أعلن حلف شمال
الأطلسي "
الناتو"، الأربعاء، اختيار رئيس وزراء
هولندا المنتهية ولايته مارك
روته، ليكون الأمين العام القادم للناتو ابتداءً من مطلع تشرين الأول / أكتوبر
المقبل.
وقال الناتو في
بيان: "قرر مجلس شمال الأطلسي يوم الأربعاء 26 حزيران / يونيو 2024، تعيين
رئيس الوزراء الهولندي
مارك روته أمينا عاما قادما لحلف شمال الأطلسي، خلفا لينس
ستولتنبرغ".
وسيتولى روته
(57 عاما) منصب الأمين العام في الأول من تشرين الأول / أكتوبر، موعد انتهاء ولاية
ستولتنبرغ الذي قضى 10 سنوات على رأس الحلف، حيث مُدّدت ولايته أكثر من مرة،
لأسباب منها توفير الاستمرارية بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.
ويعد الإعلان عن
اختيار روته يعدّ إجراءً شكليا، بعدما أعلن منافسه الوحيد الرئيس الروماني كلاوس
يوهانيس، الأسبوع الماضي، انسحابه من الترشح بسبب عدم حصوله على الدعم الكافي
للفوز بالمنصب.
ورحّب الأمين
العام للناتو المنتهية ولايته ستولتنبرغ بتعيين روته، وتمنى له النجاح، وكتب في
منشور على منصة "إكس": "مارك مناصر حقيقي للحلف، وقائد قوي، وصانع
للتوافق".
وصدق على تعيين
روته سفراء دول الناتو خلال اجتماع بمقر الحلف الذي يضم 32 دولة، في بروكسل.
وتعتبر ولاية روته في فترة محفوفة بالمخاطر لدول الحلف الغربي خاصة مع تصاعد
الأحداث حول العالم كاستمرار حرب الروسية الأوكرانية وتصاعد حرب الاحتلال الإسرائيل
في قطاع غزة، مع توجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إقامتها في
تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ومساعي دونالد ترامب للعودة للبيت الأبيض من جديد.
وأجج ترامب مع احتمالية
عودته للبيت الأبيض مخاوف دول الناتو خلال حملته الانتخابية عندما قال إنه سيشجع
روسيا على مهاجمة دول الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع عن نفسها.
وقد تمثل عودة
ترامب تحديا كبيرا، للأمين العام لحلف الناتو الذي سيواجه على الضفة الشرقية
للناتو التهديد الأكثر إلحاحا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وحصل روته تأييد
الدول ذات الثقل العالمي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، فيما
حرص على زيارة
إسطنبول في نيسان/ أبريل، للكسب الجانب التركي المعارض له قبل أن يتوصل لاتفاق
أخيرا مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان في قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.
تهنئة أردوغان تنهي الأزمة مع تركيا
وأجري الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، وتمنى له التوفيق في منصبه الجديد وشكره
على دعمه، وبهذا الاتصال يبدو وأن أزمة روته مع تركيا قد انتهت ، حيث حرص روته على
زيارة تركيا في نيسان/ أبريل الماضي للتخفيف من حدة الخلاف بينه وبين الحكومة التركية، حيث غضبت أنقرة من روته منذ عام 2017 بعد منعه وزيرين تركيين من إلقاء كلمات في تجمعات
انتخابية في هولندا قبيل انتخابات.
وفى 2017 تسارعت
وتيرة أزمة غير المسبوقة بين تركيا وهولندا ورفض السماح لطائرة وزير الخارجية
التركي بالهبوط في أراضيها، وأبعدت وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية
فاطمة بتول صيان قايا إلى خارج البلاد، وردت أنقرة بإغلاق السفارة والقنصلية
الهولندية معلنة عدم رغبتها في عودة السفير الهولندي، وأثار المنع بالتأكيد غضب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخلق أزمة بين البلدين.
حياة متواضعة
واختيار روته، أمينا
عاما للناتو سلط عليه الأضواء للتعرف على المزيد من حياته حيث يعيش روته
حياة متواضعة ويعمل بجد، ويتجنب الهواتف الذكية الحديثة، وظل وفيا لهاتف "نوكيا"
القديم ويذهب إلى مقر الحكومة بالدراجة الهوائية.
ويخرج لتناول
العشاء أسبوعيا مع والدته في مطعم إندونيسي، قبل أن تتوفي والدته في دار لرعاية
المسنين في عام 2020 عن عمر يناهز 96 عاماً بعد أسابيع من فرض حالة الإغلاق بسبب
فيروس كورونا.
فكر روته كثير
وهو صغر في العمل في مجال الموسيقى حيث كان بارعاً في عزف البيانو، كان الأصغر في
عائلته وذهب إلى المدرسة في لاهاي قبل أن يدرس التاريخ في جامعة لايدن ويتخرج عام
1992.
التحق بجامعة
ليدن حيث حصل على شهادة ماجستير في عام 1992. وشغل أثناء دراسته الجامعية مقعدا في
قيادة التنظيم الشبابي لحزب الشعب للحرية والديمقراطية، وترأس التنظيم من عام 1988
الى عام 1991
عمل في شركة
يونيليفر المتعددة الجنسيات لكنه كان منخرطا في الحياة السياسية وانضم إلى الحزب
الشعبي من أجل الحرية والديمقراطية وبحلول عام 2006 بات زعيم الحزب، عندما أصبح
روته رئيساً للوزراء في أكتوبر 2010 كان أول سياسي ليبرالي يقود ائتلافا حاكما في
هولندا منذ أكثر من 90 عاما.
يطلق علي روته اسم
"مارك تيفلون" بالإشارة إلى أواني الطهي المضادة للالتصاق لتمكنه من
البقاء في السلطة لفترة طويلة في هولندا ويحرص على التنقل على الدراجات الهوائية.
اليمين المتطرف
عد روته تصاعد اليمين
المتطرف في أوروبا أزمة قد تؤرق الأمين العام لحلف الناتو الجديد، بعد أن نجح اليمين
المتطرف في الصعود في انتخابات هولندا الماضية على حساب حزب روته، كما حققت أحزاب
اليمين نتائج كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي أقيم شهر حزيران/ يونيو
الماضي.
ويتبنى روته خلال جولاته الانتخابية السابقة خطاباً
صارماً حيال الهجرة والمهاجرين، مع الالتزام بالبعد عن قضايا معادة الإسلام
والمسلمين التي سيطرت على خطابات اليمين المتطرف، وأظهر روته الحنكة والخبرة
السياسية في تعامله مع هذه الأزمة، وعرف كيف يستفيد منها لصالحه.