أثار انطلاق بطولة
كأس العالم للرياضات الإلكترونية في "
بوليفارد رياض سيتي" في العاصمة
السعودية، الرياض، يوم الثالث من تموز/ يوليو حتى 25 آب/ أغسطس المقبل، جدلا واسعا
حول الأهداف الحقيقية وراء تنظيم مثل هذه البطولات.
وبحسب وكالة الأنباء
السعودية "واس" يشارك في البطولة أكثر من 1500 لاعب من نخبة الأندية
الدولية، يتنافسون في 22 بطولة بجوائز مالية هي الأغلى في التاريخ، بإجمالي قيمة
تتجاوز 60 مليون دولار.
وأعلن رئيس هيئة
الترفيه السعودية، المستشار
تركي آل الشيخ، في أكثر من مقطع مصور له على حسابه
الشخصي عن إقامة البطولة الجديدة، تحت مسمى كأس العالم للرياضات الإلكترونية في
الرياض، بجوائز هي الأضخم في العالم.
وقال موقع شبكة
"
سي أن أن" إن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة حاليا في
السعودية يمكن أن تؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة"، لكنها تسببت في حدوث
"انقسام وقلق".
وأثار مجموع
جوائز البطولة الذي يزيد عن 60 مليون دولار الدهشة، وفق "سي إن إن"، في
حين قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تنظم الحدث،
رالف رايشرت، إن مشهد البطولة سيساعد في توحيد الصناعة.
وأضاف أن للبطولة
"خطة تسويقية ضخمة على المستوى الدولي إذ تضم جميع الألعاب تقريبا، وتساهم في
ربط مجتمع عالمي، حيث توفر البطولة فرصة لأكثر من 20 علامة تجارية كبرى لإقامة
شراكات جديدة، ومربحة مع فرق الرياضات الإلكترونية عبر البطولة، في ظل صعوبات مالية
تواجهها الصناعة.
اظهار أخبار متعلقة
وتشير "سي
ان أن" إلى أن صندوق الاستثمارات العامة التابع للحكومة السعودية اشترى في
السنوات الأخيرة بعضا من أكبر الشركات العاملة في هذه الرياضة، وفقا لأشخاص مطلعين
على الرياضات الإلكترونية والصحفي رود بريسلاو.
قمع حقوقي وطمأنة لـ"المثليين"
البطولة أثارت دهشة
كبيرة خاصة في المجال الحقوقي، حيث أشار مراقبون إلى أنه من الغريب أن تنظم المملكة
بطولة مثل هذه في الألعاب الإلكترونية في الوقت التي تمارس فيه القمع على وسائل
الانترنت وتعتقل نشطاء الرأي، لمجرد كتابة تغريدة على المواقع الالكترونية، مثل
مدربة اللياقة البدنية مناهل العتيبي، التي سُجنت لمدة 11 عاما لدعمها حقوق المرأة
على الإنترنت.
وفي وقت سابق أوضح
تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست"، أن "مراقبين يتهمون السعودية
بالسعي لتبييض سمعة البلاد بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان وندرة الحريات الديمقراطية
عبر جذب الأضواء إليها من خلال كرة القدم والرياضات الأخرى".
الرئيس التنفيذي
لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تنظم الحدث، رالف رايشرت زاد من
الجدل والدهشة حيث أعلن قال في حديث مع بي بي سي، إنه يرغب في طمأنة اللاعبين
والمشجعين "المثليين" الذين سافروا إلى السعودية لحضور البطولة بخصوص
مخاوف تتعلق بأمنهم في المملكة.
ومن جانبه قال
أيضا الرئيس التنفيذي المشارك لشركة Team Liquid وهي منظمة رائدة في مجال الرياضات
الإلكترونية، ستيف أرهانسيت، "كرجل مثلي، أتفهم ألم الإقصاء، ومع ذلك، كمواطن
أمريكي، أعلم أن معاناتي تتضاءل مقارنة بما يواجهه المثليون السعوديون يوميا".
المملكة
تغسل صورتها
ومن جانبها قالت
الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، دعاء دهيني، في تصريحات
خاصة لـ "عربي21"، أن المنظمة ترى ما يحدث في المملكة والأموال التي تدفع
ما هو إلا وجه من غسيل السعودية لصورتها وشراء الذمم لتجعل الأنظار تتوجه إلى أشياء
بعيدة عن الواقع الذي يعيشوه السعوديون.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت دهيني أنه
في الوقت التي تلتفت الأنظار إلى البطولة وجوائزها تم تنفيذ 90 حكم إعدام منذ بداية
2024 بتهم سياسية مثل التظاهر، فيما تم اعتقال أشخاص بسبب تغريدة على مواقع إلكترونية،
في حين تروج السعودية لنفسها أنها مملكة التسامح وأنها دولة تستقبل الجميع، مؤكدة أن وضع
السعودية الآن في مكان آخر بالنسبة للمواطنين غير ما يتم إظهاره.
وفي أيلول /
سبتمبر 2023 علق
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن
سلمان على الاتهامات الموجهة للمملكة العربية السعودية حول ممارستها "الغسيل الرياضي" عبر استثمار الأموال لتغيير أو تحسين صورتها السياسية أمام العالم،
حيث خلال مقابلته مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "إذا كان الغسيل
الرياضي سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 بالمئة، فسأستمر في ممارسة
الغسيل الرياضي".
وفي تشرين الأول
/ أكتوبر 2023 أعلن ولي العهد السعودي إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات
الإلكترونية، في صيف 2024 وإنشاء مؤسسة غير ربحية تتولى تنظيم البطولة، مؤكدا أن
البطولة "ستسهم في تعزيز رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تنويع الاقتصاد،
وتعزيز قطاع السياحة وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي
المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء".