الإبحار في الفوضى.. إسرائيل والغموض النووي والخيار شمشون.. ورقة علمية

في 10 مارس آذار 2024، نشر مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية في سلسلة وجهات نظر، وجهة نظر استراتيجة مهمة للبروفيسور لويس رينيه بيريز، عنوانها "الإبحار في الفوضى: إسرائيل والغموض النووي والخيار شمشون". يتحدث فيها عما يعتبره مخاطر وجودية تواجهها إسرائيل، واحتمالية اتساع مدى الحرب لتشمل إيران، مما قد يؤدي إلى تدخل أطراف أخرى يحددها الكاتب في:  الولايات المتحدة، روسيا، الصين، باكستان، وكوريا الشمالية. ويتحدث بيريز عن مدى إمكانية لجوء إسرائيل إلى استخدام الخيار شمشون، وكيف سيكون الرد الإيراني في هذه الحالة.  كما يتحدث أيضا عن سيناريو نشر الفوضى في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف استراتيجية للكيان.

أهداف وتوقيت نشر  "الخيار شمشون"

تأتي هذه الورقة في وقت تعقد فيه المشهد الاستراتيجي والجيوسياسي في المنطقة نتيجة حرب طوفان الأقصى. مشهد تهاوت فيه قوة الردع الإسرائيلية أمام الهجوم الخاطف لحماس يوم 7 أكتوبر، وعدم قدرة الكيان حتى الآن على تحقيق أهدافه العسكرية والسياسة رغم الدعم الأمريكي غير المسبوق له على كافة المستويات ورغم الموقف العربي المخزي الذي يصل إلى حد التآمر على الحماس والمشاركة في إحكام الحصار حول القطاع الذي يعاني حرب إبادة وتجويع لم يشهد العالم مثيلا لها في الثلاثين سنة الأخيرة باعتراف المؤسسات الدولية ومراكز الأبحاث العالمية.

وهنا يأتي السؤال المهم عن الأهداف المحتملة لنشر هذه الورقة في مثل هذا التوقيت:

1 ـ اعتراف صريح بالقدرات النووية الإسرائيلية بعيدا عن سياسة الغموض النووي التي اتبعتها إسرائيل من قبل. وهو اعتراف للردع، واستعادة هيبة إسرائيل المفقودة إقليميا ودوليا نتيجة حرب طوفان الأقصى.

2 ـ هذه الدراسة قد تدخل في إطار حرب نفسية تشنها إسرائيل على إيران لوقف دعمها لحماس، وإجبارها على لجم حزب الله والحوثيين.

3 ـ التأكيد على أهمية دور إسرائيل الوظيفي للغرب باعتبارها كلب الحراسة لمصالحه في المنطقة، ومنع ممارسة أي ضغوط عليها في تنفيذ خطتها الرامية إلى خلق وضع إستراتيجي جديد لا يكون للفلسطينيين وجود فيه، ولا تكون هناك أي احتمالية لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

4 ـ تقوية المحور الاستراتيجي الذي تسعى إسرائيل إلى تقويته وتصدره، وهو محور مكون منها ومما يسمى الدول العربية المعتدلة: دول الخليج ومصر والسودان والمغرب.

5 ـ التلويح بنشر الفوضى في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية في ظل وضع دولي معقد وحرب باردة ثانية تميز النظام الدولي الجديد الذي يتشكل حاليا.

التعريف بكاتب الدراسة

لويس رينيه بيريز: أستاذ فخري للقانون الدولي في جامعة بوردو. وهو مؤلف العديد من الكتب والمقالات التي تتناول الاستراتيجية النووية والحرب النووية، منها: كتاب الأمن أو هرمجدون، وكتاب: البقاء على قيد الحياة وسط الفوضى: استراتيجية إسرائيل النووية. وله عدة كتابات في هذا الإطار بالاشتراك مع قادة عسكريين متقاعدين إسرائيليين وأمريكيين. وقد سبق له المشاركة مع عسكريين وسياسين إسرائيليين وأمريكيين في مشروع دانيال المختص بدراسة استخدام السلاح النووي الإسرائيل والخيار شمشون ومدى إمكانية استخدامه ضد المشروع النووي الإيراني. وسبق للمشروع أن قدم تقريرا بهذا الخصوص في 2003 لرئيس الوزراء آنذاك آرئيل شارون.

عرض الدراسة

يقول بيريز: في أي حساب استراتيجي قائم على العقلانية، لن يشير "الخيار شمشون" إلى عمل الملاذ الأخير للانتقام الوطني، بل إلى حد مقنع لمواجهة التهديدات الوجودية. وعند النظر إلى جانب استراتيجية إسرائيل النووية الغامضة عمدا، وهي عقيدة عفا عليها الزمن، ويشار إليها عادة باسم "الغموض النووي المتعمد" أو "قنبلة إسرائيل في القبو"، فإن إستخدام إسرائيل لمواقف التهديد الأكثر إقناعا يمكن أن تثبت فعاليتها. ومع ذلك، لكي يكون الخيار شمشون واعدا حقا، يجب أن  يتزامن مع نهاية تدريجية وانتقائية لعقيدة "الغموض النووي المتعمد"، وأن تكون هذه النهاية متعلقة بإيران مباشرة، وليس بحماس أو وكلاء إيران كحزب الله أو الحوثيين.

إسرائيل والخطر النووي الإيراني

على الرغم من أن إيران لا تزال "فقط" في مرحلة ما قبل دخول النادي النووي والقدرة على إنتاج السلاح النووي، إلا أنها تتمتع بالفعل بالقدرة على استخدام أسلحة نشر الإشعاع، كما تستطيع إطلاق صواريخ تقليدية على مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي. كما تتمتع إيران بعلاقات وثيقة مع كوريا الشمالية، التي ليس من المستبعد أن تعمل كبديل نووي استراتيجي لها.

إسرائيل والخيار شمشون

بالنسبة للاستراتيجيين الإسرائيليين، يشير الخيار شمشون إلى آخر سلاح في جعبة عقيدة الردع القائمة على تهديدات موثوقة، سواء كانت ضمنية أو صريحة، وذلك بالانتقام النووي الساحق أو الانتقام المضاد. لذا، فإن أي عقيدة ضخمة من هذا القبيل لا يمكن أن تدخل حيز التنفيذ إلا عندما تتعرض إسرائيل لاعتداءات وتجعل وجودها كدولة قومية قابلة للحياة في خطر. وفي غياب الاعتداءات المتوقعة من إيران، ستعتمد إسرائيل على "سلم التصعيد"، واستراتيجية الردع المسبق، وليس الانتقام بأثر رجعي. وعليه، فلن يفيد إسرائيل كثيرا تقديم تهديدات على مستوى شمشون ردا على أشكال "عادية" أو أقل من أشكال ضخمة من الهجمات. وحتى عندما يكون الهدف العملياتي الرئيسي لإسرائيل هو النجاح في حربها ضد "حماس" و"حزب الله" وما إلى ذلك، فإن استدعاء شمشون يمكن أن يكون منطقيا فقط في مواجهة إيران راعية حماس، أو في مواجهة كوريا الشمالية الراعية النووية لإيران.

الفوضى في الشرق الأوسط لا تحتاج بالضرورة إلى تفسيرها من قبل كبار المخططين العسكريين الإسرائيليين على أنها نذير لمزيد من العنف الإقليمي وعدم الاستقرار. في بعض الجوانب التي يصعب تصورها، يمكن أن تمثل هذه الفوضى شرطا للأمن القومي والبقاء. على الرغم من أنه لا تزال هناك بحار هائجة في المستقبل ، إلا أنه يمكن تسخير أمواجها لاتجاه استراتيجي هادف.

إن إيران لا تزال غير نووية. لذا، فمن شبه المؤكد أن إسرائيل يمكن أن تحقق "هيمنة التصعيد" دون توظيف شمشون، وذلك من خلال تحقيق انتكاسة للجهود النووية والبنى التحتية الإيرانية، مما قد يوفر لإسرائيل ميزة قوة غير متكافئة في المنطقة، ويجعل إسرائيل غير مضطرة بعد ذلك للخوف من حرب نووية ضد إيران. وسيضيف لإسرائيل ميزة أخرى، وهي إيصال رسالة أساسية لإيران بوعد غير معلن بانتقام نووي ضدها دون أي تدرج متسلسل للقتال النووي.

مهما كانت الأهداف الدقيقة لخيار شمشون، فيجب أن يظل هدفه الرئيسي هو إبقاء إسرائيل "على قيد الحياة"، وليس، كما هو موضح في الصور التوراتية، لمنع الدولة اليهودية من "الموت وحدها". في هذا الهدف القطعي، يجب أن تنحرف السياسة الإسرائيلية عن رواية شمشون التوراتية. وفي الوقت الراهن على الأقل، فإن استراتيجية إسرائيل النووية المفترضة، وإن لم يتم التعبير عنها بوضوح بعد، موجهة نحو تجنب الحرب النووية وليس نحو خوض حرب نووية. ويجب أن يكون الأساس المنطقي لشمشون هو خدمة إسرائيل كعنصر مقنع "متطور" للردع النووي.

لا يمكن لخيار شمشون أبدا حماية إسرائيل كاستراتيجية نووية شاملة في حد ذاتها. لا ينبغي أبدا الخلط بين هذا الخيار واستراتيجية إسرائيل النووية الأكثر عمومية أو "واسعة الطيف"، وهي استراتيجية تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الردع. وعندما يبدو أن كل شيء قد ضاع، فإن الاستعدادات الواضحة لخيار شمشون من الممكن أن تعمل على تحسين قدرات إسرائيل على الردع النووي الاستباقي.

حتى خلال حرب غزة الحالية مع «حماس»، ستحتاج إسرائيل إلى التحول من "الغموض النووي المتعمد" إلى "الكشف النووي الانتقائي". وسيسمح هذا التحول الصريح لإسرائيل بتوضيح أن أسلحتها النووية ليست كبيرة جدا للاستخدام التشغيلي الفعلي ضد إيران. وسيكون هذا التوضيح المعقد متبادلا لخيار شمشون الإسرائيلي وسيغطي مجموعة كاملة من خيارات الردع النووي الإسرائيلية. والغطاء القانوني الدولي لذلك هو "الدفاع الاستباقي عن النفس".

الردع النووي الإسرائيلي على المدى الطويل

فيما يتعلق بالردع النووي الإسرائيلي على المدى الطويل، فإن الخيار شمشون يمكن أن يساعد في إقناع إيران أو غيرها من الدول المعادية المعينة بأن الاعتداءات المكثفة ضد إسرائيل لن تكون مربحة أبدا. وقد يكون هذا أكثر إقناعا إذا كانت "أسلحة شمشون" الإسرائيلية:

1 ـ مقترنة بمستوى واضح من الكشف النووي، وبالتالي إنهاء موقف إسرائيل الطويل الأمد من الغموض النووي.

2 ـ غير محصنة بشكل ملحوظ ضد ضربات العدو الأولى.

3 ـ قيمة الإعلان في ضوء ما يشير إليه الاستراتيجيون النوويون أحيانا باسم "عقلانية اللاعقلانية المزعومة"، إذ يمكن لشمشون أن يعزز الردع النووي الإسرائيلي من خلال إظهار استعداد إسرائيلي أكثر وضوحا لتحمل مخاطر وجودية.

متى تخرج إسرائيل من سياسة الردع إلى الاستخدام المباشر؟

يمكن أن تعتمد فوائد الردع النووي المتمثلة في "اللاعقلانية المزعومة" على الوعي الإيراني المسبق بموقف إسرائيل. ومع ذلك، ولضمان أن إسرائيل لا تزال قادرة على الانخراط في حرب نووية إذا فشل رادعها النووي المضاد، فإنها ستتبنى بشكل أكثر انفتاحا عقيدة "مختلطة" للاستهداف النووي بحيث يجب أن يفهم دائما المخططون العسكريون الإسرائيليون وصناع القرار الاستراتيجي أن القتال النووي الفعلي يجب أن يقتصر فقط على سيناريوهات "نهاية الهيكل الثالث" أي نهاية الدولة.

وفي جميع الحالات التي تنطوي على شمشون والردع النووي الإسرائيلي، يمكن للاستعدادات النووية المرئية كملاذ أخير أن تعزز خيارات إسرائيل الوقائية من خلال التأكيد على استعدادها الجريء لتحمل مخاطر وجودية. ومع ذلك ، فإن عرض مثل هذه المخاطر يمكن أن يصبح سيفا ذا حدين،  فهي كالسباحة في مياه مجهولة، ولا توجد سوابق يمكن من خلالها استقراء الاحتمالات القائمة على العلم. لذا، ستحتاج إسرائيل إلى التحرك بتصميم وحذر. وسوف يكون لزاما على قادة إسرائيل أن يظلوا مدركين أن الاستعدادات الإسرائيلية لخيار شمشون، ستشجع إيران على اتخاذ إجراءات استباقية. وفي هذه البيئة لا يمكن التنبؤ فيها من المخاطرة التنافسية لنشر وتوسيع أحد الجانبين أو كليهما للدفاعات الصاروخية. ويمكن للجهود الإسرائيلية أو الإيرانية أن تحفز الأخرى على توجيه ضربة أسرع أولا. وبالإشارة إلى القانون الدولي، سيلزم عندئذ توجيه اهتمام وثيق نحو القواعد القطعية المتمثلة في "الضرورة العسكرية".

إذا تركت إيران لنفسها، ولم تردعها إسرائيل أو تستبقها في الفعل، فقد تصبح الدولة اليهودية في وضع جحيم دانتي. وقد أصبح هذا السيناريو المنذر بالخطر أكثر مصداقية من خلال التعزيز الاستراتيجي الأخير لإيران من خلال تحالفها الأكثر إحكاما مع كوريا الشمالية ومقاتليها الوكلاء في سوريا ولبنان واليمن. وفي مرحلة ما ليست بعيدة جدا، يمكن أن يشير هجوم منسق بين إيران وحزب الله الذي يكمل هجوم حماس في غزة إلى مخاطر وجودية وشيكة لإسرائيل. ويمكن أن تصبح هذه المخاطر فريدة وهائلة لدرجة أن استخدام خيار شمشون سيمثل الخيار الاستراتيجي الوحيد المتاح لإسرائيل. في أفضل العوالم الممكنة وتشكيل النظام الدولي وعالم الحرب الباردة الثانية. لذلك، ستحتاج إسرائيل إلى الاستعداد بشكل واضح لخيار شمشون المحتمل لضمان أن إسرائيل يمكنها ردع جميع اعتداءات العدو التي تهدد البقاء.

في الوقت الحالي، لا تزال إسرائيل في حرب طويلة الأمد مع حماس. ولا يمكن أن تنجح في هذا الصراع إلا من خلال إضعاف إيران ومحورها. وفي أفضل السيناريوهات، ستبقى إيران غير نووية، وستبقى الإدارة الإسرائيلية للصراع مع إيران ضمن حدود الردع التقليدي. ولكن إذا سُمح لإيران بعبور عتبة الأسلحة النووية من خلال الحصول على أسلحة نووية ذات تفاعلات متسلسلة، وليس فقط أسلحة نشر الإشعاع، فإن جهود إسرائيل اللاحقة لردع إيران سوف تصبح أكثر إشكالية إلى حد كبير. وعند هذه النقطة يمكن لإسرائيل أن تطلب خيار شمشون للحفاظ على "هيمنتها على التصعيد".

سيناريو الفعل الاستباقي ونشر الفوضى في الشرق الأوسط

إذا تورطت إيران في أي عمل عسكري مباشر ضد إسرائيل قبل أن تصبح خصما نوويا بالكامل، فقد تجد الدولة اليهودية نفسها أمام فرصة استراتيجية لتدمير البنى التحتية النووية الإيرانية بشكل استباقي قبل أن تصبح جاهزة للعمل. وعلى الرغم من أن طرح مثل هذا السيناريو يمكن أن يخلق أيضا انطباعا خاطئا عن العدوان الإسرائيلي المخطط له، إلا أنه سيمثل دفاعا عن النفس. والأهم من ذلك، بطبيعة الحال، أن مثل هذا الاستفزاز الإسرائيلي يمكن أن يمنع نشوب حرب نووية واسعة النطاق مع إيران.

كيف ينبغي لإسرائيل أن تتغلب على الفوضى؟ سواء في العهد القديم أو في الفكر اليوناني والروماني المتزامن إلى حد ما ، يمكن فهم الفوضى على أنها شيء إيجابي محتمل، ويمكن أن يعد العالم لجميع الاحتمالات، المقدسة والمدنسة. ويمكن أن تنشأ من خلال الفوضى فرصة حضارية آخذة في التوسع.

خيار نشر الفوضى بالنسبة لإسرائيل يمكن أن يكون مفيدا بشكل واضح. فالفوضى ليست مجرد "مفترس" يبتلع كل شيء كله: آكلة اللحوم ، قاسية ، عشوائية ، وبدون هدف أسمى. وهنا، تعتبر الفوضى بدلا من ذلك "انفتاحا" ميمونا، وهو عالم بروتيني يمكن من داخله الكشف عن أنواع جديدة من الفرص!! 

وهذا يعني أن الفوضى في الشرق الأوسط لا تحتاج بالضرورة إلى تفسيرها من قبل كبار المخططين العسكريين الإسرائيليين على أنها نذير لمزيد من العنف الإقليمي وعدم الاستقرار. في بعض الجوانب التي يصعب تصورها، يمكن أن تمثل هذه الفوضى شرطا للأمن القومي والبقاء. على الرغم من أنه لا تزال هناك بحار هائجة في المستقبل ، إلا أنه يمكن تسخير أمواجها لاتجاه استراتيجي هادف.

التعليق

هذه الورقة كما قلنا من قبل تأتي في سياق الردع والدعوة إلى الخروج من سياسة الغموض النووي، والتهديد باستخدام السلاح النووي. وهنا يأتي السؤال لماذا لا تطالب الدول العربية والإسلامية بإخضاع إسرائيل بالتوقيع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها لتفتيش اللجنة الدولية المعنية بذلك. إن نشر هذه الورقة في هذا التوقيت يضع مستقبل المنطقة على المحك ويمثل تهديدا مباشرا لها. كما يبين لنا أهمية دعم المقاومة لأنها تصنع واقعا جديدا يحد من الهيمنة الإسرائيلية وتهديدها الدائم والمستمر للأمن القومي العربي.