نشرت
صحيفة "الأوبزرفر" مقالا للكاتب كنعان مالك، تحدث فيه عن مساعي
السعودية لتشكيل
الرياضة العالمية، من خلال القيام بـ"غسيل رياضي غير مسبوق"،
معتبرا أن الرياض ليست بحاجة إلى المال الذي ينفق على الرياضة الحديثة، لكنها "تتوق
إلى المجد".
وعلق
المقال على صفقة انتقال القائد السابق لنادي ليفربول الإنكليزي، جوردان هندرسون،
إلى نادي الاتفاق السعودي، مشيرا إلى أن اللاعب لطالما عبر عن دعمه لحقوق
المثليين، بينما هو الآن على وشك الانتقال للعب في بلد يتم فيه قطع رؤوس رجال
لأنهم مثليون، ما أثار استياء العديد من معجبيه.
وأضاف:
"ما لا شك فيه أن قرار هندرسون أصبح أسهل مع تقاضيه أجرا أسبوعيا قدره 700
ألف جنيه إسترليني. لكنه أدى إلى إدانة من قبل منظمات المثليين واستنكار
نفاقه".
اظهار أخبار متعلقة
ورأى
أن صفقة انتقال هندرسون تثير أسئلة جديدة حول العلاقة بين الرياضة والسياسة،
مشيرا إلى أن "الرياض على مدى العقد الماضي، شرعت بوعي في استخدام الرياضة
والثقافة كوسيلة لتأكيد قوتها الناعمة، للخروج من وضعها المنبوذ، واكتساب الاعتراف
على المسرح العالمي".
وبين
أن هذه الاستراتيجية تعدّ جزءا أساسيا من "رؤية 2030"، التي وضعها ولي
العهد والحاكم الفعلي للملكة محمد بن سلمان، لتنويع الاقتصاد، وتحديث الأمة بعيدا
عن اعتماد السعودية على النفط والغاز.
وقلل
الكاتب من أهمية السياسات الاجتماعية التحررية لولي العهد، رغم حصولها على إشادة العديد
من المعلقين الغربيين، معتبرا أن خطوات
ابن سلمان "تبقى إصلاحات اجتماعية
طفيفة مدعومة بالاستبداد السياسي المستمر وسحق أي معارضة".
اظهار أخبار متعلقة
وذكّر
الكاتب بجريمة قتل الصحفي السعودي المعارض، جمال
خاشقجي، والحرب التي تشنها
المملكة في اليمن منذ نحو عقد من الزمان.
وأضاف:
"كل هذا يجعل الغسيل الرياضي ضرورة للرياض. توفر الرياضة لغة عالمية. وفي
عالم الرياضة اليوم هي لغة يتحدث فيها المال بصوت عال جدا. من الملاكمة إلى كرة
القدم إلى سباق السيارات إلى الغولف، سمحت الثروات السعودية للأمة بالتسلل إلى
ساحات عالمية جديدة".
وحذر
من أن "هناك تاريخا طويلا شهد استخدام الدول الاستبدادية والديمقراطيات
الليبرالية الرياضة كوسيلة لتأكيد السلطة وتشكيل النقاش السياسي"، مضيفا: "ومع
ذلك، فإن الغسيل الرياضي في السعودية غير مسبوق".
ولفت
إلى أن "الرياض لا تستخدم حدثا معينا، كما فعلت جارتها قطر بكأس العالم 2022،
في محاولة لتلميع صورتها"، وإنما تسعى إلى أن تصبح مركزا لصناعة الرياضة
العالمية، وبالتالي تشكيل الرياضة العالمية.