قضايا وآراء

المستقبل للطائفة المنصورة في غزة (1-2)

أشرف دوابة
تغير في الرأي العام العالمي تجاه "إسرائيل"- وفا
تغير في الرأي العام العالمي تجاه "إسرائيل"- وفا
ما زالت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن مستقبل غزة بعد حلمه بالقضاء على المقاومة محل إثارة، لا سيما في ظل ما صرح به عضو مجلس الحرب الصهيوني بيني غانتس من أن دولا عربية "معتدلة" أبدت استعدادها للمشاركة في إعمار غزة، بعد القضاء على المقاومة.

وهذه التصريحات تنمّ عن جهل فاضح بطبيعة المعركة التي عجز الصهاينة فيها عن مواجهة المقاومة على الأرض، وجعلوا كل همهم الانتقام من المواطنين العزل في بيوتهم ومواطن إيوائهم. كما تكشف عن صهاينة العرب الذين تعالت أصواتهم واتسعت أحضانهم للكيان الصهيوني، وضاقوا ذرعا بكل ما هو فلسطيني وإن كانوا يتسمون بأسمائنا ويتكلمون بلغتنا ويعيشون بيننا.

إن ما يدور على أرض غرة كشف عن زيف أسطورة الجيش الصهيوني، وجعل استشراف مستقبل النهاية للكيان الصهيوني ليس ببعيد. فقد تأكد للجيش الإسرائيلي وللإسرائيليين على حد سواء أن حروبهم مع الفلسطينيين لم تعد نزهة كتلك التي هُزمت فيها جيوش عربية فاقت ثلاث مرات الجيش الإسرائيلي كما حدث في عام 1967م، ولكنها مقاومة وثبات وردع وتطوير نوعي مبدع في المواجهة والسلاح، ستنتهي حتما بهروب المحتل من أرض المعركة لشدة ما يواجه من مقاومة، وستكون نهاية المطاف فشله الذريع في تحقيق أهدافه.

إننا نعيش مرحلة عصيبة من مراحل أمتنا هي أشد المراحل ظلمة؛ من تآمر عالمي، بل وعربي لتهويد القدس، والقضاء على ما تبقى من قضية فلسطين، ولكنها الظلمة التي تسبق الفجر، فجيل النصر يفرض نفسه على أرض غزة بوضوح، والمبشرات بزوال الكيان الصهيوني يؤيدها الشرع والعقل والمنطق، فقد غير العدوان على غزة رؤية الرأي الشعبي العالمي لا سيما الأمريكي والأوروبي بتلك القضية العادلة، وحتما بعدها ستنشغل الولايات المتحدة بنفسها وبمشاكلها الداخلية قبل الاهتمام بهذا الكيان.

وفي العام 2002م أظهرت دراسة روسية من إعداد مركز الدراسات الاستراتيجية والتقنية الروسي المستقل في موسكو؛ أن المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين سيواجه الانهيار خلال عشرين عاما، وأن إسرائيل ستزول عن الخارطة السياسية للشرق الأوسط خلال هذه المدة لرفض العرب لها ولاعتمادها على القوة العسكرية فحسب.

وأشارت الدراسة إلى إن العالم سيكون شاهدا في غضون الأعوام العشرين القادمة على زوال إسرائيل، وأن هذا الكيان سيشهد المصير نفسه الذي انتهت إليه الممالك الصليبية التي أقامها الصليبيون إبان احتلالهم لفلسطين. وأعادت الدراسة إلى الأذهان الممالك الصليبية التي قامت في بلاد الشام وفي فلسطين تحديدا، وذكرت أن استمرار تلك الممالك كان مرهونا برغبة أوروبا في الحفاظ على مشروعها الاستعماري وإمداد هذا المشروع بالإمدادات البشرية والمادية، وأن تلك الممالك انهارت مع فقدان أوروبا الاهتمام بها وانشغالها بشؤونها الداخلية.

وأشارت تقارير قبل سنوات إلى أن اليهود ينزحون إلى بلادهم الأصلية التي أتَوا منها إلى إسرائيل بنسبة كبيرة، وأن هناك انخفاضا في معدلات المواليد الإسرائيلية مقابل زيادة سكان فلسطين، وأنّه يوجد 500 ألف إسرائيلي يحملون جوازات سفر أمريكية، وأنّ الإسرائيليين الذين لا يحملون جوازات أمريكية أو أوروبية في طريقهم إلى استخراجها، والبديل سيكون دولة متعدّدة العرقيّات والديانات، وستُطفأ فكرة الدولة القائمة على أساس النّقاء اليهودي، التي لم يستطع قادة إسرائيل تحقيقها حتى الآن.

وفي هذا الإطار صرح الخبير الأمريكي في القانون الدولي فرانكين لامب، في مقابلة مع تلفزيون برس (PRESS) إنّ ذلك بسبب ما يدركونه من مصير ينتظرهم، وكأنّه كلام مكتوب على الحائط وواضح يقرأونه بعيونهم. وأضاف أنّ الأمريكيين لن يسيروا بعكس التاريخ ويستمرّوا في دعمهم التّمييز العنصريّ. وأشار لامب إلى أنّ تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين، وبالذات في قطاع غزة، سوف يُفضى إلى تحوّل في الرأي العام الامريكي عن دعم إسرائيل خلافا للسنوات الماضية.

كما ذكر أفراهام بورغ، السياسي الإسرائيلي المخضرم ورئيس الكنيست سابقا، أن إسرائيل بنبذها للديمقراطية وتمسكها بعقلية "الغيتو" وإهدارها للقيم الإنسانية، إنما تأخذ بأسباب الانهيار وتعجل بالنهاية. فهو يرى أن "إسرائيل غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله في ذاته"، كما أنه يفخر بأنه يحمل جواز سفر فرنسيا اكتسبه لزواجه من امرأة فرنسية المولد، وحين سئل إن كان يوصي الإسرائيليين بالحصول على جواز ثان، قال إن كل من يستطيع عليه أن يفعل ذلك، لأن وقت الهروب قادم لا محالة.

twitter.com/drdawaba
التعليقات (0)