علّق الملياردير الأمريكي ومالك منصة "تويتر" إيلون ماسك على
الاحتجاجات الليلية المستمرة في
فرنسا منذ مقتل الشاب نائل، صباح الثلاثاء، برصاص الشرطة من مسافة قريبة في نقطة تفتيش مرورية بالعاصمة باريس.
وعلّق ماسك، عبر "تويتر"، على مقطع فيديو يظهر أشخاصا ملثمين بصدد إطلاق النار في الهواء، قائلا: "من أين يحصلون على كل الأسلحة؟ الملكية الشخصية للأسلحة في أوروبا محدودة للغاية، لكنها لا تزال موجودة. لذلك، من المرجح أن تكون معظم هذه الأسلحة مسروقة أو مستوردة بشكل غير قانوني إلى الأراضي الفرنسية".
وفي تغريدة أخرى، شارك إيلون ماسك مقطع فيديو لحافلة تجاوزت بسرعة جنونية حاجزا أقامه محتجون، حيث أشعلوا النيران، فيما قال الملياردير الأمريكي مازحا: "اعتقدت أن الفيديو من لعبة جي تي آي (GTA)".
واندلعت أعمال الشغب في جميع أنحاء فرنسا، بعد أن أطلق ضباط الشرطة النار وقتلوا مراهقا يبلغ من العمر 17 عاما ذا أصول جزائرية في ضاحية نانتير بباريس صباح الثلاثاء، قائلين إنه رفض الامتثال لمتطلبات ضباط إنفاذ القانون، وعلى إثرها، استمرت الاضطرابات عدة أيام، حيث أضرم المتظاهرون النار في المباني الإدارية ونهبوا المتاجر.
وسجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعا نسبيا ليل السبت الأحد، على الرغم من أحداث متفرقة وتوقيف المئات، فيما تم اقتحام منزل رئيس بلدية بسيارة.
وفي مؤشر إلى مدى خطورة الأزمة التي تمر بها البلاد، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تقييماً للوضع سيتم مساء الأحد، بحضور الرئيس إيمانويل
ماكرون.
وصباح الأحد، قال رئيس بلدية لاي-لي-روز جنوب باريس فنسان جانبران، إن "مشاغبين" اقتحموا فجرا منزله بسيارة في أثناء تواجد زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.
وأوضح على تويتر أن ما جرى "محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف"، بينما كان هو موجودا في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.
ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، استنكرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الأحد "وقائع لا يمكن التسامح معها".
كما أعلنت وزارة الداخلية استهداف 10 مراكز شرطة و10 ثكنات للدرك وستة مراكز شرطة ليل السبت إلى الأحد. وتم توقيف 719 شخصا في البلاد بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها كأسلحة أو مقذوفات.
وفي الليلة الماضية، تخطى عدد الموقوفين 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.
ويواجه القضاء الفرنسي سيلا من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصا يشتبه بأنهم من مثيري الشغب، ما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.
وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان، مساء السبت، في تغريدة: "ليلة أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن".
وأكدت وزارة الداخلية صباح الأحد إصابة 45 عنصرا من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.
وعمدت الوزارة لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم سبعة آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية لأعمال شغب ونهب وتخريب.
وتمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.
وفي العاصمة، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة.
وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة، في حين عمدت متاجر عديدة إلى حماية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب؛ خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
وسعيا لضبط أعمال العنف، فرضت السلطات المحلية في العديد من البلدات حظر تجول في المساء، وأوقفت حركة النقل العام اعتبارا من الساعة 21:00 (19:00 ت. غ.).
وقضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس.
ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاما تهمة القتل العمد. وأثار مقتل الشاب صدمة في فرنسا، وصل صداها إلى الجزائر التي تتحدر منها عائلته.
وشارك المئات في مراسم تشييع الشاب السبت من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في نانتير، علما أن العائلة طلبت عدم حضور الصحفيين لتغطية مراسم الوداع.
اظهار أخبار متعلقة
وفي ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ الأحد وتستمر يومين، بعدما اختصر أيضا مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصا أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للرجبي، ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024. ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول.
وقامت دول عدة بتحديث نصائح السفر لرعاياها إلى فرنسا، ودعتهم إلى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب.