أعلنت وزارة التربية والتعليم في
فلسطين المحتلة، نتائج امتحان
الثانوية العامة "توجيهي 2023" دورة الراحل د. محمد عواد، وعمت فرحة كبيرة الشوارع والبيوت في المناطق والمدن الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت الوزارة، أن "الأسرة التربوية تواصل حضورها الراقي الباقي شاهدا على الوفاء، في فلسطين التي تستحق دوما أن نواصل العطاء من أجلها".
وأعلنت الوزارة، أن
الاحتلال حرم ستة طلبة من نتائج الثانوية العامة، أحدهم الطالب الشهيد مجدي عرعراوي، من مدرسة جنين الصناعية الذي تقدم للامتحان، لكنه رحل في العدوان الأخير.
والشهداء هم: الطالب محمود السعدي (18عاما) من سكان جنين، والطالب وديع عزيز أبو رموز من بلدة سلوان بالقدس المحتلة، والطالب أسامة محمود عدوي (18عاما) من مخيم العروب شمال الخليل..
إضافة إلى الطالب الشهيد محمد ماهر تركمان (غوادرة) من الأغوار، والطالب أحمد محمد حسين دراغمة، والطب مجدي عرعراوي (18 عاما) الذي استشهد برصاص قناصة الاحتلال أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على جنين مخيمه، ليرتقي قبل معرفة نتيجة اختباراته في الثانوية العامة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي مشهد أليم، قامت عائلة الشهيد عرعراوي، بزيارة قبره، ووضع الزهور، بالتزامن مع إعلان نتائج الثانوية العامة.
ونوهت وزارة التربية والتعليم، إلى أن نجاح العام الدراسي يأتي "تتويجا لجهد نوعي بذله معلمونا وأفراد الأسرة التربوية وطاقم الإدارة العامة للامتحانات في شطريْ الوطن على مدار العام".
وأشارت إلى وجود 17 طالبا ما زالوا أسرى في معتقلات الاحتلال ممن كان يفترض أن يتقدموا للامتحان هذا العام.
وأكدت أن "العام الدراسي مر هذا العام بظروف استثنائية، لكننا حرصنا على عقد الامتحان في موعده؛ التزاما بواجبنا تجاه الطلبة. وتخلل الامتحان اقتحام الاحتلال لمدننا ومخيماتنا وقرانا، وبهمّة الجميع، وبإصرار طواقمنا، تجاوزنا كل صعب".
وبشغف وفرحة كبيرة، استقبلت العائلات الفلسطينية إعلان نتائج الثانوية العامة، وسط احتفالات وتوزيع للحلوى، بحسب متابعة "عربي21".
وأفادت وزارة التربية والتعليم، بأن عدد الطلبة المشتركين في امتحان شهادة الدراسة الثانوية لهذا العام بلغ 87,826 طالبا وطالبة في المحافظات الشمالية والجنوبية موزعين على النحو الآتي: الفرع العلمي 24,540، والفرع الأدبي 54,641، وفرع الريادة والأعمال 3,917، والفرع الشرعي 1,242، والفروع المهنية 3,486 طالبا.
وفي تعليقه على نجاح العام الدراسي رغم تصاعد معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال والحصار، أكد وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بصري صالح، أن "ما تم هذا العام هو إنجاز مستحق، وهو تأكيد على تفوق أبناء الشعب الفلسطيني رغم الظروف الصعبة، وهو تأكيد على قدرتهم على تجاوز الظروف الصعبة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تصريح خاص لـ"
عربي21": "هذا النجاح والتفوق رغم الظروف القاسية التي مر بها طلابنا وسنوات المعاناة خاصة مع وجود الاحتلال، كل هذا يؤكد أن شعبنا حي، شعب يستطيع أن يقدم المعجزات".
ونبه صالح، إلى أهمية أن "يفكر جميع الطلاب في رحلتهم المستقبلية، لأن ما قدموه هو خطوة وبداية لرحلة تتطلب منهم المزيد من العزم والإصرار، رحلة تتطلب التفكير جيدا في التخصص الذي يرغبون في دراسته، من أجل المساهمة في خدمة مجتمعهم بالشكل الملائم"، مشددا على أهمية التوجه إلى التخصصات التقنية وعلوم الحاسوب.
وعن استمرار تحقيق أبناء الشعب الفلسطيني لهذه النجاحات في ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال في الضفة غزة، قال: "أولا، هذا ليس جديدا على شعبنا، فالاحتلال يمارس كل ما لديه من سنوات عديدة ومن عقود سابقة، من عدوان مستمر على أبناء وبنات الشعب الفلسطيني وعائلاتهم وعلى مدنهم وقراهم ومخيماتهم، وبالتالي، فإن موضوع التحدي والإصرار، أصبح أحد جينات الشعب الفلسطيني".
ولفت وكيل الوزارة، إلى أن "هذه النتائج، تؤكد هذا التحدي لدى الطلبة وأولياء أمورهم، وأيضا لدى المعلمين والمعلمات، وهذا أمر مستمر ولا يتوقف"، مضيفا أن "هذه رسالة شعبنا إلى العالم؛ أن الشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة، وهو مظلوم ويجب على العالم أن يقف بجانبه لإنهاء هذه المهزلة، وهذا التغول من قبل آخر احتلال على وجه الكره الأرضية، وهذا نداء لكل من له علاقة بالأمر على مستوى العالم، أن يكفي احتلال يكفي، هذا شعب يستحق الحياة".
وبين أن "الشعب الفلسطيني هو جزء من مسيرة التطور والإنجاز، ليس فقط في مجتمعنا، بل أيضا على المستوى الإقليمي والدولي، وأبناء شعبنا يقدمون نموذجا واضحا في هذا الموضوع عندما يلتحقون بجامعات العالم، رغم المعاناة والاعتقالات وانتهاكات الاحتلال ومحاولته تدمير مدارسهم واعتقال معلميهم، لكنهم يحصلون على أحسن الدرجات في الجامعات العالمية وأعلى الشهادات وينافسون على مستوى العالم".