كشفت تقارير عن اقتياد السلطات التركية عائلة سورية تعرضت للاعتداءات العنصرية التي طالت لاجئين سوريين الأسبوع الماضي في ولاية
قيصري وسط البلاد، إلى مركز الترحيل في خطوة تسبق ترحيلهم إلى
سوريا، وسط مساع حقوقية للإفراج عن العائلة.
وكشفت صحيفة "
قرار" المحلية، في تقرير خاص أعدته الصحفية سيما كزل أرسلان، عن قيام السلطات التركية بنقل العائلة السورية المكونة من 6 أفراد، بينهم طفلان ووالدان مسنان، إلى مركز الترحيل في ولاية قيصري من أجل إرسالهم إلى سوريا، على الرغم من حملهم بطاقات الحماية المؤقتة.
وأوضحت الصحيفة أن منزل العائلة السورية تعرض للرشق بالحجارة من قبل جيرانهم خلال الأحداث العنصرية في قيصري الأسبوع الماضي (30 حزيران/ يونيو 2023)، وقد مُنعت العائلة من الخروج حتى إلى شرفة البيت، الأمر الذي دفعهم إلى تقديم شكوى ضد جيرانهم.
"تعرضوا للتفتيش وهم عراة"
ونقلت الصحيفة عن صهر العائلة ويسمى عبد الرحمن، حديثه عن تعرضهم إلى الرشق بالحجارة وإهانات من قبل جيرانهم من قبل "أنتم كفار، اخرجوا من الشرفة، عليكم الخروج من المنزل".
وأضاف أن الشرطة التركية جاءت إلى منزل العائلة مساء الجمعة واعتقلت شقيق زوجته البالغ من العمر 15 عاما، على خلفية إفادة للجار المعتدي، زعم فيها أن شقيق زوجته هو من وجه الإهانات إليه.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقا لما نقلته الصحيفة التركية، فإن السلطات احتجزت الفتى السوري لليلة واحدة قبل أن تفرج عنه، لتعود بعد يوم واحد إلى المنزل وتقتاد الوالد لأخذ إفادته، ثم عادت مجددا ونقلت جميع أفراد الأسرة إلى مركز الترحيل.
وأوضحت الصحيفة أن "أفراد العائلة السورية تعرضوا للتفتيش وهم عراة"، وجرت "مصادرة هواتفهم المحمولة".
وقال عبد الرحمن في حديثه للصحيفة: "أقيم حفل زفافي منذ 10 أيام فقط. لا أعرف ماذا سأفعل إذا قاموا بإرسال زوجتي وعائلتها إلى سوريا. لقد دمروا حياتنا".
وأضاف: "انقلبت حياتنا رأسا على عقب في يوم واحد. نحن عائلة نظيفة ومتعلمة بالجامعة. إن هذه التصرفات ظلم كبير جدا. أرجو أن يسمع أحد صوتنا".
مساع للإفراج عن العائلة
في السياق، قال الناشط الحقوقي المعني بقضايا اللاجئين طه الغازي، إن "بعض الكوادر والهيئات الحقوقية التركية وثقت قيام السلطات التركية بعد أحداث الاعتداءات على ممتلكات ومنازل اللاجئين السوريين في مدينة قيصري، بتوقيف أفراد بعض العائلات السورية ممن تقدموا بشكوى رسمية عقب الاعتداء على أماكن عملهم و منازلهم، ونقلهم إلى مراكز الترحيل".
وأضاف في منشور عبر حسابه على منصة "فيسبوك": "سنقوم بالتنسيق مع عدد من الكوادر والهيئات الحقوقية التركية للسعي في سبيل الإفراج عن أفراد العائلة، والوقوف على جوانب هذه القضية التي إن تُركت فقد تغدو سياسة ممنهجة لدى رئاسة الهجرة".
اظهار أخبار متعلقة
من جهته، قال مدير منبر منظمات المجتمع المدني، محمد أكتا، إنه "تم التواصل مع أقرباء العائلة التي تم أخذها لمركز الترحيل في قيصري بعد تقديمهم شكوى رسمية بسبب الاعتداء عليهم".
وأوضح أن "فريق مشروع حماية يتابع لحل المشكلة"، محذرا من أن "إغلاق المسار القانوني أمام المتضرر السوري سيكون له ضرر كبير لاحقا".
والأسبوع الماضي، شهدت
تركيا موجة من أعمال العنف ضد اللاجئين السوريين في عدد من الولايات ترافقت مع تسريب بيانات ما يزيد على الثلاثة ملايين سوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في أعقاب اعتداءات نفذها عشرات الأتراك بحق سوريين بولاية قيصري، مساء الأحد.
وسرعان ما انتقلت التوترات إلى مناطق سيطرة القوات التركية في شمال غرب سوريا، حيث شهدت مناطق مختلفة تظاهرات منددة بالاعتداء على اللاجئين السوريين في تركيا.
وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، زار ولاية قيصري وعقد مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن توقيف أكثر من ألف شخص في عموم تركيا على خلفية الهجمات العنصرية، قبل أن يجتمع بعدد من سكان المدينة ويغادر دون لقاء المتضررين من اللاجئين السوريين، الأمر الذي أثار انتقادات بحق الوزير.