حقوق وحريات

"شمال غزة يموت جوعا".. مغرّدون يوثّقون المأساة الإنسانية في غزة (شاهد)

شارك رواد المنصّات ما يُناهز النصف مليون تغريدة ومنشور على حساباتهم- الأناضول
شارك رواد المنصّات ما يُناهز النصف مليون تغريدة ومنشور على حساباتهم- الأناضول
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، جُملة منشورات وتغريدات وصور توثّق حالة "المجاعة" التي آل إليها الأهالي في شمال قطاع غزة المحاصر، وذلك عبر استخدام وسم "شمال غزة يموت جوعا".

وبكثير من كلمات الأسف والألم، تفاعل رواد المنصّات المختلفة، مع ما يتم تداوله، خاصة ما هو صادر من قلب الغزّيين أنفسهم، ممّن يكشفون عن الكارثة الإنسانية التي يقاومون العيش في خضمّها؛ جراء التدهور الحاد في كافة الأوضاع، إذ انتشرت الأوبئة والمجاعة.


ومنذ الخميس، شارك رواد المنصّات، ما يُناهز النصف مليون تغريدة ومنشور على حساباتهم، مركّزين خلالها على معاناة السكان المتواجدين شمال القطاع، حيث يتعرّضون لحصار مشدّد أكثر من مناطق الجنوب والوسط، من الجوع الذي أدّى إلى استشهاد عدد من السكان، وإلى فقدان المواطنين للكثير من أوزانهم.

كذلك، طالب المغرّدون، دول العالم والمنظمات الإغاثية والحقوقية، بضرورة "التدخل السّريع لإنقاذ باقي السّكان من الموت جوعا في تلك المناطق" في إشارة إلى أن شمال غزة، يُقصد به مدينة غزة بأحيائها وبلدات ومخيمات الشمال، وهي مخيم جباليا وبلدات بيت لاهيا وبيت حانون، والقرى الصغيرة التابعة لها.

بين عيد الأضحى وسكان الشمال
قال عدد من المغرّدين: "في الوقت الذي يواصل فيه المسلمون، عبر العالم، احتفالهم بعيد الأضحى المبارك، هنا الساكنة في شمال غزة، تئنّ جوعا، وتنادي بأعلى صوتها، أوقفوا تجويع الشمال؛ حيث لا شيء هنا صالح للأكل، سوى القليل من  المعلبات، التي تُباع بأسعار خيالية، وسط صمت عالمي مريب".

وغرّد الصحفي الفلسطيني، عماد زقوت، المقيم في شمال القطاع: "نجيبكم هنا عن السؤال الدائم: كيف الأحوال في شمال غزة؟؛ ما يدخل منطقة الشمال فقط الطحين ومعلبات بكميات محدودة، وهذا لا يكفي أبدًا".

وأوضح زقوت، عبر تغريدة له، على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي "إكس": "لأن بقية المكونات الغذائية الأخرى غير موجودة وهنا نتحدث عن الخضروات واللحوم، أما فيما يتعلق بالفواكه فهي معدومة وذكرتها على سبيل التوضيح لأن البعض قد يعتبرها من الرفاهية".

وتابع: "الناس هنا في شمال غزة يعيشون على الطحين والقليل من المعلبات، وحسب أطباء التغذية فإن تناول المعلبات له أثر سلبي على صحة الإنسان على المدى البعيد بسبب ما تحتويه من مواد حافظة"؛ مشيرا إلى أن "الأطفال عوضا عما يعانونه من خوف ورعب، فهم لا يجدون الأساسيات من التغذية كالحليب والبيض وغيرها، والنساء الحوامل كذلك فإنهن يتعرضن لمعاناة شديدة في التغذية والرعاية الصحية".

واسترسل: "ولا ننسى المرضى والجرحى الذين يواجهون خطر الموت في كل دقيقة لانعدام التغذية والرعاية الصحية وعدم وجود حاضنة طبية لهم من عيادات ومستشفيات توفر لهم الأمان الصحي".
أمّا فيما يرتبط بالمياه، استطرد زقوت، عبر التغريدة نفسها: "حدّث ولا حرج، فنحن لا نعلم ماهيتها ولا كيفية معالجتها وكيف تصل لنا فكما هو معلوم للجميع أن المياه ملوثة وغير صالحة للشرب بنسبة تفوق الـ 95%".

اظهار أخبار متعلقة


"أما الإيواء فهذه قصة طويلة، فالناس هنا يعانون الأمرّين في سبيل الحصول على مكان يؤويهم بعد تدمير ما نسبته 80% تقريبا من مساكن وبيوت شمال غزة، وحتى مراكز الإيواء من مستشفيات وعيادات ومدارس فقد استهدفتها قوات الاحتلال بشكل مركّز على مدار شهور الحرب، فأبناء شعبنا لا يجدون ما يؤويهم بعد هول التدمير هذا، وحتى الخيام لا يجدونها" يتابع الصحفي ذاته.

وأكد الزقوت، أن ما يتعلق بمصادر الطاقة: "فهذا أصبح من الأحلام؛ لأن الاحتلال من الأيام الأولى للحرب دمر كل شبكة الكهرباء، ولم يُبق منها شيئا، وهناك عدد محدود من الناس لجأ إلى الطاقة البديلة وحتى تلك دُمر الكثير منها في الاستهدافات المستمرة لمنازل المواطنين خلال العمليات العسكرية التي استهدفت مناطق شمال غزة".

وختم الصحفي، تغريدته، بالقول: "لا أريد أن أكرر الحديث عن الوضع الصحي والمستشفيات لأنه أصبح معلوما للجميع أن المنظومة الصحية متهالكة ولا تقدم إلا القليل من الرعاية الأولية".

الأطفال وسوء التغذية
وفي السياق نفسه، أوضح حسام أبو صفية، وهو مدير مستشفى كمال عدوان، أن "الوضع في محافظتي غزة والشمال سيء جدا، ونعمل بالحد الأدنى في المنظومة الصحية في ظل عدم وجود مستلزمات ومستهلكات طبية وأدوية".

وأضاف أبو صفية، في حديثه لوكالة "الأناضول" أن "نحو 214 طفلا وصلوا للمستشفى خلال 14 يوما، تظهر عليهم علامات سوء التغذية"، مردفا: "من بينهم أكثر من 50 حالة تعاني من سوء تغذية متقدم، و6 حالات وضعها حرج ويتم التعامل معها في قسم العناية المركزة".

وأشار إلى أن "هؤلاء الأطفال يعيشون فقط على محاليل الإنعاش، ولا يتوفر لهم الحليب أو الغذاء الخاص مما يشكل تهديدا على حياتهم".

اظهار أخبار متعلقة


وكانت منظمة "اليونيسف" قد قالت في تاريخ 6 حزيران/ يونيو، بناء على خمس جولات من البيانات التي تم جمعها بين كانون الأول/ ديسمبر 2023 ونيسان/ أبريل 2024، أن "تسعة من كل 10 أطفال في قطاع غزة، يعانون من فقر غذائي حاد، ويعيشون على مجموعتين غذائيتين أو أقل يوميا".

كذلك، كشفت شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، في وقت سابق، أن "العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح قد عطلت قنوات توزيع الغذاء وقللت من إمكانية الوصول إلى الغذاء".
التعليقات (0)

خبر عاجل