إلى أين تمضي الحرب في السودان؟.. تقترب من 4 آلاف قتيل

تدخل الحرب في السودان شهرها الرابع بعد أيام، مع وصول عدد القتلى إلى 3900 بحسب إحصائيات غير رسمية.

وقال الخبير العسكري، محمد عبد الكريم إن "الحرب في السودان امتدت لزمن أطول مما كان متوقعا لها بل أكثر من الزمن الذي قدّره من خطّطوا لها، لم يكن أحد يتوقّع أن تستمرّ لأكثر من أسبوعين في أسوأ أحوالها". 

وأضاف المتحدث في تصريح صحافي، أن الجيش كان يظنّ أن "الحسم سيتمّ في وقت وجيز على اعتبار أنه يعرف تفاصيل تسليح قوات الدعم السريع وأن لديه ضباطا منتدبين للعمل في الدعم السريع" مشيرا إلى أن "هذه حرب بطبيعتها تفترض الاعتماد بشكل أساسي على قوات المشاة بما أنها حرب داخل مدينة".

وأردف: "منذ سنوات طويلة لم يَعُد مهتما بسلاح المشاة الحاسم في مثل هذه المواجهات، إذ اعتمد خلال الحرب في جنوب السودان على متطوعي الدفاع الشعبي. وبعد انتهاء حرب الجنوب وبداية القتال في إقليم دارفور، استعان الجيش بحرس الحدود، وهي قوات من القبائل العربية لا من الجيش النظامي، وبعد ذلك بالدعم السريع".

وفي السياق نفسه، أوضح ضابط سابق في الجيش السوداني، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن قيادة الدعم السريع "أعدّت خطوط إمدادها ولذلك كانت أولوياتها السيطرة على مداخل العاصمة".

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف أن "الجيش اختار حماية قواعده الأساسية، غير أن قوات الدعم السريع كسبت أرضا في الأحياء السكنية التي كانت أقامت مقارا فيها وأصبحت منذ بداية الحرب تسيطر على العديد من المنازل والمستشفيات والمؤسسات وبنى تحتية أخرى".

من جهته، يرى الباحث، أليكس دو وال، أن "قوات الدعم السريع أثارت شكوكا في الطريقة التي يقدّم بها الجيش نفسه باعتباره ممسكا بالسلطة، عندما فاجأته بانتشارها في الخرطوم. وبدا البرهان مسيطرا على الوضع بعد الانقلاب الذي نفّذه في العام 2021 بمساندة نائبه آنذاك محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي".

وتابع المصدر نفسه، "غير أن ما كسبه الدعم السريع عسكريا، خسر مقابله سياسيا، إذ إن قواته فقدت بشكل نهائي تعاطف الشارع بسبب الفظاعات التي ارتكبتها من إعدامات بدون محاكمة واغتصاب ونهب"، مؤكدا أن "الفريق أول كسب سياسيا، ولكن فقط بسبب الرفض الشعبي لخصومه، حيث أن الرجل ليس شخصية سياسية ولا يمتلك كاريزما".

اظهار أخبار متعلقة

تجدر الإشارة إلى أن قوات الدعم تسيطر على المدخل الغربي للخرطوم الرابط بين العاصمة وولايتي دارفور وكردفان عند الحدود الغربية لأم درمان (ضاحية الخرطوم). وكذلك على الطريق الرابط بين العاصمة وولايات الوسط وشرق السودان. 

وتشير بعض التقديرات إلى أن تعداد قوات الدعم السريع يبلغ الآن 120 ألفا، في حين كان في بداية الحرب 60 ألفا، فيما تتوسّع الحرب يوميا إلى مدن جديدة في ظل انسداد أفق الحل السياسي.