أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس،
أنه في حال سمح الغربيون لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها كييف لضرب
الأراضي الروسية، فإن ذلك يعني أن "دول حلف شمال الأطلسي في
حرب ضد
روسيا".
وقال بوتين في مقطع مصور نشره صحفي مقرب
من الرئاسة الروسية على "تليغرام": "إذا اتخذ هذا القرار، فإن ذلك سيعني
على الأقل ضلوعا مباشرا لدول
الناتو في الحرب في أوكرانيا. هذا الأمر سيغير طبيعة النزاع
نفسها. هذا سيعني أن دول الناتو هي في حرب ضد روسيا".
وتطالب أوكرانيا داعميها الغربيين بالسماح
لها بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية باستخدام صواريخ تسلمتها منهم.
اظهار أخبار متعلقة
وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،
الخميس، "تأخير" البت في هذه القضية.
وترفض الولايات المتحدة هذا الأمر حتى الآن،
خشية تصعيد قد يؤدي إلى نزاع مباشر مع موسكو، وخصوصا أن البلدين قوتان نوويتان.
لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
وعد، الأربعاء، من كييف بدرس المطالب العسكرية لأوكرانيا في شكل "عاجل".
واشنطن ولندن غير مستعدتين
أرجأ الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء
البريطاني كير ستارمر اتخاذ قرار بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى
تلقتها من الغرب ضد روسيا، وهي خطة دفعت موسكو إلى التهديد بأن ذلك قد يدفعها إلى مواجهة
مع دول حلف شمال الأطلسي.
وقال ستارمر للصحفيين في البيت الأبيض إنه
أجرى "نقاشا واسعا بشأن الاستراتيجية" مع بايدن، موضحا أن هذا اللقاء
"لم يكن اجتماعا يتعلق بقدرات معينة".
وقبل الاجتماع، قال مسؤولون إن ستارمر سيضغط
على بايدن لدعم خطته لإرسال صواريخ
ستورم شادو البريطانية إلى أوكرانيا لضرب العمق
الروسي مع تزايد قلق الحلفاء بشأن الوضع في ساحة المعركة.
لكن زعيم حزب العمال أشار إلى أنه وبايدن
سيناقشان الخطة الآن خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع
ما بعد التالي "مع مجموعة أوسع".
وبينما اجتمعا مع فريقيهما في البيت الأبيض،
قلل بايدن من أهمية تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن السماح لأوكرانيا بإطلاق
الأسلحة يعني أن الغرب "في حالة حرب" مع روسيا.
وقال بايدن في معرض تعليقه على التهديدات
الأخيرة التي أطلقها بوتين بشأن خطر اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي: "لا أفكر كثيرا في بوتين".
في المقابل ندّد البيت الأبيض، الجمعة،
بتصريحات "بالغة الخطورة" أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر
أن حلف شمال الأطلسي سيكون منخرطا في حرب مع موسكو إذا سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ
بعيدة المدى ضد أراض روسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين
جان-بيار في تصريح لصحفيين إن "ذاك النوع من الخطابات بالغ الخطورة".
اظهار أخبار متعلقة
ما هو صاروخ "ستورم شادو"
الذي يقلق موسكو؟
صاروخ ستورم شادو أو "ظل العاصفة"
هو صاروخ بريطاني- فرنسي من فئة كروز ويصل أقصى مداه إلى حوالي 250 كيلومترا ويطلق
عليه الفرنسيون "سكالب" وهو اختصار لعبارة فرنسية تعني "صواريخ مواجهة
جوالة طويلة المدى للأغراض العامة".
يتم إطلاق الصاروخ من طائرة ومن ثم يطير
بسرعة تقارب سرعة الصوت إلى أن يسقط وينفجر برأسه الحربي شديد الانفجار.
ويعتبر "ستورم شادو" سلاحا مثاليا
لاختراق المخابئ المحصنة ومخازن الذخيرة، مثل تلك التي تستخدمها روسيا في حربها ضد
أوكرانيا.
يكلف كل صاروخ ما يقرب من مليون دولار أمريكي،
لذلك يتم إطلاقه ضمن موجة مخططة بعناية من طائرات بدون طيار وهي أرخص كثيرا، يتم إرسالها
لإرباك واستنفاد الدفاعات الجوية للعدو، تماما مثلما تفعل روسيا مع أوكرانيا.
وقد أرسلت بريطانيا وفرنسا بالفعل صواريخ
ظل العاصفة إلى أوكرانيا، ولكن مع تحذير بأن كييف لا يمكنها إطلاقها إلا على أهداف
داخل حدودها.
وقد تم استخدامها بفعالية كبيرة، حيث ضربت
كييف المقر البحري الروسي في البحر الأسود في سيفاستوبول وجعلت شبه جزيرة القرم بأكملها
غير آمنة للبحرية الروسية.