في مسعاها لإنقاذ
المستعمرة الصهيونية، تبذل الولايات المتّحدة الأمريكية جهدا استثنائيا كبيرا
للحفاظ على وجود الكيان
الإسرائيلي وضمان تفوقه الذي يعد ركيزة رئيسية لديمومة
الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط. فالمسعى الأمريكي المحموم يعكس حالة القلق والشك
بقدرة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني على الصمود بعد عملية "طوفان
الأقصى" المباغتة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 التي شنتها كتائب عز
الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، داخل
المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع
غزة المحتل.
ورغم المشاركة
الأمريكية للكيان الصهيوني في حرب الإبادة من خلال الدعم العسكري والمالي، لكنها عاجزة
بحكم طبيعتها الإمبريالية عن بلورة رؤية فعَّالة وقادرة على التعامل مع الأسباب
الجوهرية العميقة لعملية "طوفان الأقصى"، إذ تسعى إدارة الرئيس الأمريكي
جو بايدن للحد من التكاليف السياسية الناجمة عن الحرب على غزة، مع استمرار دعمها المطلق
لركيزتها المفضلة "إسرائيل".
إدارة بايدن غير مستعدة لاتخاذ خطوات ملموسة لتغيير السياسة الإسرائيلية، مثل فرض شروط على المساعدات العسكرية، أو الدعوة إلى وقف إطلاق النار، فهي غير مستعدة للذهاب إلى أبعد من مجرد محاولة إدارة التكاليف السياسية والمخاطر الاستراتيجية التي تنتج من سياستها الحالية
تقدم الولايات
المتحدة دعما مطلقا للمستعمرة الصهيونية وتتشارك معها الأهداف الاستراتيجية، ولا
تعدو الانتقادات الأمريكية لبعض السلوكيات الصهيونية عن كونها نصائح غير ملزمة في
المجالات التكتيكية، فإدارة بايدن غير مستعدة لاتخاذ خطوات ملموسة لتغيير السياسة
الإسرائيلية، مثل فرض شروط على المساعدات العسكرية، أو الدعوة إلى وقف إطلاق
النار، فهي غير مستعدة للذهاب إلى أبعد من مجرد محاولة إدارة التكاليف السياسية
والمخاطر الاستراتيجية التي تنتج من سياستها الحالية.
فعندما انتقد
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الأسلوب الصهيوني لقتل مدينة غزة، وقال إن
"إسرائيل" تواجه خطر "الهزيمة الاستراتيجية"، أثارت تصريحاته ردود
فعل غاضبة في الكيان الإسرائيلي، رغم أنه كان يقدم نصيحة باعتماد نهج "مكافحة
التمرد" الاستعماري، بالاستفادة من التجربة الاستعمارية الأمريكية في العراق،
من خلال كسب العقول والقلوب وخلق "صحوات"، لفصل المقاومة عن الحاضنة
الشعبية، ولا سيما أن المدنيين يقفون إلى جانب حماس بعد المجازر المروعة. إذ تريد
الولايات المتحدة نقل الصراع إلى الفلسطينيين أنفسهم بعد أن نكّلت بالمدنيين
وأفقدتهم بيوتهم وأولادهم تحت حجة حمايتهم واحتضانهم لحركة "حماس"،
وتمكين السلطة الفلسطينية من الحكم في غزة بعد إعادة هيكلتها وتغيير بعض الوجوه،
تحت شعار الإصلاح وإعادة الإعمار، وبذلك تضع نهاية لحقبة حكم حماس لها والقضاء على
مقاومتها.
إن المسعى
الأمريكي لإنقاذ إسرائيل هو في حقيقته سعي لإنقاذ المشروع الأمريكي في الشرق
الأوسط، بعد حالة القلق والشك من فقدان أمريكا نفوذها وهيمنتها التقليدية التاريخية
في المنطقة، وخصوصا أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت زمن اللا يقين التفردي
الأمريكي في ظل تحولات وتحديات جيوسياسية دولية وإقليمية، وظهور إرهاصات نظام دولي
يبشر بتعددية قطبية.
فقد حلت عملية
السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في لحظة تاريخية كانت الطموحات الأمريكية
والإسرائيلية جامحة بإعادة بناء الشرق الأوسط في ظل هيمنة إمبريالية أمريكية،
تقوده المستعمرة الصهيونية، ويقوم على تصفية القضية الفلسطينية وبناء تحالف مع
الأنظمة الاستبدادية العربية في إطار "الاتفاقات الإبراهيمية" بأبعادها
السياسية والأمنية والاقتصادية. فإسرائيل لا تعدو عن كونها قاعدة عسكرية أمريكية
غربية في المنطقة العربية، وقد حرصت الولايات المتحدة منذ تدخلها في المنطقة على
ضمان أمن إسرائيل وتفوقها على المنطقة، ومارست ضغوطات شتى على كافة دول الشرق
الأوسط لإدماج المستعمرة الصهيونية وطبعنة وجودها دون تقديم أي حلول عادلة للقضية
الفلسطينية، والاكتفاء بإعادة إنتاج حل يقوم على خرافة تستند إلى كذبة دبلوماسية تحت
عنوان "حل الدولتين".
المسعى الأمريكي لإنقاذ إسرائيل هو في حقيقته سعي لإنقاذ المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، بعد حالة القلق والشك من فقدان أمريكا نفوذها وهيمنتها التقليدية التاريخية في المنطقة، وخصوصا أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت زمن اللا يقين التفردي الأمريكي في ظل تحولات وتحديات جيوسياسية دولية وإقليمية
عقب عملية
"طوفان الأقصى" تواترت التصريحات الأمريكية الداعية لتنفيذ ما يسمى "حل الدولتين"، بما يؤدي إلى قيام دولة
فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد انتهاء الحرب على غزة. ورغم أن "حل
الدولتين" ليس أكثر من خرافة، قوبلت التصريحات الأمريكية برفض من أعلى
المستويات السياسية في تل أبيب، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمريكيين وعرب
أن إدارة الرئيس جو بايدن وبعض شركائها في الشرق الأوسط يعملون على وضع خطة شاملة
لإحلال سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بيد أن وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو
جددوا رفضهم قيام دولة فلسطينية.
وقال وزير
المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه لن يوافق بأي حال من الأحوال على حل
الدولتين، وأضاف أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل. وقال
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن العالم يريد أن يمنح الفلسطينيين
دولة وإن هذا لن يحدث، وفق تعبيره. وقال وزير الشتات عميحاي شيكلي إن على إسرائيل
أن تقاوم الخطة الأمريكية وأن تهدد بخطوات أحادية كإلغاء اتفاقية أوسلو. وقال زئيف
إلكين، رئيس كتلة حزب معسكر الدولة في الكنيست -الذي يقوده بيني غانتس- إن إقامة
دولة فلسطينية ستؤدي إلى خطر تكرار أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في
كل أراضي إسرائيل.
وفي مقابل
التصريحات الأمريكية عن ضرورة تنفيذ حل الدولتين في أقرب وقت بعد الحرب على غزة،
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا رفضه قيام دولة فلسطينية،
وقال إن إسرائيل لن تتخلى عن سيطرتها الأمنية الكاملة على الضفة الغربية.
تشكل استعادة
خرافة "حل الدولتين" من قبل الإدارة الأمريكية استمرارية لحملة الكذب
وبيع الوهم في إطار أسطورة عملية السلام، فقد تحول حل الدولتين، بمرور السنوات،
إلى ما يشبه الكذبة الدولية الدبلوماسية المتفق عليها. فبالنسبة إلى الزعماء
الغربيين، والأمريكيين بصورة خاصة، شكّل هذا الحل، كما كان دائما، غطاء لمواصلة
دعم إسرائيل، على الرغم من السياسات الاستيطانية، وعلى الرغم أيضا من أن قلة من
هؤلاء الزعماء كانت تؤمن بفرص تحقيق السلام.
أما الدول
العربية، فقد وجدت في هذا الحل وسيلة من أجل تحسين علاقاتها بإسرائيل بصورة مريحة،
في ظل عدم تحقيق تقدُّم في المسار الفلسطيني، وحسب إيلان بابيه فإن الغرض من حل
الدولتين في النهاية، بالنسبة لإسرائيل، هو "الإجابة عن سؤال يتعلق بكيفية
إبقاء الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية، وفي المقابل سوف يتعين على
الفلسطينيين التخلي عن كل آمالهم في العودة، أو حصولهم على حقوق متساوية، في ما
يخصّ مصير القدس، أو في قيادة حرة كبشر في وطنهم". كما يشير من جهة أخرى، إلى
أن حل الدولتين "مبني على فكرة أن قيام دولة يهودية هو الحل الأفضل للمشكلة
اليهودية؛ أي يتعين على اليهود أن يعيشوا في فلسطين وليس في مكان آخر".
وهذا الحلّ لا
يبشر بنهاية اللعبة، كما يشير إلى أنّ قاموسا من المصطلحات السياسية سيقوم على
أجداثها؛ "قاموسا بديلا يتم إعداده وصياغته منذ سنوات عديدة، حيث يُعاد تعريف
الصهيونية بوصفها استعمارية، وإسرائيل بأنها دولة فصل عنصري (أبارتهايد)، والنكبة
تطهير عرقي، وسيكون أسهل بكثير طرح هذا القاموس للتداول، بمجرد إعلان وفاة حل
الدولتين".
تتعامل الولايات
المتحدة مع "حل الدولتين" كحيلة بلاغية لشراء الوقت لتجاوز الوقائع
الجديدة التي فرضتها عملية "طوفان الأقصى"، فقد عملت الإدارات الأمريكية
المتعاقبة على تقويض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، وقد أنهت عودة رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى سُدة السلطة في إسرائيل بائتلاف يميني فاشي متطرف،
وهْم حل الدولتين. ولم يجد أعضاء حكومته الجديدة حرجا في التعبير عن آرائهم حول
ماهية إسرائيل وما يجب أن تكون عليه في جميع الأراضي التي تسيطر عليها، فدولة
إسرائيل الكبرى لا تعرَّف كدولة يهودية فحسب، وإنما كواحدة يكرس فيها القانون
التفوق العرقي اليهودي على جميع الفلسطينيين.
إعادة طرح "حل الدولتين" خدعة قديمة متجددة، تشير إلى سعي حثيث للبحث عن قيادة فلسطينية جديدة خادمة للإمبريالية الأمريكية ووكيلة عن الاستعمار الصهيوني، تتمتع بالكفاءة والقدرة على تقديم جميع الخدمات التي قدمتها السلطة الفلسطينية منذ عام 1993 لإسرائيل والغرب، وتحظى في الوقت نفسه بنوع من الشرعية في نظر الشعب الفلسطيني
يدرك الشعب
الفلسطيني وكافة شعوب المنطقة أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة للمستعمرة
الصهيونية في عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، وأن مسعى الإدارات الأمريكية
هو إنقاذ مشروعها الذي يستند إلى الكيان الصهيوني، فإعادة طرح "حل
الدولتين" خدعة قديمة متجددة، تشير إلى سعي حثيث للبحث عن قيادة فلسطينية
جديدة خادمة للإمبريالية الأمريكية ووكيلة عن الاستعمار الصهيوني، تتمتع بالكفاءة والقدرة
على تقديم جميع الخدمات التي قدمتها السلطة الفلسطينية منذ عام 1993 لإسرائيل
والغرب، وتحظى في الوقت نفسه بنوع من الشرعية في نظر الشعب الفلسطيني. فبعد أن
فقدت نخب سلطة أوسلو أي قدرة وشرعية لدى أمريكا وإسرائيل، وعدم قدرتها على تلبية
مطالب مشغليها، أصبحت السلطة تُتهم بالفساد والعجز وفقدان الشرعية.
تستأنف الولايات
المتحدة الأمريكية النهج الكولونيالي بالبحث عن نخب عميلة تخدم الاحتلال
الإسرائيلي، وتعزز السيطرة الاستعمارية وتمارس شتى تكتيكات قمع المقاومة. فقد عمد
الاحتلال الكولونيالي البريطاني لفلسطين في كانون الأول/ ديسمبر 1917، إلى خلق
قيادة فلسطينية عميلة متعاونة مع المستعمرين الغزاة، وإزاحة النخب القيادية الوطنية
بشتى الوسائل والأساليب الإرهابية، وفي سعيه لقمع الثورة الفلسطينية الكبرى
(1936-1939)، أسس الاستعمار البريطاني عام 1938 عصابات "فصائل السلام" من
نخب فلسطينية عميلة فاسدة، شاركت الاحتلال في عمليات قتل الثوار الفلسطينيين
بالتعاون مع العصابات الاستعمارية الصهيونية.
على مدى عقود
ساندت الولايات المتحدة المستعمرة الصهيونية، بنزع الشرعية عن المقاومة الوطنية
الفلسطينية وملاحقتها والعمل على تقويضها، على اختلاف أيديولوجياتها وتوجهاتها،
فقد أدرجت الولايات المتحدة منظمة التحرير الفلسطينية على قوائم "الإرهاب،"
وصنفت كافة حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية منظمات "إرهابية"، وتماهت
الإدارات الأمريكية مع كافة السرديات الصهيونية.
وقد استكمل
الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المشاريعَ الكولونيالية الغربية، وتبع النهج
الاستعماري بخلق نخب عميلة بديلة عن النخب الوطنية، رغم الفشل الذريع لكافة
المحاولات. فمنذ إنشاء الكيان الإسرائيلي، قام الصهاينة بتجنيد "مخاتير"
القرى الفلسطينية للتعاون مع سلطات الاحتلال، ولم يحققوا أي نجاح يذكر، ولم تنقطع
مشاريع البحث عن قيادات عميلة، ومنها مشروع "روابط القرى"، وهو ما نجح
نسبيا عندما أصاب الوهن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد إعادة تأهيلها عبر
اتفاق أوسلو، وأصبحت سلطة وكيلة للاحتلال مقابل وعود كاذبة بتنفيذ حل الدولتين، ومنح
امتيازات لنخب السلطة الواهنة. وسرعان ما قفدت سلطة أوسلو شرعيتها لدى الشعب
الفلسطيني، وظهرت حركات فلسطينية مقاومة أكثر صلابة، وأشد تمسكا بالحقوق
الفلسطينية، وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وفي مقدمتها حركة
"حماس"، وحركة "الجهاد".
خلاصة القول أن
الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى إنقاذ المستعمرة الصهيونية، وتثبيت سيطرتها
وهيمنتها على الشرق الأوسط على حساب القضية الفلسطينية، ولم تنقطع المساعي
الأمريكية بإيجاد نخب فلسطينية عميلة وكيلة للاحتلال الإسرائيلي، تحت عنوان
"حل الدولتين"، وهو حل لا يعدو عن كونه خرافة تستند إلى بلاغة خطابية
رخيصة جوهرها الكذب، تهدف إلى شراء الوقت ومحاولة تجاوز استحقاقات "طوفان
الأقصى".
مسعى الولايات المتحدة بإنقاذ المستعمرة الصهيونية حتى من نفسها أصبح أكثر صعوبة وأشد تعقيدا. وقد فقدت الحيل الامبريالية والكولونيالية سحرها، ولم يعد الشعب الفلسطيني ينخدع برطانات الولايات المتحدة الأمريكية، فعداوتها للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة تصعب تغطيتها
وإذا كانت
الولايات المتحدة قد نجحت نسبيا عام 1993 بإنقاذ المستعمرة من خلال اتفاق
"أوسلو" وتطويع منظمة التحرير الفلسطينية وتحويلها إلى سلطة فلسطينية
عميلة، فإن فرص نجاحها اليوم ضعيفة إن لم تكن معدومة، فقد بات واضحا دون لبس أن
الولايات المتحدة الأمريكية شريكة للاحتلال الاسرائيلي في عدوانها وعدائها للشعب
الفلسطيني.
فالولايات
المتحدة لم تمارس أي ضغوطات على المستعمرة الصهيونية، وتعمل على إنقاذها من خلال
طرح مشروع "حل الدولتين" الوهمي، وهو ما تم تجاوزه عمليا، فالرئيس
الأمريكي جو بايدن استأنف مسار سلفه دونالد ترامب بتصفية القضية الفلسطينية، وقد سعت
إدارة بايدن إلى الإبقاء على الوضع الراهن، مع استمرار بناء المستوطنات في الضفة
الغربية وغيرها من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، واقتصرت بلاغتها
الخطابية على إصدار بيانات فارغة تدعو إسرائيل إلى تجنب الأعمال التي تقوض حل
الدولتين.
وفي ظل حكومة
نتنياهو اليمينية الفاشية المتطرفة لم تعد إسرائيل تتكلف حتى عناء الرد على بلاغات
الإدارة الأمريكية الباهتة حول "حل الدولتين"، ولذلك فإن مسعى الولايات
المتحدة بإنقاذ المستعمرة الصهيونية حتى من نفسها أصبح أكثر صعوبة وأشد تعقيدا. وقد
فقدت الحيل الامبريالية والكولونيالية سحرها، ولم يعد الشعب الفلسطيني ينخدع برطانات
الولايات المتحدة الأمريكية، فعداوتها للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة تصعب
تغطيتها.
twitter.com/hasanabuhanya