ملفات وتقارير

استنفار أمني وصحي في الجزائر عشية المولد النبوي الشريف.. وهذا السبب

احتفالية كبرى عبر كافة ربوع الجزائر تمتد خلال الشهر كله بعنوان "ربيع الأنوار في الاحتفال بمولد النبي المختار سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام". الإذاعة الجزائرية
احتفالية كبرى عبر كافة ربوع الجزائر تمتد خلال الشهر كله بعنوان "ربيع الأنوار في الاحتفال بمولد النبي المختار سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام". الإذاعة الجزائرية
أعلنت وزارات الداخلية والأوقاف والصحة والمديرية العامة للحماية المدنية في الجزائر، عن استعدادات كبيرة لتأمين احتفالات عيد المولد النبوي الشرف المرتقب بعد أيام، خصوصا من تداعيات استخدام المفرقعات.

جاء ذلك خلال إشراف وزير الصحة الجزائري عبد الحق سايحي اليوم الخميس على افتتاح اليوم التحسيسي التوعوي للوقاية من الحوادث الناجمة عن استخدام الألعاب النارية خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وذلك بحضور ممثلين عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية، الشؤون الدينية والأوقاف، المديرية العامة للحماية المدنية إلى جانب إطارات من الإدارة المركزية وخبراء ومختصين في المجال.

وأكد الوزير عبد الحق سايحي على الأهمية الروحانية التي يكتسيها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، لكنه أشار إلى أن هذه المناسبة الدينية ارتبطت بعادة دخيلة وهي استخدام المفرقعات والألعاب النارية مع اقتراب موعد هذا العيد ما يسبب مشكلة حقيقية نظرا لخطورة هذه المواد والعواقب التي تنتج عنها.

وذكر الوزير أن الجزائر تشهد كل عام حوادث مؤلمة ترتبط باستخدام الألعاب النارية، مؤكدا أن معظم هذه الحوادث تصل إلى مستوى الخطورة، مشيرا إلى أن مصالح الاستعجالات استقبلت العام الماضي 70 حالة من بينها 5 حالات خطيرة جدا.

وأكد الوزير أن كل المؤسسات الاستشفائية جاهزة وفي حالة تأهب للتكفل بعلاج الإصابات الناجمة عن استخدام الألعاب النارية احتفالا بالمولد النبوي الشريف.

وتحدث أيضا عن دور المرافقة الذي تلعبه مصالح الحماية المدنية إلى جانب المؤسسات الاستشفائية كونها شريكا هاما سواء فيما يتعلق بعملية التكفل  بالمصابين جراء استخدام الألعاب النارية أو في عملية تحسيس المواطنين بخصوص الخطورة التي يمثلها استخدام مثل هذه المواد خاصة لدى فئة الأطفال، مشددا على أهمية دراسة هذا الموضوع لتقديم النصائح والإرشادات التي يمكن للأسر الجزائرية  اتباعها من أجل ضمان احتفال آمن وفي ظروف آمنة لهذه المناسبة الدينية.

وهنا نوه الوزير بالأهمية التي تكتسيها مثل هذه اللقاءات التحسيسية التوعوية التي من شأنها أن تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين والمساعدة في توعية الأسر بخطورة استخدام المواد النارية وخاصة بين الأطفال، داعيا وسائل الإعلام إلى المرافقة الدائمة لقطاع الصحة في عملية التحسيس والتوعية.



من جهته أكد المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية الرائد نسيم برناوي، أنه تم خلال المولد النبوي الشريف لعام 2023 تسجيل 10 حرائق معتبرة على مستوى الجزائر العاصمة.

وأشار إلى أن معظم هذه الحرائق وقعت في أحياء شعبية ذات أزقة ضيقة يصعب معها مرور شاحنات الحماية المدنية، مضيفا أنه "تسجل كل سنة وللأسف وتزامنا مع ذكرى المولد النبوي الشريف، حوادث منزلية واندلاع عديد الحرائق التي تتسبب في حروق بليغة".

وذكر أن الحماية المدنية "أطلقت هذا الأسبوع وتزامنا مع ذكرى المولد النبوي، حملة تحسيسية تحت شعار (نحتفل بمولد نبي الأمة بقلوبنا وليس بمفرقعات في أيدينا)".

وكشف برناوي أنه تم "هذه الأيام تنصيب جهاز عمليات أمني يتمثل في إخراج شاحنات النجدة ووضعها في أماكن استراتيجية حتى يكون هناك تخفيض في المدة الزمنية المحددة للتنقل في حال وجوب التدخل  وهو الجهاز الذي يمس كل أنحاء الوطن، لا سيما بعض الولايات المعروفة بتسجيل حوادث في مثل هذه المناسبات واستعمالها المكثف للمفرقعات".

وبمناسبة حلول شهر ربيع الأول 1446هـ، أعلنت وِزارة الشُّؤون الدّينِيّة والأَوْقَاف الجزائرية عن انطلاق احتفالية كبرى عبر كافة ربوع الوطن تمتد خلال الشهر كله بعنوان "ربيع الأنوار في الاحتفال بمولد النبي المختار سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام".

وتتضمن الاحتفالية: دروسا ومحاضرات ومعارض في السيرة النبوية بالمساجد والمدارس القرآنية والزوايا وفروع المركز الثقافي الإسلامي، والإذاعات المحلية، ومسابقات ولائية في السيرة النبوية ومدح خير البرية صلى الله عليه وسلم، وزيارات للمستشفيات ولدور المسنين ولدور الطفولة المسعفة، وحفلات دينية تتضمن المسرح والإنشاد الديني بفروع المركز الثقافي الإسلامي وبالمدارس القرآنية، ونشاطات أخرى.

وعادة ما تقام ليلة المولد النبوي الشريف سهرة دينية يحضرها قادة البلاد تتضمن مدائح نبوية ومسابقات دينية متنوعة.

ويُعتبر الاحتفال بالمولد مسألة اجتهادية لم يكن لها موقف موحد في عصر الأئمة الأربعة. لكن هناك عدة آراء لمتأخري المالكية وهو المذهب الغالب في الجزائر، حول هذه المسألة:

جواز الاحتفال بالمولد بشروط: كثير من علماء المالكية المتأخرين أباحوا الاحتفال بالمولد النبوي بشرط أن يكون الاحتفال خالياً من البدع المحرمة والمخالفات الشرعية، كالانغماس في مظاهر الترف أو المعاصي. ومن بين من أفتى بالجواز: الإمام السيوطي: رغم أنه من الشافعية، إلا أن فتاواه كانت مؤثرة في المالكية، حيث قال بجواز الاحتفال بالمولد إذا كان بذكر الله وقراءة القرآن والصلاة على النبي ﷺ، مع عدم اعتباره فرضًا أو سنةً.

كما أفتى العلامة أحمد زروق المالكي بجواز الاحتفال بالمولد باعتباره وسيلة لإظهار الفرح بمولد النبي ﷺ، بشرط التزام السنة وعدم الابتداع.

وعارض بعض علماء المالكية ذلك ورأوا أن الاحتفال بالمولد لم يكن من فعل السلف الصالح، وأنه بدعة لأنه لم يُحتفل به في عهد النبي ﷺ ولا الصحابة. من هذا المنطلق، يعتبرون أن إحياء هذه المناسبة ليس له أصل في السنة ويجب تجنبه.

وهناك من علماء المالكية من رأى أن الاحتفال بالمولد أمر جائز، ولكن لا ينبغي التوسع فيه، بل يقتصر على التعبير عن المحبة للنبي ﷺ بطرق شرعية، كالصلوات عليه وقراءة سيرته والدعاء، دون تحويل الاحتفال إلى طقوس أو عادات غير مقبولة شرعًا.
التعليقات (0)