وزير الزراعة اللبناني: خسرنا مليارات الدولارات جراء العدوان الإسرائيلي
بيروت- عربي2113-Feb-2404:33 PM
0
شارك
عباس الحاج حسن كشف أنهم بدأوا عملية مسح يومية شملت آثار القصف الإسرائيلي بالقنابل الفسفورية الحارقة- عربي21
قال وزير
الزراعةاللبنانيعباس الحاج حسن، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن "لبنان
خسر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مليارات الدولارات جراء الاعتداءات الإسرائيلية
المتواصلة منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وأكد الحاج حسن،
أنه "لا يمكن تقدير حجم الخسائر المادية بدقة في الوقت الحالي، خاصة أن
معداتنا وطواقمنا لا يمكنها الدخول إلى كافة الأراضي المستهدفة بالاعتداءات
الإسرائيلية، والتي تتخطى 52 قرية، وهي مساحة جغرافية واسعة جدا".
وأشار وزير
الزراعة اللبناني إلى أنهم بدأوا "عملية مسح يومية شملت آثار القصف بالقنابل
الفسفورية الحارقة، والأضرار التي لحقت بالمزروعات، والأضرار التي لحقت بالثروة
النباتية، والأضرار التي لحقت بالقطاع الحيواني بشكل عام، وغيرها من الأمور
المناطة بوزارة الزراعة".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "على
سبيل المثال لا الحصر: هناك أكثر من 50 ألف شجرة زيتون معظمها معمر، يتجاوز عمرها
بين 250 و300 عام، وهذه الأشجار لها قيمتها الاجتماعية، والوجدانية، والأخلاقية،
والوطنية، والقومية".
وأوضح الحاج حسن،
أن "العدو الإسرائيلي يضرب عرض الحائط بكل القوانين التي وُضعت للحروب،
وشرعية حقوق الإنسان، والمواثيق الدولية، والقانون الدولي، والقانون الإنساني، لا
لشيء إلا لمحاولة كسر إرادتنا كلبنانيين وكعرب وكغزاويين، لكنه لم ولن ينجح في
ذلك".
وتاليا
نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
هل
هناك حصر بمجمل الخسائر والأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة والثروة الحيوانية في
لبنان جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو
أربعة أشهر؟
أولا شكرا لصحيفة
"عربي21" على تسليطها الضوء على هذا الملف الأساسي والحساس بالنسبة
للاقتصاد اللبناني، ولنا جميعا كأمة عربية؛ فما تقوم به إسرائيل من اعتداءات همجية
بربرية ما هو إلا درب من دروب الجنون ضد الإنسانية جمعاء، وسيكتب التاريخ يوما أن
شعبا كاملا بأطفاله ونسائه وشيبه وشبانه قُتلوا، لا لشيء إلا لأنهم أصحاب حق في
قطاع غزة، وأيضا في جنوب لبنان.
أما عن حصر
الخسائر في قطاع الزراعة في لبنان، فقد بدأنا عملية مسح يومية شملت آثار القصف
بالقنابل الفسفورية الحارقة، والأضرار التي لحقت بالمزروعات، والأضرار التي لحقت
بالثروة النباتية، والأضرار التي لحقت بالقطاع الحيواني بشكل عام، وغيرها من
الأمور المناطة بوزارة الزراعة.
ومع ذلك لا نقوم
بأعمالنا بشكل غير دقيق؛ لأن معداتنا وطواقمنا لا يمكنها الدخول إلى كافة الأراضي
المستهدفة بالاعتداءات الإسرائيلية، لأنها تتخطى 52 قرية، وهي مساحة جغرافية واسعة
جدا، ويتهددنا ويتهدد أبناءنا العدو الإسرائيلي، لذا نحن نحاول ما استطعنا أن تكون
هناك إحصاءات يومية لعدد الحرائق، ونتائج القصف المتعمد لإحراق هذه المزروعات،
والمحاصيل من قِبل العدو الإسرائيلي.
أما عن الأرقام،
فعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك أكثر من 50 ألف شجرة زيتون معظمها معمر، يتجاوز
عمرها بين 250 و300 عام، هذه الأشجار يقصفها العدو الإسرائيلي، ويضرب عرض الحائط
بكل القوانين التي وضعت للحروب، وشرعية حقوق الإنسان، والمواثيق الدولية، والقانون
الدولي، والقانون الإنساني، لا لشيء إلا لمحاولة كسر إرادتنا كلبنانيين، وإرادتنا
كعرب، وإرادتنا كغزاويين؛ لكي يحقق مكسبا وحيدا في سبيل إنهاء هذه الحرب الهمجية،
ولن يكون بمقدوره تحقيق هذا الهدف.
وماذا
عن الأضرار التي لحقت بالغابات ومصادر المياه في لبنان؟
هناك مئات
الهكتارات من الأحراش الحدودية قُضي عليها بالكامل في لبنان. نتحدث عن الأشجار
الصبغية وغير الصبغية، بالإضافة لتلوث المياه؛ فقد تضررت الأنهار بشكل كبير، ولكن
لا يوجد لدينا اليوم فحوصات حقيقية دامغة حتى نقدر نسبة الضرر نتيجة القصف
بالفسفور الأبيض، ولن تُحدَد النسبة بدقة قبل سحب عينات من التربة، ومن المياه.
اظهار أخبار متعلقة
كم بلغت قيمة الخسائر
المادية للزراعة في جنوب لبنان منذ الحرب وفق تقديراتكم؟
لا يمكن تقدير حجم الخسائر المادية؛
فكما ذكرت: الضرر طال أشجارا معمرة تجاوزت أعمارها 250 عاما، وهذه الأشجار لها
قيمتها الاجتماعية، والوجدانية، والأخلاقية، والوطنية، والقومية، فكيف أعوض
المزارع الذي يملك هذه الأشجار، وهو الذي دفن آباؤه وأجداده تحت ترابها.
هناك الملايين بل المليارات من
الدولارات خسرها الجنوب، وخسرتها لبنان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة جراء هذه
الاعتداءات المتكررة، والتي انطلقت منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
من
وجهة نظركم، هل يمكن تعويض هذه الخسائر لاحقا؟
لا يمكن التعويض
بشكل كامل؛ لكن سنعوض -ولو جزئيا- بأهلنا الصامدين المرابطين، الذين علمونا معاني
الصبر والصمود والانتصار؛ فهم الذين صمدوا عام 2000 وهم الذين انتصروا وصمدوا عام
2006 وسيصمدون وسينتصرون بإذن الله.
وكذلك في غزة،
مع الصبر والصمود والمقاومة، فهذه الثلاثية نتيجتها قوة وعزيمة ونصر مبين مبارك
بإذن الله.
الزراعة
تعتبر مصدر رزق أبناء القرى الحدودية.. فما الذي تهدف إليه الاعتداءات الإسرائيلية
المستمرة ضد قرى الجنوب وأهلها، وهل تلك الهجمات مُتعمدة؟
نعم، الهجمات
متعمدة؛ فأرزاقنا، ومزروعاتنا، ومحاصيلنا لم نستطع جنيها؛ فلم نستطع قطف الزيتون،
ولا الحمضيات، ولا الموز، سواء كان في مرجعيون، أو الخيام، أو الطيبة، وكل هذا
الشريط المبارك لم نستطع حصد محاصيله، كما لا نستطيع اليوم التحضير لزراعة
المحاصيل في الصيف القادم، ونحن نتحدث عن محاصيل، وعن زراعات، وعن مواسم زراعية
قضي عليها بالكامل، فيما تعتمد حياة القرى في الجنوب اللبناني على هذه المحاصيل،
وتلك المزروعات بشكل كامل، لذا فالنتائج كارثية.
بالتالي
ما هي أوضاع المزارعين الآن في جنوب لبنان؟
أوضاع المزارعين
ليست على ما يرام بالمرة؛ فالقصف والاعتداءات يومية، ونحن نعتصم بصبرنا وصمودنا،
ونقف إلى جانب أهلنا في الجنوب اللبناني، ولكن الأمر لا يكفي؛ لأن القصف اليومي
يفوق حروبا عديدة شهدناها في السنوات الماضية مع هذا العدو المتغطرس.
لو
تحدثنا عن خطة وزارة الزراعة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية؟ وما أبرز التحديات
التي تواجهكم؟
لقد وضعنا خطة
لوزارة الزراعة ضمن خطة الحكومة، وهي خطة ثلاثية متدرجة في حال تم تصعيد الحرب،
بمعنى إن كان هناك قصف للموانئ، أو المطارات، أو المرافق الحدودية، أو في حال كان
هناك توسيع للحرب من قِبل العدو الإسرائيلي، هذه الخطة وضعت بعين الاعتبار إمكانية
التصدير من عدمه، وإمكانية الاستيراد، وعملية التخزين، وكل هذه الأمور ضمن خطة
محكمة من قِبل الحكومة اللبنانية، ووزارة الزراعة، وأيضا الهيئات والمنظمات
الدولية الموجودة، وهي شريك أساسي في هذا الإطار.
اظهار أخبار متعلقة
ما
الذي وصلت إليه الشكوى التي تقدمت بها الحكومة اللبنانية للأمم المتحدة اعتراضا
على وحشية إسرائيل وانتهاكها القانون الدولي وسيادة لبنان في ظل استخدام الاحتلال
للفوسفور الأبيض المحرّم دوليا؟
نحن قدمنا شكاوى
باسم وزارة الزراعة، وباسم الحكومة اللبنانية للهيئة العامة للأمم المتحدة، ولمجلس
الأمن الدولي، ونعي تماما أن مجلس الأمن وهذه الهيئة لا يمكن أن تقدم لنا شيئا؛
لأنها عاجزة أمام التعنت الإسرائيلي، والموقف الأمريكي المنحاز بالمطلق لإسرائيل،
ولكن لأننا دولة تعتصم بالحق والقانون، ونلزم أنفسنا ومواطنينا ومؤسساتنا وحكومتنا
على تقديم شكوى تحفظ حقنا، وحتى نقول للعالم أننا دولة تحترم القانون الدولي،
وشرعية حقوق الإنسان، مقابل عدو اسمه إسرائيل يضرب عرض الحائط بكل هذه المواثيق
وتلك الأعراف.
هل
هناك سبل قانونية أخرى لمحاسبة إسرائيل على جرائمها في لبنان؟
نعم، عندما
يستيقظ الضمير العالمي، وعندما نفعّل المحاكم البعيدة عن الأمم المتحدة، مثل محكمة
العدل الدولية، وغيرها، عندئذ يمكننا فعل ذلك، ويمكن لكل حر وشريف في هذا العالم
أن يتقدم بشكوى ضد إسرائيل، وبالتالي يمكن لنا أن نحقق ما قصدت في سؤالك، وإن لم
نسمع في هذا العالم صوتا يقف إلى جانب الحق، فلا يمكن مقاضاة أو محاسبة هذا العدو
أو أي عدو آخر.
هل
توصلتم لمعرفة مدى تأثير الفوسفور الأبيض على المزروعات؟
لم نتوصل بعد؛
لأننا ننتظر وقف العدوان الإسرائيلي حتى نقوم بسحب عينات من الأراضي التي تعرضت
لقصف مركز بالفوسفور الأبيض، وهناك قواعد علمية في هذا الإطار، وسنعتمد الحقائق
العلمية الدامغة من خلال مؤسساتنا التي يعتد بها، ومن خلال مراكز الأبحاث الموجودة
في لبنان، وسنستعين أيضا بالمؤسسات الدولية المتخصصة؛ حتى نقدم الحقائق واضحة،
ونوضح آثار الفوسفور، وتركيزه في الأرض، ونسبة تأثيره على المياه وتلوثها من عدمه.
لذا لا نستطيع
الإجابة الآن على هذا السؤال بدقة طالما لم نقم ببحث علمي حقيقي تابع للدولة،
والحكومة اللبنانية، وكل ما يُقال في هذا الأمر حتى الآن هو محض تكهنات.
وبمجرد انتهاء
الحرب وانتهاء القصف العدواني الإسرائيلي سأراسل العديد من الهيئات العالمية،
والداخلية، وسنقوم باللازم في هذا الإطار.
كيف
تقيم موقف المنظمات الدولية -وخاصة الزراعية- من الانتهاكات الإسرائيلية التي تحدث
بحق الزراعة في لبنان؟
المنظمات
الدولية تشجب وتدين الاعتداءات، وهو موقف لا يصرح به في وسائل الإعلام، ولكنهم
يقفون إلى جانب حق لبنان، ويساعدونه، لكن طالما بقيت حالة الحرب مستمرة بهذا الشكل،
واستمرت الاعتداءات الإسرائيلية فلا يمكن لتلك المنظمات أو الهيئات التحرك، ولكنها
قادرة، ومستعدة، وجاهزة لمساعدة لبنان.
في
المقابل، ما مدى الخسائر التي تكبّدتها الزراعة الإسرائيلية جراء "طوفان
الأقصى" خاصة بعد توقف الحياة في مستوطنات غلاف غزة والنقب الغربي.. وما
أهمية أراضي غلاف غزة للأمن الغذائي الإسرائيلي؟
إجابة هذا
السؤال يجب إبرازها في وسائل الإعلام؛ لأننا نؤمن بقول الله تعالى: «إن تكونوا
تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون»؛ فهي فاتورة كبيرة
إنسانيا، فقد قتلوا أطفالنا، وقتلوا شعبنا وأهلنا في جنوب لبنان، وفي قطاع غزة،
ولكن في المقابل هناك مئات الآلاف من المستوطنين هربوا من الغلاف، وهربوا أيضا من
المناطق الفلسطينية المحتلة المحاذية لجنوب لبنان.
لذا فخسائر
العدو عالية وكبيرة جدا، خاصة وأن هذه المنطقة كان يستثمرها العدو الإسرائيلي في
الزراعة، وينافس بها لبنان، أو قطاع غزة، أو الضفة الغربية في زراعتها الفلسطينية،
فالأرقام عالية وكبيرة جدا فيما يخص الإنتاج، وما يجنيه العدو الإسرائيلي من هذه
الأراضي المغتصبة، وهي أراضٍ فلسطينية بامتياز، وبالتالي «طوفان الأقصى» أثر بشكل
كبير جدا على غلاف غزة، والنقب الغربي فيما يتعلق بالقطاع الزراعي.
هناك
تقارير إسرائيلية تفيد بأن إسرائيل ربما تتنازل عن نقاط على الحدود في سبيل الوصول
إلى تسوية مع حزب الله.. ما مدى دقة تلك التقارير برأيكم؟ وهل يمكن التوصل قريبا
إلى حل سياسي بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي؟
نحن أصحاب حق،
ولن نتنازل عن آخر نقطة مياه وآخر حبة تراب لنا؛ فهذه أرض محتلة، وسندافع عنها بكل
ما أوتينا من قوة، بمقاومتنا، وجيشنا، وصمود شعبنا، وكل ما يُحكى عن تنازلات هنا
أو هناك لا يعنينا، فنحن نعتصم بحقنا كاملا، وعندما يعود كاملا، وتتوقف اعتداءات
إسرائيل يُبنى على الشيء مقتضاه.
أما فيما يخص
التوصل إلى حل سياسي بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي فأعتقد أنك تعني بين
"الحكومة اللبنانية" وإسرائيل، لأن حرب إسرائيل العدوانية على كل لبنان؛
فكل لبنان تأثر بهذه الحرب، صحيح أن المقاومة يتصدرها حزب الله، ولكن كل لبناني
اليوم يقوم بعمل مقاوم، من خلال صموده في أرضه، ومن خلال معاناته عن كل تبعات هذه
الحرب، في أعالي كسروان، وفي آخر بيت ودسكرة من دساكر عكار، أو في آخر دسكرة من
دساكر البقاع، وبعلبك، أو في قلب العاصمة بيروت.
وبالتالي نحن
نقول ونكرر للجميع وللوفود التي تصلنا كل يوم للحديث عن ضبط الأمور في الجنوب
اللبناني، نقول لهم: اذهبوا وألجموا إسرائيل المعتدية، ثم لكل حادث حديث.
إيقاف الحرب
أساس وضرورة، إيقاف القتال والاعتداء الإسرائيلي ضرورة، سواء في جنوب لبنان أو في
قطاع غزة.
واسمح لي أن أوجه تحية إجلال وإكبار إلى كل الشعوب
العربية، ولكل حر وشريف يتعاطى بإنسانية مطلقة مع ما يحدث في قطاع غزة، وما يحدث
في جنوب لبنان، وما يحدث في كل دسكرة من دساكر الأرض يُعتدى عليها، نحن لا نريد
شيئا إلا استعادة حقوقنا، وهذا العدو لا يفقه هذا الأمر، هو فقط يفقه العدوانية،
والحرب، ولغة النار، في سبيل أن يقول إنه قوة قادرة على تطويع وترويض هذه المنطقة،
وهذا لن يحصل.