أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ
علي القره داغي، أهمية دور الاتحاد في دعم القضية
الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع
غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي وحرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال القره داغي في حديث خاص لـ"عربي21"، الأحد، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي يُقام لمدة يومين في مدينة إسطنبول التركية، إن "دور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤثر وفعال، والدليل على ذلك أن أول ما قمنا به بعدما نلت ثقة علماء الأمة، هو عقد مؤتمر حول غزة جمع سلسلة من العلماء والبرلمانيين والحقوقيين، وتمخض عن إعلان الدوحة للتحالف الإنساني".
وأضاف: "سنظل بكل قوتنا وبكل ما نملك داعمين لهذه القضية العادلة، قضية فلسطين والقدس، كما سنواصل الوقوف مع إخواننا في قطاع غزة".
وحول المطالب بتحرك وفد من اتحاد العالمي لعلماء المسلمين نحو معبر رفح الحدودي لكسر الحصار عن قطاع غزة، لفت الشيخ علي القره داغي إلى أن "الاتحاد طلب من مصر العزيزة ومن فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب أن يقودهم إلى رفح ومن رفح إلى غزة"، مردفا بالقول: "هذه رسالة أرسلتها باسم الاتحاد قبل أكثر من شهر، وحين ذكر بعض الإخوة أن العلماء يجب عليهم أن يذهبوا، قلت أنا أول واحد يسجل للذهاب، ليس إلى رفح وإنما إلى غزة".
اظهار أخبار متعلقة
كما تطرق القره داغي، خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى نضال الشعب الفلسطيني وصموده أمام آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية رغم مرور 100 يوم على العدوان، قائلا: "صمود إخواننا وأبطالنا في غزة دون أي دعم مالي أو عسكري أو غذائي أو طبي أشبه بالمعجزة، ليس هناك جيش في العالم يستطيع أن يدخل في حرب دون أن يدعم من الخارج".
وأضاف: "الجيش الصهيوني رغم قوته لم يستطع أن يصمد، إنما يُدعم من قبل الغرب وأقطاب الشر".
وتابع: "لذلك رسالتي إلى إخواني في قطاع غزة هي رسالة اعتزاز بصبرهم، ورسالتي للعالم الإسلامي وإلى الأحرار حول العالم وجوب الوقوف مع أهلنا في فلسطين".
وفي كلمته العامة خلال افتتاحية المؤتمر الدولي لنصرة غزة ودعم
المقاومة، بمدينة إسطنبول، تحت شعار "الحرية لفلسطين"، أشاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "بالمقاومة وما حققته من إعداد وإثخان في العدو"، مشيرا إلى أن "أداء المقاومة أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الإعلامية والسياسية، وكان له آثار جليلة في مختلف المجالات.
وأكد الشيخ القره داغي أن "خذلان غزة هو خذلان لله تعالى ورسوله".
وشدد القره داغي على ضرورة العمل في الجانب الدولي للضغط على الحكومات لدفعها باتجاه تبني موقف من أجل حماية غزة"، موجها تحية "لجنوب أفريقيا بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر"، عبر رفع دعوى قضائية ضد دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وقال: "كم كنت أتمنى أن تقف مع
جنوب أفريقيا دولنا الإسلامية البالغ عددها 57 دولة". وأضاف: يجب أن ندعو هذه الدول لدعم جنوب أفريقيا في موقفها المشرف.
وتطرق الشيخ علي القره داغي إلى مساعي الاتحاد لدعم أهالي قطاع غزة منذ الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي، لافتا إلى أن المنظمة الإسلامية "وجهت رسائل إلى بعض الدول الكبيرة في العالم الإسلامي للدعوة إلى إنشاء حلف دولي إنساني لدعم أهالي قطاع غزة".
وأشار إلى أن "هناك أكثر من 100 دولة مستعدة للمشاركة في هذا الحلف الإنساني، لكنها تحتاج إلى دولة تدعوها إلى قمة إنسانية عربية إسلامية تجمع كل من يقف ضد الظلم والطغيان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، ليتمخض عنها هذا التحالف الإنساني".
اظهار أخبار متعلقة
وعلى الصعيد الإغاثي، أوضح القره داغي أنهم أعلنوا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، استعدادهم لتجهيز 50 سفينة إغاثية كبيرة، بشرط أن تحميها الدول المطلة على بحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن هناك دولا أضافت عليها 50 سفينة أخرى على شرط الحماية ذاته، معربا عن "أمله في أن تجد الدعوة آذانا صاغية".
ولليوم الـ100 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى نحو 24 ألف شهيد، أكثر من 70 بالمئة منهم نساء وأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ60 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن تدمير 70 بالمئة من الأبنية والبنية التحتية.