ذرف عشرات الحضور الدموع خلال العرض الأول لفيلم وثائقي عن
مجزرة رابعة في
مصر، وهو الفيلم الذي عرضته منظمة "إيجيبت ووتش" في لندن مساء الخميس، بالتزامن مع ذكرى مرور عشر سنوات على المجزرة، التي قضى فيها مئات المصريين الذين كانوا يحتجون في اعتصام سلمي بالقاهرة على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المدني المنتخب محمد مرسي.
واصطف العشرات في طابور طويل أمام المسرح التابع للأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)، من أجل حضور الفيلم الوثائقي الذي حمل اسم "ذكريات من مجزرة رابعة"، وتضمن عدداً من الشهادات التي تُنشر لأول مرة، من بينها لقاء مع والدة أسماء البلتاجي، التي تم قنصها برصاص الجيش المصري عندما كانت تقدم المساعدات الطبية للجرحى والمصابين خلال عملية فض الاعتصام، كما تضمن الفيلم مقابلة مع صديقتها التي شهدت مقتلها.
اقرأ أيضا: في "عشرية 3 يوليو 2013".. كيف مكّن الفن والإعلام لانقلاب السيسي؟
وتضمن الفيلم الذي حضرته "عربي21" العديد من المشاهد المروعة للمجزرة، إضافة إلى جملة من المقابلات والشهادات، بما فيها تعليقات من حقوقيين ومختصين ومراقبين وسياسيين، بمن فيهم النائب في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم كريسبن بلانت، الذي كان حاضراً في العرض الأول للفيلم، وشارك في الندوة الحوارية التي أعقبت الفيلم، حيث أعرب عن شعوره بالأسف من انهيار التحول الديمقراطي في مصر عبر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب، وما تلا ذلك الانقلاب من قمع وحشي كبير.
وقبل بدء العرض الأول لفيلم "ذكريات من مجزرة رابعة"، ألقى رئيس التحرير في "إيجبت ووتش" الإعلامي المصري أسامة جاويش كلمة مقتضبة، رحب فيها بالحضور، وأعلمهم بأنه شاهد شخصياً عملية فض الاعتصام، ورأى بعينه الشباب وهم يتساقطون برصاص الجيش المصري، واستخدام العنف المفرط ضد المحتجين السلميين.
وأضاف جاويش متحدثاً للجمهور قبل دقائق من بدء عرض الفيلم: "أنا أتذكر عشرات الآلاف من المصريين الذين كانوا يحتجون بشكل سلمي في ميدان رابعة بالقاهرة، كانوا يطالبون بالديمقراطية فقط، وينددون بالانقلاب العسكري. المحتجون كانوا يمارسون حقهم في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي، لكن هذا الاحتجاج السلمي قوبل بالعنف، حيث تم قتل أكثر من 800 شخص من المحتجين، بحسب ما أكد تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش".
وتابع جاويش: "أستطيع القول إن مجزرة رابعة كانت علامة على نهاية الربيع العربي، وتركت الكثير من الأثر على الشعب في مصر والمنطقة، واليوم نحن هنا معا، ليس فقط لنتذكر المجزرة، وإنما أيضاً لإعادة التأكيد على التزامنا بالعدالة وحقوق الإنسان، بما فيها حق الناس في التعبير عن آرائهم دون أن يواجهوا العنف أو التجريم".
وفي أعقاب الفيلم، انعقدت حلقة حوارية موسعة، شارك فيها كل من النائب في البرلمان البريطاني كريسبن بلانت، والكاتب الصحافي المعروف بيتر أوبورن، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة "لونغ آيلاند" الدكتورة داليا فهمي، إضافة إلى الباحث في منظمة "هيومان رايتس ووتش" عمرو مجدي، والصحفي في موقع "ميدل إيست آي" خالد شلبي، وهو صحفي مصري قال إنه كان شاهداً بعينه على المجزرة في العام 2013.
يشار إلى أن الأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون (BAFTA)، التي تبنت عرض الفيلم بالتعاون مع "إيجبت ووتش"، هي واحدة من أهم أكاديميات الأفلام في العالم، وتقدم إحدى أهم وأبرز الجوائز العالمية للأفلام، المعروفة باسم "جائزة بافتا"، وهي جائزة سنوية تهدف لتكريم أفضل المساهمات في مجال السينما على مستوى العالم.