كشفت
وثائق أممية وتحليل لصور الأقمار الصناعية عن إطلاق جيش
الاحتلال الإسرائيلي النار
على قافلة
مساعدات تابعة للأمم المتحدة في قطاع
غزة بتاريخ 5 شباط/ فبراير الجاري،
بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وقالت
"سي إن إن"، إنها اطلعت على مراسلات بين الأمم المتحدة والجيش الإسرائيلي
تظهر أن الطرفين اتفقا على مسار القافلة قبل الغارة.
وقالت
الشبكة الأمريكية إن "الجيش الإسرائيلي أطلق النار على قافلة تابعة للأمم المتحدة
تحمل إمدادات غذائية حيوية في وسط غزة، قبل أن يمنع في نهاية المطاف الشاحنات من التقدم
إلى الجزء الشمالي من القطاع، حيث يقف الفلسطينيون على حافة المجاعة"، وذلك وفقا
لوثائق أممية وتحليلات أقمار صناعية اطلعت عليها "سي إن إن".
وأضافت
أن جيش الاحتلال استهدف قافلة المساعدات من البحر، رغم اتفاقه مع الأمم المتحدة على
مسارها، مشيرة إلى أن شاحنة واحدة من القافلة المتكونة من 10 شاحنات تعرضت لإطلاق النار
في أثناء توقفها عند نقطة احتجاز إسرائيلية، وفقا لتقرير داخلي لوكالة
الأونروا.
وفي
التفاصيل، كشفت "سي إن إن" أن القافلة المكونة من 10 شاحنات مساعدات ومركبتين
مدرعتين تحمل شارة الأمم المتحدة، بدأت رحلتها من جنوب غزة إلى الشمال في الساعات الأولى
من الخامس من الشهر الجاري، عبر طريق الرشيد الذي يتبع الحافة الساحلية للقطاع.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحت
أن هذا الطريق كان هو الطريق الرئيسي الذي سمح به جيش الاحتلال لقوافل المساعدات الإنسانية
وعمليات الإجلاء منذ يناير.
وذكرت
أن العدوان الإسرائيلي على القافلة يعد واحدا من عدة حوادث تعرضت فيها قوافل المساعدات،
وكذلك مستودعات تخزين المساعدات، للقصف من قبل جيش الاحتلال منذ بداية العدوان في السابع
من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا لـ"سي
إن إن"، إن إحدى الشاحنات المحملة بالإمدادات أصيبت بنيران البحرية الإسرائيلية.
وفي أعقاب الغارة التي وقعت في 5 شباط/
فبراير، قررت الأونروا وقف إرسال القوافل إلى شمال غزة.
وكانت المرة الأخيرة التي تمكنت فيها الوكالة
من إيصال الغذاء إلى شمال وادي غزة في 23 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن
300 ألف شخص ما زالوا يعيشون في شمال غزة، مع قدر ضئيل للغاية من المساعدات.
اتفاق مسبق
وتظهر مراسلات البريد الإلكتروني بين الأونروا
و"COGAT"، الوكالة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف
على الأنشطة في الأراضي الفلسطينية، والتي تشرف على الإغاثة الإنسانية، اتفاقا على
أن تسير القافلة على طريق الرشيد.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا: "إننا نشارك مع الجيش الإسرائيلي إحداثيات القوافل ومسار تلك القافلة".
وأضافت: “فقط عندما يعطينا الجيش الإسرائيلي
الضوء الأخضر، تتحرك الأونروا. نحن لا نتحرك دون هذا التنسيق".
وأوضحت أن الغرض من هذا التنسيق، الذي يسمى
عملية فض الاشتباك، هو ضمان عدم تعرض قوافل المساعدات للقصف.
اظهار أخبار متعلقة
وفي هذا الصدد، أكدت توما أن "غزة
أصبحت بسرعة كبيرة واحدة من أخطر الأماكن التي يعمل فيها عمال الإغاثة".
وتابعت: "إنها بيئة معقدة للغاية للعمل
فيها. وفي كثير من الأحيان تضطر فرقنا إلى تقديم المساعدة الإنسانية تحت النار".
من جهتها قالت جانيا ديل من معهد جامعة أكسفورد للأخلاق والقانون
والصراعات المسلحة إنه "من الصعب حقا أن نرى كيف يمكن أن يكون هذا هجوما
قانونيا.. يبدو الأمر كأنه انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي".