجهات الاشتغال المتعددة منها: التواصل مع من يتقاسم هذا الهم،
ثم التشبيك والتأليف والتوعية..
ثم أعلن لخضر حمادي عن التحاق المفكر المغربي طه عبد الرحمن بقائمة
الموقعين على هذا الائتلاف، وتوالت بعد ذلك مداخلات جامعة وقاصدة وشهادات معبرة
لشخصيات فاعلة ومساندة لنداء المكارم مؤكدة على اعتزازها بهذا الائتلاف ومباركتها
لهذه المبادرة، ومنهم: الدكتور طارق سويدان الإعلامي والمدرب في الإدارة والقيادة،
والدكتور مويسيس ماطو من إسبانيا مؤسس تجمع اللاعنف الذي يضم عددا من الجمعيات
الإسبانية، والدكتور محمد مختار الشنقيطي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر،
والدكتور زغلول النجار المفكر وعالم الجيولوجيا، والدكتور أبو بكر محمد من الصومال
رئيس مركز المقاصد، والدكتور عبد الكريم بكار الكاتب والمفكر الإسلامي، والفنان يحيى حوى من كندا، والدكتور بدر الدين
زواقة أستاذ فلسفة الإعلام بجامعة باتنة بالجزائر، والدكتورة فاطمة عبد الله عزام
المهتمة بقضايا الأسرة والمرأة، والدكتور نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية
الأسبق بتونس والأستاذ بجامعة الزيتونة، والدكتورة نورة بولحناش أستاذة فلسفة
الأخلاق بجامعة قسنطينة بالجزائر، والأستاذة جميلة الشملالي الناشطة المجتمعية
بتونس.
وأجمع هؤلاء على أن نداء المكارم يجسد نقطة انعطاف مهمة في وقت تشهد
فيه الإنسانية أزمة أخلاقية حقيقية، داعين لإنجاح صرح القيم الإنسانية والنهضة
الأخلاقية باستحضار المشترك الإنساني، ودعوة فضلاء العالم للاستجابة لهذا النداء
الصادق.
إقرأ أيضا: المركز الدولي للقيم الإنسانية بلندن يستعد لإطلاق دورته الثانية من "نداء المكارم"