تشن القوات الصهيونية وقطعان المستوطنين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا شرسة ضد الفلسطينيين في
الضفة الغربية، لكن دون إعلان رسمي.
أكثر من 215 شهيدا و2800 جريح في الضفة الغربية، واستباحة للمخيمات وتدمير للبيوت، واضطرار أكثر من 1000 فلسطيني لترك أراضيهم والنزوح إلى القرى القريبة من المدن.
ما يحدث في الضفة هو حرب ضد الوجود الفلسطيني، وهي لا تقل خطورة عن الحرب التي يشنها الكيان في
غزة، وقد ازدادت في الآونة الأخيرة الدعوات لطرد الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، تحت سمع وبصر ورعاية الاحتلال الصهيوني.
حتى هذه اللحظة، تتعامل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية مع ما يجري بكل برودة أعصاب وكأن "العرس عند الجيران"، وهناك من يسوق أن العمليات الصهيونية هي ضد المقاومين فقط، تماما كما يسوق الكيان حربه الهجمية على غزة أنها حرب ضد حماس.
المستوطنون الذين يتحركون تحت حماية القوات الصهيونية ووسعوا من عدوانهم على المزارعين والرعاة الفلسطينيين، كما وسعوا عدوانهم على القرى الفلسطينية المتاخمة للمستوطنات، يسعون للاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، كما يسعون لطرد وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين.
ما يحدث في الضفة خطير جدا، وانعكاساته على الأردن تفوق انعكاسات الحرب على غزة عليه، واضطرار أكثر من ألف فلسطيني مغادرة أراضيهم ناقوس خطر، وإذا لم نتصد بكل حزم لهذه المخططات، فإن العواقب ستكون وخيمة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وعلى الأردن وأمنه القومي.
(السبيل الأردنية)