صادق العاهل الأردني عبد الله الثاني، السبت، على قانون
الجرائم الإلكترونية المثير للجدل.
وكان القانون مر بمراحله الدستورية، حيث وافق عليه مجلس
النواب مع إجراء بعض التعديلات، ثم رفع لمجلس الأعيان (الغرفة الثانية في البرلمان
الأردني) ليجري عليه بعض التعديلات، حيث أعيد مرة أخرى ليوافق النواب على تعديلات
الأعيان، ومن ثم أعيد للأعيان ليصادقوا عليه ويرفعوه إلى الملك.
ومع مصادقة الملك على القانون، سيتم نشره في الجريدة
الرسمية، ويعتبر نافذا بعد مرور شهر على نشره. وبهذا تكون آمال المعارضين الذي
علقوا آمالا على رد الملك القانون قد انتهت.
وكانت 14 منظمة
حقوقية عالمية دعت الملك الأردني، مطلع آب/ أغسطس، إلى عدم المصادقة على القانون.
وقالت المنظمات
الحقوقية، وعلى رأسها "هيومن رايتس ووتش"، إن "العديد من مواد القانون
تسمح بالتوقيف غير العادل وغير الضروري قبل المحاكمة، وذلك لا يوفر أيّ ضمانات للمتضررين،
ويُعدّ انتهاكاً للمادة التاسعة من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والتي تنصّ
على أنّه، "لكل شخص كان ضحية توقيف أو اعتقال غير قانوني حق في الحصول على تعويض"".
ويتألف القانون
من 41 مادة، إلا أن المواد 15 و16 و17 كانت الأكثر جدلا؛ لما احتوته من "عقوبات
مشددة" تتعلق باستخدام الفضاء الإلكتروني.
وتفرض المادة
15 من مشروع القانون "عقوبات بالحبس والغرامة على أفعال عدة، منها إرسال أو إعادة
إرسال أو نشر الأخبار الكاذبة قصدا، أو قدح أو ذم أو تحقير أي شخص عبر الشبكة المعلوماتية
أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي".
اظهار أخبار متعلقة
وتنص عقوبة المادة
15 بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر، وبغرامة تتراوح بين 5 آلاف و20 ألف دينار (نحو 7 آلاف
ـ 28 ألف دولار) عقب تخفيضها من 40 ألف دينار (نحو 56 ألف دولار).
وعبرت
المنظمات الـ 14 في رسالة بعثت فيها للملك عبد الله الثاني عن مخاوفها "الجدية"
حيال مشروع قانون الجرائم الإلكترونية، و"محاولة تمريره على عجل بصيغة تهدّد
حريات
المستخدمين بشكل خطير".
وأشارت
الرسالة إلى أن القانون "يمنح سلطة غير مقيدة للمدعي العام والسلطة التنفيذية بحجب
منصات تواصل اجتماعي، وإصدار أوامر للتحكم بمحتواها من دون الحاجة لقرار قضائي، ما
يحدّ من الحق في الوصول إلى شبكة الإنترنت في الأردن".
وذكرت
المنظمات الملك الأردني بمشاركته في "نداء كرايستشيرش" لاستئصال محتوى الإرهاب
والتطرف العنيف من شبكة الإنترنت، والذي ينصّ على التزام الدول الموقعة بـ"احترام
وتعزيز حقوق الإنسان وضمان إنترنت حر ومفتوح وآمن". مضيفة أن إقرار القانون
"سيؤثّر على النظرة الإيجابية العالمية التي حظي بها الأردن من جرّاء مشاركته
هذه".
ولقي القانون
معارضة واسعة في الشارع الأردني، تمثلت في جبهة عريضة من أحزاب ونقابات ومؤسسات
مجتمع مدني وجمعيات حقوقية وكتاب صحفيين وشخصيات عامة، وأدارت المعارضة فعاليات
عامة للضغط لعدم إقرار القانون.